الصفحات

لعثمة ـ جلجلة | هُدى محمد وجيه الجلاّب


1
لعثمة
..
كسولة تلك الساعات تتهالك معها أيّام..
ويتسرّب ضوء ناعس مِن ثقب مُفتاح صغير
يشدّ ذراع إيقاع مُشتعل ليبعث روحاً جديدة..
كيف تعلّمتْ أنْ تبتسم تلك الأصابع؟
تعانقُ الآمال بارتياح وكلّما ازداد الظلام ظلماً
تجلّى الهوى كقمر سماء صيفية؟
كيف يرتشف السكون تعابير ملامح؟

ويثمل مِن عمق نظرات خلبيّة تطوف؟
تتوزع حالمة أسطر ناعسة في زمن مُومياء
وأمكنة ميتة..
ثمّة عطر وثمّة دموع وثمّة أوراق مُجعلكة
في زاويا مهملة جانب سرير غاف..
ضحكات شامتة لا تميّز الحلم مِن أرض مُتسلحفة..
يُدركني واقع عَجول ويتضاءل حجم الأمل
ينكمش بصيص ولا تجدني عين الروح..
لملمني بينَ ذراعيك واحضنْ شغف الفؤاد
لعمر الله لا شيء يستحقّ إلاّ لحظة مُخضبة
بنبض الحنين..
يا مَنْ استوطنَ رصيفَ الأحلام ونهض وسط المُحيط
منارة عشق تُحاكي نجمات سابحات..
لله درّه هوى يسحب الغسق مِن أطناب ذاتي
ويُبعثرني ويُلملمني ويعجن المسام الراغبة
لأنساب مخضوضرة مموسقة دافئة
ويسأل صبح غافل عن سرّ يتخبط وراء الظلام
فأقفُ مصدومة مُتلعثمة..

2
جلجلة
..
ليست سوى خزعبلات كي ننسى عنف الحياة..
يقتربُ وحي يهمسُ كلّما رأى الخيبة تعتلي الملامح
ويُردف ليل ليرفد خيالي بصهيل يتعالى..
يُرافقني جنوني معصوب العينين
ويفوح عبير وسط مسكن بعيد عن الخلق،
هُنا وحدي حيث يرتع الذهول بذهول
ترتعد تفاصيل ويطفح دمع يروي براري زمرديّة،
أجل؛ هو الله يربت على كتفي،
يُعطيني النور بيدي لأوزع على المساحات الجامدة
أكواب الفرح..
وتعلو جلجلة..
وتسقط أصواتهم فوق رأسي: لماذا أنا؟ يقولون..
نظرات غريبة تحيط وثرثرة باردة،
يكاد يخنقني تجاهل الحقيقة
مع وحشة سكون ومزج مرارة وخمول
ودوامة مع وابل ظنون..
يُعزيني؛ المساء معي
ولحظة لا أنساها رغم القلق الغارق في وهمه..
لا يفسد الواقع تلك النشوة الكذّابة
وتعبرُ ريح وندف ثلج تلطم شراييني
ليطويني الصقيع مع بعض تفاصيل
وأذوب هنا ليسير ذلك النهر المعطر بلازورد جنوني..
لا شيء يهزّ المدينة سوى قذائف مُتفرقة تمتلئ بحقد دفين،
لا يلتفت الضوء نحوي وأعقدُ العزمَ على عزلة تطول..
أختفي وراءَ ذكرى كانَ فيها كأس زهورات وفنجان قهوة سادة
وجلسة بيضاء الروح عفيفة لا يشوبها شذرة..
ترى هل أستطيع أن أراه ثانية؟ يا الله أريد أنْ أسترد روحي..
وتتأمل خيبتي صفحة متوثبة
وأهذي مُتخيّلة الجسر العريض ونبض ناهض يصفع ضلوعي..
لا شيء يا الله سوى هذا الجرح المُتمكّن وهو مَنْ أوصلني إليك
وها أنا ألامسُ حواف سمائك بأصابعي وأنتظر..

هُدى(محمد وجيه)الجلاّب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.