الصفحات

سَكِينة | هُدى محمد وجيه الجلاّب


أظنّني ابتعدُ كثيراً..
وجدران تجهلُ تفاصيلَ السفر
وأنا عائدة يرافقني اللهاث وبعضُ وحل يُغطّي الفؤاد..
تعودُ عتمة تستجمع قواها ضدي، ترعبني سوداء
تثيرُ رهبة غامضة وتنشرُ القلق..
صوت مطر يؤنسني، يقطعُ غوصي في السراب
ليشدّني نحو عطرِ التراب..
رائحة الوطن تغريني
والخيرُ يقتربُ مِن الأسوار..

يغمرني دفء وسط الصقيع، شيء جميل أنْ
يستيقظ الشعور بعدَ التعب والهذيان
وأنْ يستقر النبض على سطر سليم..
وتطوفُ حولي أزاهير
وعطور شاميّة لا تبخل، أتخيّلُ جبالَ القلمون
مُبتسمة بطيبة تترجى
يطرقُ بالي تلك السهول الممتدة
وأجفان العنب
وأشجار تتأنق بدلال..
يترددُ فجرٌ بالوصول..
تلك المدينة تلبس ثياب الصلاة ترجو الله يترفق
لله درّها ملائكة الرحمن ترافقُ خطواتها
وقلوب تتأرجح
وتقع مِن قبضة يدي ورقة تحت طاولة مرهقة
ويبرقُ وجه حلم..
نمشي معاً تحت المطر
ويولدُ مِن رحم الأسى بعضُ فرح
أتشبث بأطراف الحلم القصير
وتعبقُ عراتلية دمشقية بأجمل أريج
لا ينساني الله في زحمة العبث
سُرعان مَا يدبّ في قلبي سَكِينة
وتستلقي مروج زمرديّة أنطرحُ فوقها
وأغيبُ مع توق يأبى النزوح مِن أرض الوطن..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.