نامت قريرة العين منى (طفلة في عامها السابع)، وبقت طوال الليل مستيقظة بنورها الجميل الشمعة نور، تحرس صديقتها المفضلة لأنها تخاف الظلام. بعض خيوط الظلام كانت تحاول التغلغل وتحتل مكاناً في غرفة منى، لكن الشمعة نور متيقظة ولا تغفل عينيها لحظة، في كل مرة يحاول الظلام التقدم لدخول الغرفة، تزيد نور من توهجها فيهرب الظلام خائفا، وهكذا طوال الليل حتى تشرق الشمس ويعم الضوء في كل مكان، حينها تطفئ نور ضوئها وتذهب لتنام وهي مطمئنة على صديقتها. في إحدى ليالي الشتاء الباردة والرياح شديدة تعصف بالأشجار، سقط غصن شجرة على النافذة وكسر
الزجاج، فدخلت الريح غرفة منى وأسقطت الألعاب والكتب من فوق الرفوف. وقامت الشمعة نور بالصراخ وطلب النجدة لان نورها تعرض للريح ويكاد أن ينطفئ. ضحك الظلام وتجمع حول النافذة محاولا الدخول، قفزة وسادة منى مسرعة نحوى النافذة والتصقت به لكن الريح كانت قوية أبعدتها فسقطت على الأرض. نظرت الوسادة فرأت شريطاً لاصقاً قالت له هيا يا صديقي ساعدني لنغلق فتحت الزجاج المكسور، قفزت الوسادة من جديد والتصقت بالنافذة وفي ثواني كان الشريط أللاصق مستعداً وجاهزاً للمساعدة مد اشرطته والصق بإحكام الوسادة على النافدة حاولت الريح ازاحتهم لكن قوة التحدي وإصرار الوسادة والشريط اللاصق كانت هي الأقوى، ضحكت نور بكل قوتها معلنة انتصار التعاون والصداقة على الريح والظلام. فعاد نور الشمعة يملأ الغرفة دون خوف. وفي الصباح نهضت منى من السرير رأت زجاج النافذة مكسوراً والوسادة ملتصقة عليه وكتبها وألعابها على الأرض، خافت وجرت مسرعة لتخبر والدها، وحينما جاء لتفقد الغرفة عرف ما جرى وقص عليها كيف جرت الأحداث، لآن والدها يعمل محققا في الشرطة فطمأنها، ضحكت منى بصوت عالي وفرحت كثيرا، قبلت الوسادة والشريط أللاصق وصديقتها نور لأنهم كانوا أصدقاء حقيقيين وقفوا معها متعاونين في الشدائد وضحوا من اجلها.
بقلم
وسام السقا - العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.