لغتي هويتي بقلم ناديا دويك كمال (شاعرة وكاتبة من فلسطين).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جَمَالُهَا جذّاب ، وَسِحْرهَا خَلّابْ ، كَبَحْرٍ مَليٍ بالدُرَر ، خَاسِرٌ جِدّاً مًنْ لم يُسْحِرْهُ جمَالهَا ، ولَمْ يَنْهَلْ من بَحْرِ كُنُوزِهَا كَوَامِنْ المَعَانِي ولآليْ الأسْرَارْ .. الّلغة العربيّة الأصيلة ُ، هيَ لُغتُنا الّتي نَعتزّ ونفخَرُ بِها ، هويتنا ، وطَنُنا وإنْتِمَاؤُنا ، هِي إمتداد لِجُذورنا العَربيّة عَبْر التّاريخ الطّويل ، منذُ وُلِدَ سيّدنا آدم عليهِ السّلام حيثُ كانَ يتكلّمُ عدّة لُغاتٍ منها لغتُنا الغّالية ، مُروراً بكلّ الأقوامِ الّتي نطقت بها .. وهي لُغة المَلائكة حيثُ ألقَاها جبريلُ عليه السّلام على لِسَان نبِيّ الله نوح وألقاها نوحٌ على لِسَان إبنه سام ،وكان يعربُ بن قحطان ممّن تكلّم بالعربيّة وذاع صيتهُ جداً ثم انتشَرت الّلغاتُ المتعدّدة في جميع أنحاءِ العَالم ، وقد
خصّ الله لغتنا العربية و كرّمها بأن جعَل رسُولَهُ الحَبيبُ من العَرب وأنْزَل القران الكَريم بها لِيَكون مُعجِزة الحبيب المُصْطَفى عليه السّلام حيثُ قالَ تَعَالَى في سُورة الشّعراء ’’ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ’’ ، وبقيت اللّغة العربية في القِمّة ، حيث حفظها الله تعالى بحفظه للقُران الكريم قال تعالى: ’’ إنّا نحن نزلنا الذّكر وانا له لحافظون ’’، وزادت جَمالا مع الأَحاديثِ الشّريفة التي حَفِظها الصّحَابة ووثّقُوها وحافظوا عليها منَ الإندثار والضّياع ، بالإضافة الى الأدباءِ والمُفَكّرينَ والشّعراءِ والمُثَقّفِينَ والعُلمَاءِ الذينَ عَمِلوا جُهدَهم لإثراء لُغتِنا الحبيبة والحِفاظ عليها عبر كتبهم ومخطوطاتهم وأبحاثهم التي كانت ناطقة بالعربية والتي مَا زالَت مَحفُوطٌة حتى الآن ، مع مُراعاةِ تطويرهَا وإعادةِ نشرِها وتوزِيعِهَا .. وكانَ للشّعراءِ العَربِ دَوراً كبيراً فِي إثراءِ اللّغةِ العَربيّةِ ونَشرِهَا والحِفَاظِ عَليهااا ، حيث حَرِصُوا على إستخدامِ حُروفِها وكلماتها وخاصة الفصحى في صَياغَةِ أشعِارِهِم ، فلا لُغةٌ في الكونِ تُعبّر عمّا تُعبّر بِه لُغتُنا الجَميلةُ ، فَللّغةِ العَربيّةِ سِحرٌ خاصٌ يجعلُ مَن يِتعاملُ مَعَها يُبدِعُ في صِيُاغةِ الكَلِماتِ وتَشكِيلِ الحُروفِ بِحَيثُ تَصِلُ لِلمُتَلقّ بِسَلاسةٍ وعُذوبة وتَنثَالُ عَلَيهِم كأنّها شلّالُ ماءٍ عذب ٍ سَلسَبيل ، هي لُغة فَرِيدَةٌ مُتَفَرّدَةٌ في التّعبيرِ ِ عن مَشاعِرِ الإنسَان وإيصَال ِ المَعنَى المَقصُودُ بِكُلّ دِقّة ٍ وَرِقّةٍ وجَمال ، هيَ لُغَةُ الثّقَافةِ والحضارةِ والتّراثِ العربيّ الأصيل .. وقد إهتَم ّ بِها الشّعراءُ في أشعَارِهَم في الشّعرِ ِ القَدِيم وأهدوا إلينا أروعَ الأشعارِ ِ والقَصائد ِ لجميع أنواع الشّعر .. وفي الشّعر الحديثِ أيضا بَرزِ الكثيرُ من الشُعراءِ الّذِينَ حَافَظُوا عَليها وآستخدَموها فِي أشعارِهم ونِثرِهِم ، أهَمّهم أميرُالشّعَراءِ أحمَد شَوقي والشَاعر الكبير نزار قبَاني ...... وَقَدْ ظَهَرَ في