يغنيك الحمام بأيك شوقي | غالية ابوستة

إذا حرفي يهوّم في فضاكا
ويعبق بالطيوب وقد شداك
-
مساء الخير يا غاف بقلبي
وما يوما بخاطرتي سلاكا
-
وقد عدت سنينٌ لست أدري
تسائلني وما نسيت هواكا

-
أحايلها أغافيها فترنو
بعين الودِّ لم تذكر سواكا
-
رسمتك في دروب العمر بدراً
زرعتك في تصحُّرها أراكا
-
إذا دمست بأيكته الليالي
يفوحُ الطيبُ بالذّكرى أراكا
-
يغنيك الحمام بغنِّ لحنٍ
ويزهرُ إذ يرفرفُ من سناكا
-
تذكّرني الخطوبُ إذا ادلهمّت
وإن نفحت زهوري من شذاكا
-
سنا طيفٍ قريبٍ وهو يقصو
وما غابت به الجُلَّى هلاكا
-
تبقّى في فناء الروح فيئاً
وفي مهج المحبّةِ كم هواكا
-
بحوض أزاهري في القلب تبقى
خزامى نفح عطري من شذاكا
-
بعمق الحبِّ نعنعه اشتيـــاقي
تطلُّ رئامُ أشـــــــواقي ملاكا
-
تجنَّحُ ريشَ نسرٍ في المعالي
ألا يا ليت يردفني مـــداكا
-
معلّقة بأحبــال الأمـــــاني
كأنّي والبنفسجَ من عُـــراكا
-
أرى فيك الوجود فما وجودي
يساوي ذرّةً نشَزت بـِــلاكا
-
فويح طيور نبضي بين رمض
ترفرفُ ترتجي عطشى نداكا
-
يساورني خيالك في منامي
يطيرُ النَّومُ بالوجــد ارتباكا
-
ترفّق بالمشوق وقد توشّى
بأشواقٍ تُجرِّعه الهــــلاكا
-
وتخنقُ في كفوفٍ في ظنون
تشتِّلها الظنون بي انتهاكا
-
أتقترفُ الثريا ذنبَ غيـــــمٍ
تمطى في ضياها فاحتـــــواكا
-
أجاهر بالهوى يقسو زماني
ويهمدُ طيرَ حُبٍّ قد فداكا
-
وما اخترتُ الغيابَ وبعت ظلّي
ولكنَّ النَّـــوى هــزَّ الأراكا
-
تفرَّقت الحمائمُ ويـــــح قلبي
كواني من بجمر قد صــــلاكا
-
وبالذّكرى زرعتك في جناني
نسائمَ ياسمينٍ يا غلاكا
-
فهل تدري بمضناك المعنّى
وهل تسقي بقطرٍ من نـَــداكا
-
فما في الزهر من نفح يحاكي
عبير البوح نرجسه لمـــاكا
-
ومنيته اللقاــءُ نما مروجـــاً
تفرِّعُ بالمحبَّة في رُبـــــاكا
-
بأردان الورود أبت تشــذّي
سوى قمرّيّ شوقي قد وفــاكا
-
فكن دوما بخاطرتي وفكري
و بَرِّد شــوقَ قلبي في ذًراكا
-
سألت الله يجمعنـــا نغنّي
نجـــوماَ عانقت بدرا ضواكا
-
تراقصها النسائمُ في طيــوفُ
وتنثرُ عطرها وشّى ثـــراكا