-الليلة الأولى-
كنت جالسا في المقهى مع أصدقائي، عندما أتى نبيل، كان مرتبكا، همس لي بكلمات، شعرت إثرها بتوقف الزمن، ارتعشت، اسودت الحياة أمامي...
توجهت معه نحو منزلنا القريب من المقهى...
-إن أثر المخدر يظل أربعين يوما في الدم، ضاع مستقبلي... كيف سأخبر عائلتي...؟
ها أنا في مركز الشرطة... تنهشني نظراتهم... تقدم نحوي شرطي في الأربعين من عمره...
أراد بشتى الطرق أن يجعلني أعترف بما لم أقترف..لازلت أذكر ضربه المبرح لي... استشطت غضبا وخفت أن أواجهه فتزداد عقوبتي..أمسك رأسي بيديه وضربني على الحائط حتى صار كل شيء ضبابي... أحسست بإهانة كبرى لكني لم أجرأ على إيقافه... ومن أقذر ما فعل بصق في وجهي وتفوه بكلمات تهديد ولازلت صامدا....
اختقت، شهقت بصمت... وفي ذهني آلاف الصور...
هاهو حارس السجن يزج بي في الزنزانة... كلما قفل بابا ضاق صدري وتوقف الزمن...وأغلق بابا من أبواب بهجتي... دفعني بقوة... فوجدت نفسي أمام عيون تكاد تلتهمني...
-ماهي تهمتك؟
لم أتفوه بكلمة... أمسكني أحدهم بقوة حتى أخبرته...-استهلكت مادة مخدرة في لحظة ضعف...
تعالت ضحكاتهم وكلامهم المستفز...
توجهت نحو الحمام بكيت بصوت مكتوم... غسلت وجهي كي لا أترك أثر الدموع...
لم أذق طعم النوم... اختنقت... أحرقني لهيب الندم..أهذا ما يشعر به العصفور عندما يوضع في القفص؟
كم نحن ظالمين، البشر!!
كيف ستمر هذه الليلة؟ كيف حال عائلتي؟ هل أخبروا حبيبتي؟... تعددت الأسئلة المحرقة... ارتميت على سرير حديدي...
دنا مني سجين، يبدو هادئا...ربت على كتفي...
فخانتني دموعي وأجهشت بالبكاء...
ناهد الغزالي/تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.