وَطَني فِلِسْطِيْنَ أَيْضَا شُعراءَ رائعين رَحَلوا عَنّا اليَوْمَ وَبَقِيَتْ حُرُوفُهُم وأعْمَالُهُمْ وَسيْرَتَهُم العَطِرَة وَارْواحَهُم تُرافقنا أمْثَال إبْرَاهِيْم ْ طُوقَانْ الّذيْ اهتَمّ جدّاً فِي الحِفَاظِ عَلى اللّغَةِ الْعَرَبِيّةِ وحَمَاها مِنْ الإنْْدِثَارْ حَيْثُ عَمِلَ إبْرَاهِيْم فِيْ الإذَاعَةْ لِفَترَة مُعَيّنّة إِبّانَ الإِنْتِدَابْ البِرِيْطَانِي وبِدايَةْ الِهْجرَة اليَهُودِيّة إلَى فِلِسْطِين وَأبى خلالها أن يُحلّ العامية مَحَلّ ّالفُصْحَى حَسَبَ رَغْبَة ِ القَائِمِيْنَ عَلَى الإذَاعَة ، بلْ عَمَدَ إلَى تَرْكيز ِبَرَامِجِه ِ عَلَى الأَحَاديْثِ المُفِيْدَة ،فَكانَ يَأخُذْ مِنْ منَابِعِ اللّغَةِ الأَصلَِيّة ’’القُرآن والسّنّة ’’ بِطَريقَةٍ ذَكِيّة تُلفِتُ انتِبَاهَ الْعَرَبِ إلَى مَا يُحِيقُ بِهِم مِنْ أخْطارْ وَمَا يَدُورُ حَولَهُم مِن ْمُؤامَرَاتْ ... وكان لإبراهيم معرفة بِتَدْقِيقْ النّصُوصْ العَربِِيّةِ القَديْمَة ، تَجَلّتْ فِي مُسَاعَدَتِهِ لِلْمُسْتَشْرِقْ الدُكتُور نِيْكِلْ البُوهيْمِي ، فِي فَهمْ النّصُوص المَخْطُوطَة والتّعْلِيْق عَليْهَا ...
ثُمّ جَاءَ مَحْمُودْ دَروِيْش ْلِيُكْمِلَ الْدّوْرَ بِأعْمَالِهِ وَشِعْرهِ حَيْثُ اعْتَبَرهُ الكثيْرُوْنَ مدْرسَةً لُغَوِيّة ً شَامِلةْ ، وَيُقُولُ عَنْهُ الفَنّانُ الْفَرَنسِيّ المَغْرَبي الأَصْل ْيُونِسْ وثِيِقْ: "تَعَلّمْتُ اللّغَةَ العَرَبيّةْ وَسِحرَ موسيقَاهَا وَرَصَانَةِ كَلِماتها مِنْ شِعْر مَحمُودْ دَرْويشْ" وَالْجدِيْر بِالذّكْر أنّ هَذَا الفَنّان قَدْ استَحْدَثَ لَوْناً مُوسِيْقِيّاً جَمَع َ فِيْهِ بيْنَ النّصُوصِ الشّعرِيّةِ العَرَبيّةِ وَالمُوسيْقَى الغَرْبيّة وَتَرَكَ مُقدّماتٍ كَامِلةٍ مِنْ أغنِياتِهِ لِقَصائدْ دَروْيشْ وَبصَوْت ِ دَرْوِيشْ ،كَقَوْلِهِ ،
"وَأسْالُ يا سَيّداتي ويَا سَادَتي أرْضَ البَشَر لِجَميْعِ البَشَر"ْ .
وَعَلَيْنَا أنْ لا ننْسَى الرّائعْ سَمِيْحْ القَاسِمْ الّذي رَحَلَ عنّا مُؤخّراً بعْدَ أَنْ أبْهَرَ العَالَمْ بِشِعرِهِ الْمُقَاوِم مُتَوّجْاً بِلغَتِنَا العَرَبِيّة الجَمِيلَة .. وَمِنَ الشُعراءُ الْعَرَبِ مَنْ أخَذُوا عَلى عَاتِقِهِم الدفاع عن اللغة العَربيّة ،و إظهارَ أسباب ضعفها وبَوَاطِن ِ الخُمُول فيها ، ولَفتِ انتباهِ العَرب إلَى الخَطَر ِالكَبيرِ ِ الّذي يحدقُ بها ويُؤَدّي إلى وأدِها ، ومِن أهَمّ هَؤُلاءِ الشّعراءِ فِي عَصرِنا الحَدِيث :الشّاعر الكبير حافِظ إبراهِيم حَيثُ قالَ في قَصيِدَتِهِ الرّائِعة :
( اللغة العربية تنعي نفسها )
وسعت كتاب الله لفظاً وغــايــة * * * وما ضــقت عن آيٍ به وعظــات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة * * * وتنسيق أسماءٍ لـمخـتـرعــات
أنا البحر في أحشائه الدرّ كامن * * * فهل سألوا الغواصَ عن صَدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني * * * ومنكم، وإن عـز الـدواء، أسـاتـي
أيطربكم من جانب الغرب ناعبٌ * *ينادي بوأدي في ربيع حياتي ..
