الصفحات

عائد من صقر | عبد اللطيف رعري ـ فرنسا ـ مونتبوليي


عائد من صقر
قاصد عدم ...
من يمنع عني الآن رائحة الزعفران ..
فالسماء تفوهت جسدي قبل عهد بأوان
ونجمي أفل لأحترق كما أشاء في طريق لا علم بمنتهاه ولا زمان ...
واأماه.
كل شيء يشبهني ...
كل شيء يكرهني ..
كل شيء في هاوية ...
واأماه ... وااااأماه

الليل عانق النهار ..
والنجم والشجر
الجبال و الكواكب والحجر ...
في خبر كان ..
عائد من صقر قاصد عدم ....
لا إلاه لا صنم ....
لا صيد ولا من غتم ...
لا سعير ولا عدن ...
لا خرف ولا ندم ....
من يمنع عني الآن رائحة الزعفران ..
فالسماء تفوهت جسدي قبل عهد بأوان
من يصد زوابع القمل التي تنتظر موتي ...
من يوقف جريان الوادي بغمزة عشق
من يهديني المرة الأخيرة لمحراب الهوى
لأصلي على العيون الدامعة
وأقبل عتبة الأطلال الباقية التي آوتني جائعا ..
ظمأنا ..شريدا .. طريدا ... مجنونا ... مهموما..مخمورا ... عليلا ... عاقرا ... واهما ..
أماه يا من تحلو لها الشكوى ...
انكشف أمري للعيان ...
وسرت بين امرين سيان ..
.ولازلت أستظهر أناشيد الغربة التي عرت سوءتي
وأتملى بلسعات البرد التي هوت على دماثتي
وأم الثوار لم تنهي بعد نسجها جلبابي الثلجي.
.أتركوني أودع العيال فحيلي انتهت
وبيمناي ريح عاتية ..
اتركوني أنهي الوصال فشعلتي فارت
ويسراي ريح دانية ....
من يده سليمة يصافح نوادر الملح
التي تنقصنا ....
يجر عني فضيحة النتانة
حتى تصعد روحي لصعودها
أو لتهبط لهبوطها
فمن يدري حسن المقام
ومن يدري بأي ذنب تلام
أو بأي فعل يزول الملام
الروح لروحها ....
والروح لخالقها ...
واأماه ...
واقبراه ....
واعدماه ...
من صداه يعم السماء فالصمت قاتل بشيع
وأهل العدم وجوههم فاحمة
وأرجلهم حافية تخطو المسافات بلا عناء
قدم في قبري
وقدم من يراها يخبرني
الصمت يأكلني ... يفترسني .... ويفترس الحجر ....
الصمت جمر يحترق لاحترق
شبح يخترق لأظل الطريق
فمن قال الصمت صامت أقول له الصمت ناطق
الصمت في صدري خانق ...
الصمت بيني والهاوية عائق
من صداه يعم السماء فالصمت قاتل بشيع
ليرثيني بملاحم الأحرار ...
لاأحد ....
كلكم صامتون ...
خائفون أكثر مني وأنا أموت ...
وأنا من مقربة هوة المواجع
أمد السلام.ولا سلام ...
أمد الأمان ولا أمان ..
.ظلام في ظلام
رؤوسكم عافها الانحناء والمسكنة ...
عيونكم تمسح ندى الخيبة عن الجبين والقلب استكان
واأماه ..
واضعفاه.
.واأناه ..
واأنتاه.
.واهواه ..
من له ساق تقوى على الرفس
فبين جنباتي أسراب من الصراصير
من عيناه تقوى على البكاء أكثر من صفعة
فليبكي ويبكيني معه
من يسعفه الندب والنحيب
الندب والعويل
الندب والندب الطويل فليفعل
فلا مفر من النصيب
وأمهاتنا حبلى بمن سيخلفكم
حبلى بمن يعرفونكم
حبلى بمن يقتفون آثاركم .....
من تحن سواعده لتلويح
فالريح آتية من تحت قدماي
تحمل قذيفة نصبها الغراب لدياركم ...
إما قبر من قبور الرحمان
و اما قصر من قصور سليمان ...
.الريح قادمة قادمة ...
فلنحلم حتى أبعد حد



قصيدة شعرية للمغربي عبد اللطيف رعري / فرنسا / مونتبوليي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.