الصفحات

دراسة نقدية بقلم الناقد علاء الحامد ـ التشكيلات اللغوية و( الصورة في البناء الشعري ) في قصيدة الشاعرة نجاح ابراهيم

أُغنيةٌ للبلشونِ الحزين

هي المجموعة الشعرية التي سأدخل بين حيثيات القصائد التي تحتويها ، وإذا كانت النحلة تنتج العسل في خليتها ، فالقصيدة تنتج المعاني في لغتها ، اللغة هي القصر الفعال في الغرف العديدة التي ندخل اليها ، ومنه ننحى نحو تشكيلات القصيدة ومداراتها الفنية .. لقد شكلت العنونة لدى الشاعرة السورية نجاح ابراهيم مطلعا جديدا وهي تطرق باب الأغنية في تشكيلها اللغوي الحزين .. سيموطيقيا شكّل العنوان درجة عليا ، وهذا ماشدني نحو المواصلة مع الحدث الشعري والتشكيلات المتنوعة في اللغة الشعرية والتي نبتت بين القصائد بشكل عام ، وبين الحروف التي صففتها بشكل خاص ، فالعلاقة القائمة مابين
العنونة وقصائد المجموعة ، علاقة لغوية اعتمدت الديمومة في اطارها العام ، ولكن في نفس الوقت ننزل الى حسية الشاعرة الداخلية وهي تطرق باب العنونة ، لتمثيل هيئتها بشكلها الكينوني ، ملتفتة الى البصرية العامة والبصرية المكانية ، فالطائر الحزين " كما وضّحت في حاشية للتعريف بالطائر " يعني هناك البسة تعتمدها في اللغة وهذه الالبسة مرادها من أهل سوريا ، هنا تشغل البصرية ورؤيتها نحو الاخر في تحديد العنونة ، والعنوان كما يراه ليوهوك مجموعة العلامات اللسانية " كلمات ومفردات وجمل " ، وجلّ مايجذب المتلقي من العنونة ، اقتصادها اللغوي وكذلك عنصر الدهشة وكيفية تركيب الجملة ( وخصوصا إذا كانت الجملة إسمية ) فتعطي نتائج عليا في سيميوطيقيا العنونة ، ويفيد التشاكل الجنسي الى الحد من العنونة ينتهي بتواز نصي بين العنونة والاعمال التي منحت اليه .. (( إنّ المسافة بين الإنتاجية الدلالية للعنونة الموسومة بشئ من الشعرية وتعدد أنواع العمل وأجناسه يدخل العمل بقوة في بناء نصيتة العنوان لتتأكد – من ثمّ – سمة الشعرية أو تنتقي عنه ، بمجرد أدائها وظيفتها / ص 45 – العنوان وسيموطيقيا الإتصال الأدبي – د . محمد فكري الجزار / الهيئة المصرية العامة )) . فالبنية التركيبية للقصيدة لها علاقة وراثية مع العمل في ايجاد العنونة والعمل على نهجه في ديمومة القصيدة والخروج منها بمنحى يقنع المتلقي من خلال المؤثرات السحرية للجملة الشعرية التي تصطحب النصّ الشعري بجميع اشكاله ..
الأبعاد اللغوية التي تعتمدها الشاعرة السورية نجاح ابراهيم مابين المطابقات والخيال ، لها عدة منافذ ، منها البعد الذاتي والبعد ضمن المنظور والرؤى الشعرية ومنها البعد البصري ، فالبعد الذاتي هناك الأنا وهناك ذات الذات ( الذات الثانية ) والتي تعني بها الاخر ، ضمن البعد البصري وكيفية تحويل ذلك الى خيال ذاتي في الذهنية الشعرية :
ألاحقُ أخوةً سدّوا
آخر كوّة
بين حنجرتي وأناشيدي الخُضْرِ
غيّبتهم احتراباتُ الرّمل المالحِ
وخبزٌ مُخَضّبٌ بأسرارِ القبيلة
ورياحُ الخماسين
وعمائم ورايات
خيامُهم من أغصانِ الرّيح
وأعينُهم لزهرةِ النُعاسِ جنازاتٌ

من قصيدة الصوت العاري
.
جزء من مبحث :
التشكيلات اللغوية و( الصورة في البناء الشعري ) في قصيدة
الشاعرة السورية نجاح ابراهيم

علاء . ح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.