كان يوماً قاسياً حينما امتلأت السماء بغيمة سوداء كبيرة متراصة منعت ضوء الشمس الوصول إلى الأرض، توسع الظلام والحياة تتغير، الاعياء والتذمر بدى واضحاً على الانسان والحيوان والنبات. وعبر القنوات الفضائية والأقمار الصناعية ارسلت رسائل إلى الشمس تطلبها بإرسال أشعتها الذهبية إلى الأرض. حاولت الشمس لعدة مرات اختراق الغيمة فلم تستطيع، وحاولت بعد ذلك التكلم معها لأجاد حلول ودية وسلمية، لكن الغيمة أصرت على عدم السماح لأشعة الشمس بالمرور وأقفلت
الحدود. لكن في احد الأيام لاحت للقمر فكرة جميلة، والقمر كما نعرفه صديق الشمس والارض وكل الساكنين عليها. قال أن للريح تأثير قوي على الغيوم، وأرتدى القمر ملابس جديدة وحمل شنطة وتأبط الريح بيده الثانية وتوجه نحوى الغيمة للتفاوض، لكن الغيمة كانت مستبدة برأيها، رفضت كل الحلول مما أثار غضب الشمس والريح، وفي اليوم التالي ذهبت الريح الى كوكب زحل والمعروف عنه أن لديه طبقات من جسيمات وصخور ناعمة تغلفه فطلبت منه مساعدة الشمس لإيصال اشعتها الى الارض وأجلاء الغيوم السوداء المانعة، رحب الكوكب بهذه المبادرة الجميلة وأعطى الايعاز الى احدى الطبقات التي خضعت لتدريب شاق على ممارسة مثل هكذا اعمال بمرافقة الريح والتوجه لإتمام مهمته، امتزجت الريح مع الصخور قاطعةَ المسافة الفضائية بسرعة هائلة. كان صوات الصخور الملتهبة جراء عبورها الغلاف الجوي كصوت انفجار مصحوبة بنيران ارتعبت الغيوم لهذا المنظر والصوت المرعب القادم نحوها، وبسرعة فائقة دخلت الريح والصخور الملتهبة في جوف الغيوم السوداء، جرفتها بعيداً لتذوب من حرارة الصخور وسرعة الريح، تحولت في دقائق الى امطار تحمل البشرى والفرح في تساقطها على النباتات والأرض. أشرقت الشمس من جديد ونشرت جدائلها الذهبية لتضيء العالم، وتعطي الفرحة، وتدخل البهجة الى القلوب، وتبعد الظلام. اقيم احتفال كبير بهذه المناسبة جمع الاصدقاء والأحبة وأصبح هذا اليوم من الايام السعيدة بالقضاء على الظلم وانتصار المحبة والتعاون والصداقة.
بقلم
وسام السقا - العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.