وَلَم نَرَ بَعدَ حافِظ شُعَراءَ بَرعُوا فِي وَصفِ اللّغةِ العَرَبيّة وَرِثاء حَالِها مِثلَما بَرع َشَاعِرنا المِصرِي المُتِمِيّز القَدير حِسِين حَرفُوش حَيث قال في قصيدته :( أحبكِ قلتُها .. قالت وَلكن ) مُعَدّدا مَظاهر َضَعفِ اللّغة العربيّة وأسبَابه :
أحِبُّكِ قلتُهـــــــا ، قالت ولكنْ *** دليلُ الحبِّ ، تضحيةُ المُعَانِي
تـَنـَهَدَتِ الحروفُ ، لِيَ فقلتُ *** تـُعَانينَ الذي منــــــــهُ أُعَـاني
فعانقَ كُلُّ حَرْفٍ ، كُلَّ حرفٍ *** مواساةً ، وأجهَشـتِ المَعَــانِي
فقلتُ كفى نحيبــاً قلنَ يُدْمي*** فـُؤَادَيَ يا حبيبيَ غُربَتـَـــــانِ
فغـُرْبَةُ أحْرُفي في عينِ قَوْمِي *** وعُجْمَـةُ صوتِها فوق اللسَـانِ
ولا يَدْرِي بأنَّ غــــــداً سيحيا *** بجُرْحَيْنِ على مَـرَّ الزمــــانِ
فجُرْحٌ غُرْبَـةٌ عن وحي ربي *** وجُرْحٌ في انتسَـــابٍ للمَـكَـانِ
في هَاتينِ القَصيِدَتينِ ِ لَم تَخفَ رَوعَة الشّاعرين وبَرِاعَتَهُمَا في إظهَار إهمال العربِ في هذا العَصرِ لِلّغة العَربية، وَلُجِوءِ البَعضُ إلى الكِتَابَةِ بِطُرُقٍ مُهمّتها أن تُلقِ ِ بِلُغَتِنا العَربيّة إلى حَتْفِها ، وَتُعلّقُهُم بِلُغةٍ الغَرب الّتي لا تشبههم أبداً ولا تُشبِهُنا ، ولا تُعَبّر عن دواخلهم وأعماقِهِم ومشَاعِرِهِم كَمَا تَفعلُ لُغَتُنا العَرَبيّة ، وَيُظهَر لنا الشاعران مدى الحُزن الشّديد لِما آل اليه حالُ لُغتِنا العَربيّة الحبيبة ، وبواطن ضعفها وأسبابه .. وَبِما أنّ الشّاعرُ المُبدِع ُ حسين حَرفوش مِن شُعراء ِ جيلنا الحَالي ، فقد واكَبْنَا شِعرَه الجَميل وعاصَرنَاه وعشنا معهُ أوّل بِأوّل ، كَم أدهَشَنا تَعِلّقِه بالّلغَة العَربيّة وحِرصِهِ دومَا عَلى إستِخدام ِ اللّغة الفُصحى في شِعرِه ونَثره ، إلّا القليلُ القليلُ مما استِخدم فيهِ العاميّة ، وفي كلتا الحالتين كان يهدي إلينا شعرا رائِعا تتغنّى بهِ الحُروف ُ وتَطرِب ُ له المعَاني وتَسمُو بِهَ لُغُتنا الجَمِيلة ُ إلى العَلياء وَنَفْخَرُ بِهِ جَمِيْعنَا .. وَمِن هُنا أقدمُ خالصُ التّحَايا والتّقدير لَه ولِكلّ شُعَرائِنا العُظَماء الذين كانَ لهُم الفضْل في الحِفَاظ ِعلى لُغتنا الجَميلة ُ وإثْرائِها ،سَواءً من السّابقين الذين غادَروا عَالمنا ، أو الحَاضرين الذينَ مَا زَالُو يُحَلّقُون فِي سَماءِ الإبداع والشّعر والأدَب و سَاهمُوا بِشكل كَبير في الحِفَاظِ عَلى لُغة الضّاد مِنَ الضّيااع .. عَلينا كَعَربٍ أن نَفخَر بِلُغَتنا الأصِيلة المُتجذّرة فِي التّاريخ كأشجارِ الزّيتون ، شَامِخَة كَما النّخِيل ، هذه الّلغة الرّائعة الّتي نالت الشّرف العَظيم بإنها إنتشَرت في بِقاع ِالأرض عن طَريق القُرانِ الكَريم ممّا دفعَ الكَثيرَ مِن المُستشرِقين الغَربيّين إلى الغوصِ في عَالَمِها الوَاسع وكم كانت دهشتُهم كبيرة بِما وجَدوه فيها من جَمال وروعَه فقالو عنها أحلَى الكلام ،وإليكم بعضاً من أقوالِهم على سَبيل المِثال لا الحَصر : المستشرقة الألمانية زيفر هونكة :" كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمالَ هذه اللغة ومنطقَها السليم وسحرَها الفريد ؟ ، فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة ، فلقد اندفع الناس الذين بقوا على دينهم في هذا التيار يتكلمون اللغة العربية بشغفٍ ، حتى إن اللغة القبطية مثلاً ماتت تماماً ، بل إن اللغة الآرامية لغة المسيح قد تخلّت إلى الأبد عن مركزها لتحتلّ مكانها لغة محمد " . د. جورج سارتون : " وهبَ اللهُ اللغة العربية مرونةً جعلتها قادرةً على أن تدوّن الوحي أحسن تدوين ، بجميع دقائق معانيه ولغاته ، وأن تعبّر عنه بعباراتٍ عليها طلاوة وفيها متانة " . المستشرق الألماني كارل بروكلمان : " بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع مدىً لا تكاد تعرفه أيُّ لغةٍ أخرى من لغات الدنيا ، والمسلمون جميعاً مؤمنون بأن العربية وحدها اللسانُ الذي أُحِلّ لهم أن يستعملوه في صلاتهم ... " . الفرنسي جاك بيرك :" إن أقوى القوى التي قاومت الاستعمار الفرنسي في المغرب هي اللغة العربية ، بل اللغة العربية الكلاسيكية الفصحى بالذات ، فهي التي حالت دون ذوبان المغرب في فرنسا ، إن الكلاسيكية العربية هي التي بلورت الأصالة الجزائرية ، وقد كانت هذه الكلاسيكية العربية عاملاً قوياً في بقاء الشعوب العربية ". وَبَعدَ أقوال الشّعراء وتنبيهِهم لنا لِلحِفاظ ِ عَلى لُغتِنا الحبيبة مِن الضّياع ، وَبَعد كُلّ هذهِ الأقوال الرّائعَةِ مِنَ الغَربيّين بِحقّ لُغَتنا الحَبيبة ، ألا تَستحق منّا أن نف
، ألا تَستحق منّا أن نفخر بها ونُدافع عَنها ، وَنعيدَ إليها بَهاءها وبرِيقها ؟؟ ... وإني كَعاشِقَة للّغة العربيّة لَيُحزِنٌني جداً أن أرى الكثيرينَ مِن شَبابِنا وبنَاتنا الذين انتَشروا مثل الجَرادِ عَلى الفيس بوك وتويتر واليوتيوب وغَيرها منَ المواقِع ،و يَستخدمون اللّغةَ الإنجليزية المعرّبة في التّعليقَات والبُوستات ، مما يُثيرفِي النّفسَ الإشمِئزاز ويُؤلم القلبَ والرّوح ،وممّا يُحزنني أكثَرُ أن أجد البَعْضَ مِنْ أبناءَ وَطَني يَستَخدِمون الّلَغة العِبريّة في كِتابةِ أسْمَائِهِم وتَعلِيْقَاتِهم أحْياناً، ممّا يّدفَعُني للتّساؤل : كَيفَ سَتَتَحرّرُ أوطَانُنا منَ الهَيمَنَة الصُهُيُو أمريكِيّة اذا كنّا نحنُ أنفسَنا مُحتَلّينِ َ منَ الدّاخِل بِإرَادتِنا ، ورَاضِينَ بِهَيمَنَتِهم عَلينَا بِهذَا الشّكل المُنحَط والّذي يَعملُ عَلى إندِثار لُغَتنا وثَقَافَتِنَا وأصَالتُنا ونَفيِهَا ورَاء الشّمس ، وكيف نطالب بهويتنا إذا كنّا نَحْنُ مَن يُلقِ بها الى الهَاوِية ، فَلُغتُنا هي هويّتُنِا هي أصالتنا هي الوطَن والإنْتِمَاءْ ؟؟؟ أخِيراً سَتَبقَى اللّغَةُ العَرَبيّة ُ مَحفُوظةٌ بِحفظ ِ الله تعالى لِكتابه ِ المُبين ، شَامِخَة ً ، عَاليَة قَويّة ، لا تُصيبها شيْخُوخَة وَلا هَرَم ، وسيَبقَى عَاشِقُوهَا يُدَافِعُونَ عنْها مَا دَامَت بِهِم أنْفاس ..
