حينما يصمت الكون أعتلي قمة المئذنة، وأشرع في آذان لا ينتهي، أناجي الفوق، وأضحك مع منحنيات القمر، أداعبه كالذات.. وتدور مناجاة الأمل في صلاة الروح ، وغلق الجروح بقوة الله، وأنظر للفلاة .. ما أسعدك إذ خلوت من البشر، وانطلقتِ في صمت السجود... بلا حدود..
...........................
أكاد أسمع تسبيح المياه، وتصفيق الشجر، فالحركة قدر... وأروح هناك بجناح الروح إلى حيث اختراق الجدران، أريد كسر القيود ، فما الحدود؟
زمن!!
وعبر آهة طويلة أذهب في حالة ارتقاء، ما الفناء؟ أهى القيود..؟ مسكين ذلك الإنسان، وأحمق ذلك الشيطان؛ فقد تخيل في السجود جائزة الأكوان، وقمة الفوز، والحقيقة أنها قصة ابتلاء....
كلما كررت الآذان فوق القمة وددت الطيران، وفهم مفردات القول، وقوة الروح، لكن يترسخ بداخلي شعور قوى بضعف البشر، فكم من عجز في ذات اللحظة!! وكم من سؤال ، وكم من جهل!!
..........................
لا شك أن صعود المئذنة نجاة، فكيف الوصول لمن تطارده الرياح( حي على الفلاح) قد يكون النداء للذات أولا ، وقد تشاركني السماء، فأصاحب النجوم، وأصادق الشمس، فأشهد بالنور أسرار الظلام، وأرى مكنون الروح، ودواء الجروح، وبذاءة الجسد..فهل يا ترى تعلو المئذنة عن ذات الوجود؟ هل تخترق الحدود..؟ هكذا يتردد صدى أنفاسي في الكون البعيد، كأنه النشيد، أو إنه ترانيم صلاة تسبح في جزيئات الوجود، تتعلق بذرات الأمل وجزيئات النور، والدنيا تدور، يتعاقب الزمن وأظل فوق المئذنة أناجي الأمل في أفق السماء، حيث لا عناء ، فهناك الوطن وهناك الحياة، وهناك الوجود....
نثر فني بعنوان ( صَـــلاة الـــرُّوح ..) بقلم الشاعرة / سلوى متولي
باحثة دكتوراه، لغة عربية ( أدب ونقد )
كلية الآداب جامعة القاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.