~ناديا دويك كمال ~ القدس الشريف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جَمَالُهَا جذّاب ، وَسِحْرهَا خَلّابْ ، كَبَحْرٍ مَليٍ بالدُرَر ، خَاسِرٌ جِدّاً مًنْ لم يُسْحِرْهُ جمَالهَا ، ولَمْ يَنْهَلْ من بَحْرِ كُنُوزِهَا كَوَامِنْ المَعَانِي ولآليْ الأسْرَارْ .. الّلغة العربيّة الأصيلة ُ، هيَ لُغتُنا الّتي نَعتزّ ونفخَرُ بِها ، هويتنا ، وطَنُنا وإنْتِمَاؤُنا ، هِي إمتداد لِجُذورنا العَربيّة عَبْر التّاريخ الطّويل ، منذُ وُلِدَ سيّدنا آدم عليهِ السّلام حيثُ كانَ يتكلّمُ عدّة لُغاتٍ منها لغتُنا الغّالية ، مُروراً بكلّ الأقوامِ الّتي نطقت بها .. وهي لُغة المَلائكة حيثُ ألقَاها جبريلُ عليه السّلام على لِسَان نبِيّ الله نوح وألقاها نوحٌ على لِسَان إبنه سام ،وكان يعربُ بن قحطان ممّن تكلّم بالعربيّة وذاع صيتهُ جداً ثم انتشَرت الّلغاتُ المتعدّدة في جميع أنحاءِ العَالم ، وقد
خصّ الله لغتنا العربية و كرّمها بأن جعَل رسُولَهُ الحَبيبُ من العَرب وأنْزَل القران الكَريم بها لِيَكون مُعجِزة الحبيب المُصْطَفى عليه السّلام حيثُ قالَ تَعَالَى في سُورة الشّعراء ’’ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ’’ ، وبقيت اللّغة العربية في القِمّة ، حيث حفظها الله تعالى بحفظه للقُران الكريم قال تعالى: ’’ إنّا نحن نزلنا الذّكر وانا له لحافظون ’’، وزادت جَمالا مع الأَحاديثِ الشّريفة التي حَفِظها الصّحَابة ووثّقُوها وحافظوا عليها منَ الإندثار والضّياع ، بالإضافة الى الأدباءِ والمُفَكّرينَ والشّعراءِ والمُثَقّفِينَ والعُلمَاءِ الذينَ عَمِلوا جُهدَهم لإثراء لُغتِنا الحبيبة والحِفاظ عليها عبر كتبهم ومخطوطاتهم وأبحاثهم التي كانت ناطقة بالعربية والتي مَا زالَت مَحفُوطٌة حتى الآن ، مع مُراعاةِ تطويرهَا وإعادةِ نشرِها وتوزِيعِهَا .. وكانَ للشّعراءِ العَربِ دَوراً كبيراً فِي إثراءِ اللّغةِ العَربيّةِ ونَشرِهَا والحِفَاظِ عَليهااا ، حيث حَرِصُوا على إستخدامِ حُروفِها وكلماتها وخاصة الفصحى في صَياغَةِ أشعِارِهِم ، فلا لُغةٌ في الكونِ تُعبّر عمّا تُعبّر بِه لُغتُنا الجَميلةُ ، فَللّغةِ العَربيّةِ سِحرٌ خاصٌ يجعلُ مَن يِتعاملُ مَعَها يُبدِعُ في صِيُاغةِ الكَلِماتِ وتَشكِيلِ الحُروفِ بِحَيثُ تَصِلُ لِلمُتَلقّ بِسَلاسةٍ وعُذوبة وتَنثَالُ عَلَيهِم كأنّها شلّالُ ماءٍ عذب ٍ سَلسَبيل ، هي لُغة فَرِيدَةٌ مُتَفَرّدَةٌ في التّعبيرِ ِ عن مَشاعِرِ الإنسَان وإيصَال ِ المَعنَى المَقصُودُ بِكُلّ دِقّة ٍ وَرِقّةٍ وجَمال ، هيَ لُغَةُ الثّقَافةِ والحضارةِ والتّراثِ العربيّ الأصيل .. وقد إهتَم ّ بِها الشّعراءُ في أشعَارِهَم في الشّعرِ ِ القَدِيم وأهدوا إلينا أروعَ الأشعارِ ِ والقَصائد ِ لجميع أنواع الشّعر .. وفي الشّعر الحديثِ أيضا بَرزِ الكثيرُ من الشُعراءِ الّذِينَ حَافَظُوا عَليها وآستخدَموها فِي أشعارِهم ونِثرِهِم ، أهَمّهم أميرُالشّعَراءِ أحمَد شَوقي والشَاعر الكبير نزار قبَاني ...... وَقَدْ ظَهَرَ في وَطَني فِلِسْطِيْنَ أَيْضَا شُعراءَ رائعين رَحَلوا عَنّا اليَوْمَ وَبَقِيَتْ حُرُوفُهُم وأعْمَالُهُمْ وَسيْرَتَهُم العَطِرَة وَارْواحَهُم تُرافقنا أمْثَال إبْرَاهِيْم ْ طُوقَانْ الّذيْ اهتَمّ جدّاً فِي الحِفَاظِ عَلى اللّغَةِ الْعَرَبِيّةِ وحَمَاها مِنْ الإنْْدِثَارْ حَيْثُ عَمِلَ إبْرَاهِيْم فِيْ الإذَاعَةْ لِفَترَة مُعَيّنّة إِبّانَ الإِنْتِدَابْ البِرِيْطَانِي وبِدايَةْ الِهْجرَة اليَهُودِيّة إلَى فِلِسْطِين وَأبى خلالها أن يُحلّ العامية مَحَلّ ّالفُصْحَى حَسَبَ رَغْبَة ِ القَائِمِيْنَ عَلَى الإذَاعَة ، بلْ عَمَدَ إلَى تَرْكيز ِبَرَامِجِه ِ عَلَى الأَحَاديْثِ المُفِيْدَة ،فَكانَ يَأخُذْ مِنْ منَابِعِ اللّغَةِ الأَصلَِيّة ’’القُرآن والسّنّة ’’ بِطَريقَةٍ ذَكِيّة تُلفِتُ انتِبَاهَ الْعَرَبِ إلَى مَا يُحِيقُ بِهِم مِنْ أخْطارْ وَمَا يَدُورُ حَولَهُم مِن ْمُؤامَرَاتْ ... وكان لإبراهيم معرفة بِتَدْقِيقْ النّصُوصْ العَربِِيّةِ القَديْمَة ، تَجَلّتْ فِي مُسَاعَدَتِهِ لِلْمُسْتَشْرِقْ الدُكتُور نِيْكِلْ البُوهيْمِي ، فِي فَهمْ النّصُوص المَخْطُوطَة والتّعْلِيْق عَليْهَا ...
ثُمّ جَاءَ مَحْمُودْ دَروِيْش ْلِيُكْمِلَ الْدّوْرَ بِأعْمَالِهِ وَشِعْرهِ حَيْثُ اعْتَبَرهُ الكثيْرُوْنَ مدْرسَةً لُغَوِيّة ً شَامِلةْ ، وَيُقُولُ عَنْهُ الفَنّانُ الْفَرَنسِيّ المَغْرَبي الأَصْل ْيُونِسْ وثِيِقْ: "تَعَلّمْتُ اللّغَةَ العَرَبيّةْ وَسِحرَ موسيقَاهَا وَرَصَانَةِ كَلِماتها مِنْ شِعْر مَحمُودْ دَرْويشْ" وَالْجدِيْر بِالذّكْر أنّ هَذَا الفَنّان قَدْ استَحْدَثَ لَوْناً مُوسِيْقِيّاً جَمَع َ فِيْهِ بيْنَ النّصُوصِ الشّعرِيّةِ العَرَبيّةِ وَالمُوسيْقَى الغَرْبيّة وَتَرَكَ مُقدّماتٍ كَامِلةٍ مِنْ أغنِياتِهِ لِقَصائدْ دَروْيشْ وَبصَوْت ِ دَرْوِيشْ ،كَقَوْلِهِ ،
"وَأسْالُ يا سَيّداتي ويَا سَادَتي أرْضَ البَشَر لِجَميْعِ البَشَر"ْ .
وَعَلَيْنَا أنْ لا ننْسَى الرّائعْ سَمِيْحْ القَاسِمْ الّذي رَحَلَ عنّا مُؤخّراً بعْدَ أَنْ أبْهَرَ العَالَمْ بِشِعرِهِ الْمُقَاوِم مُتَوّجْاً بِلغَتِنَا العَرَبِيّة الجَمِيلَة .. وَمِنَ الشُعراءُ الْعَرَبِ مَنْ أخَذُوا عَلى عَاتِقِهِم الدفاع عن اللغة العَربيّة ،و إظهارَ أسباب ضعفها وبَوَاطِن ِ الخُمُول فيها ، ولَفتِ انتباهِ العَرب إلَى الخَطَر ِالكَبيرِ ِ الّذي يحدقُ بها ويُؤَدّي إلى وأدِها ، ومِن أهَمّ هَؤُلاءِ الشّعراءِ فِي عَصرِنا الحَدِيث :الشّاعر الكبير حافِظ إبراهِيم حَيثُ قالَ في قَصيِدَتِهِ الرّائِعة :
( اللغة العربية تنعي نفسها )
وسعت كتاب الله لفظاً وغــايــة * * * وما ضــقت عن آيٍ به وعظــات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة * * * وتنسيق أسماءٍ لـمخـتـرعــات
أنا البحر في أحشائه الدرّ كامن * * * فهل سألوا الغواصَ عن صَدفاتي
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني * * * ومنكم، وإن عـز الـدواء، أسـاتـي
أيطربكم من جانب الغرب ناعبٌ * *ينادي بوأدي في ربيع حياتي ..
وَلَم نَرَ بَعدَ حافِظ شُعَراءَ بَرعُوا فِي وَصفِ اللّغةِ العَرَبيّة وَرِثاء حَالِها مِثلَما بَرع َشَاعِرنا المِصرِي المُتِمِيّز القَدير حِسِين حَرفُوش حَيث قال في قصيدته :( أحبكِ قلتُها .. قالت وَلكن ) مُعَدّدا مَظاهر َضَعفِ اللّغة العربيّة وأسبَابه :
أحِبُّكِ قلتُهـــــــا ، قالت ولكنْ *** دليلُ الحبِّ ، تضحيةُ المُعَانِي
تـَنـَهَدَتِ الحروفُ ، لِيَ فقلتُ *** تـُعَانينَ الذي منــــــــهُ أُعَـاني
فعانقَ كُلُّ حَرْفٍ ، كُلَّ حرفٍ *** مواساةً ، وأجهَشـتِ المَعَــانِي
فقلتُ كفى نحيبــاً قلنَ يُدْمي*** فـُؤَادَيَ يا حبيبيَ غُربَتـَـــــانِ
فغـُرْبَةُ أحْرُفي في عينِ قَوْمِي *** وعُجْمَـةُ صوتِها فوق اللسَـانِ
ولا يَدْرِي بأنَّ غــــــداً سيحيا *** بجُرْحَيْنِ على مَـرَّ الزمــــانِ
فجُرْحٌ غُرْبَـةٌ عن وحي ربي *** وجُرْحٌ في انتسَـــابٍ للمَـكَـانِ
في هَاتينِ القَصيِدَتينِ ِ لَم تَخفَ رَوعَة الشّاعرين وبَرِاعَتَهُمَا في إظهَار إهمال العربِ في هذا العَصرِ لِلّغة العَربية، وَلُجِوءِ البَعضُ إلى الكِتَابَةِ بِطُرُقٍ مُهمّتها أن تُلقِ ِ بِلُغَتِنا العَربيّة إلى حَتْفِها ، وَتُعلّقُهُم بِلُغةٍ الغَرب الّتي لا تشبههم أبداً ولا تُشبِهُنا ، ولا تُعَبّر عن دواخلهم وأعماقِهِم ومشَاعِرِهِم كَمَا تَفعلُ لُغَتُنا العَرَبيّة ، وَيُظهَر لنا الشاعران مدى الحُزن الشّديد لِما آل اليه حالُ لُغتِنا العَربيّة الحبيبة ، وبواطن ضعفها وأسبابه .. وَبِما أنّ الشّاعرُ المُبدِع ُ حسين حَرفوش مِن شُعراء ِ جيلنا الحَالي ، فقد واكَبْنَا شِعرَه الجَميل وعاصَرنَاه وعشنا معهُ أوّل بِأوّل ، كَم أدهَشَنا تَعِلّقِه بالّلغَة العَربيّة وحِرصِهِ دومَا عَلى إستِخدام ِ اللّغة الفُصحى في شِعرِه ونَثره ، إلّا القليلُ القليلُ مما استِخدم فيهِ العاميّة ، وفي كلتا الحالتين كان يهدي إلينا شعرا رائِعا تتغنّى بهِ الحُروف ُ وتَطرِب ُ له المعَاني وتَسمُو بِهَ لُغُتنا الجَمِيلة ُ إلى العَلياء وَنَفْخَرُ بِهِ جَمِيْعنَا .. وَمِن هُنا أقدمُ خالصُ التّحَايا والتّقدير لَه ولِكلّ شُعَرائِنا العُظَماء الذين كانَ لهُم الفضْل في الحِفَاظ ِعلى لُغتنا الجَميلة ُ وإثْرائِها ،سَواءً من السّابقين الذين غادَروا عَالمنا ، أو الحَاضرين الذينَ مَا زَالُو يُحَلّقُون فِي سَماءِ الإبداع والشّعر والأدَب و سَاهمُوا بِشكل كَبير في الحِفَاظِ عَلى لُغة الضّاد مِنَ الضّيااع .. عَلينا كَعَربٍ أن نَفخَر بِلُغَتنا الأصِيلة المُتجذّرة فِي التّاريخ كأشجارِ الزّيتون ، شَامِخَة كَما النّخِيل ، هذه الّلغة الرّائعة الّتي نالت الشّرف العَظيم بإنها إنتشَرت في بِقاع ِالأرض عن طَريق القُرانِ الكَريم ممّا دفعَ الكَثيرَ مِن المُستشرِقين الغَربيّين إلى الغوصِ في عَالَمِها الوَاسع وكم كانت دهشتُهم كبيرة بِما وجَدوه فيها من جَمال وروعَه فقالو عنها أحلَى الكلام ،وإليكم بعضاً من أقوالِهم على سَبيل المِثال لا الحَصر : المستشرقة الألمانية زيفر هونكة :" كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمالَ هذه اللغة ومنطقَها السليم وسحرَها الفريد ؟ ، فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللغة ، فلقد اندفع الناس الذين بقوا على دينهم في هذا التيار يتكلمون اللغة العربية بشغفٍ ، حتى إن اللغة القبطية مثلاً ماتت تماماً ، بل إن اللغة الآرامية لغة المسيح قد تخلّت إلى الأبد عن مركزها لتحتلّ مكانها لغة محمد " . د. جورج سارتون : " وهبَ اللهُ اللغة العربية مرونةً جعلتها قادرةً على أن تدوّن الوحي أحسن تدوين ، بجميع دقائق معانيه ولغاته ، وأن تعبّر عنه بعباراتٍ عليها طلاوة وفيها متانة " . المستشرق الألماني كارل بروكلمان : " بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع مدىً لا تكاد تعرفه أيُّ لغةٍ أخرى من لغات الدنيا ، والمسلمون جميعاً مؤمنون بأن العربية وحدها اللسانُ الذي أُحِلّ لهم أن يستعملوه في صلاتهم ... " . الفرنسي جاك بيرك :" إن أقوى القوى التي قاومت الاستعمار الفرنسي في المغرب هي اللغة العربية ، بل اللغة العربية الكلاسيكية الفصحى بالذات ، فهي التي حالت دون ذوبان المغرب في فرنسا ، إن الكلاسيكية العربية هي التي بلورت الأصالة الجزائرية ، وقد كانت هذه الكلاسيكية العربية عاملاً قوياً في بقاء الشعوب العربية ". وَبَعدَ أقوال الشّعراء وتنبيهِهم لنا لِلحِفاظ ِ عَلى لُغتِنا الحبيبة مِن الضّياع ، وَبَعد كُلّ هذهِ الأقوال الرّائعَةِ مِنَ الغَربيّين بِحقّ لُغَتنا الحَبيبة ، ألا تَستحق منّا أن نف
، ألا تَستحق منّا أن نفخر بها ونُدافع عَنها ، وَنعيدَ إليها بَهاءها وبرِيقها ؟؟ ... وإني كَعاشِقَة للّغة العربيّة لَيُحزِنٌني جداً أن أرى الكثيرينَ مِن شَبابِنا وبنَاتنا الذين انتَشروا مثل الجَرادِ عَلى الفيس بوك وتويتر واليوتيوب وغَيرها منَ المواقِع ،و يَستخدمون اللّغةَ الإنجليزية المعرّبة في التّعليقَات والبُوستات ، مما يُثيرفِي النّفسَ الإشمِئزاز ويُؤلم القلبَ والرّوح ،وممّا يُحزنني أكثَرُ أن أجد البَعْضَ مِنْ أبناءَ وَطَني يَستَخدِمون الّلَغة العِبريّة في كِتابةِ أسْمَائِهِم وتَعلِيْقَاتِهم أحْياناً، ممّا يّدفَعُني للتّساؤل : كَيفَ سَتَتَحرّرُ أوطَانُنا منَ الهَيمَنَة الصُهُيُو أمريكِيّة اذا كنّا نحنُ أنفسَنا مُحتَلّينِ َ منَ الدّاخِل بِإرَادتِنا ، ورَاضِينَ بِهَيمَنَتِهم عَلينَا بِهذَا الشّكل المُنحَط والّذي يَعملُ عَلى إندِثار لُغَتنا وثَقَافَتِنَا وأصَالتُنا ونَفيِهَا ورَاء الشّمس ، وكيف نطالب بهويتنا إذا كنّا نَحْنُ مَن يُلقِ بها الى الهَاوِية ، فَلُغتُنا هي هويّتُنِا هي أصالتنا هي الوطَن والإنْتِمَاءْ ؟؟؟ أخِيراً سَتَبقَى اللّغَةُ العَرَبيّة ُ مَحفُوظةٌ بِحفظ ِ الله تعالى لِكتابه ِ المُبين ، شَامِخَة ً ، عَاليَة قَويّة ، لا تُصيبها شيْخُوخَة وَلا هَرَم ، وسيَبقَى عَاشِقُوهَا يُدَافِعُونَ عنْها مَا دَامَت بِهِم أنْفاس ..
~ناديا دويك كمال ~ القدس الشريف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.