الصفحات

مِنْ على شُرفتي شاهدتُ مشهداً عاديّاً | عطا الله شاهين

خرجتُ ذات مساءٍ إلى شُرفتي لكيْ أُدّخنَ سجائرَ اللفّ الرّخيصة، وشاهدتُ طفلتيْن بدا لي بأنّ عمريهما في العقدِ الأول.. كانتْ الطفلتان تلهوان في فناءٍ واسع بين بنايتيْن بُنيتا قبل فترة قصيرة، وجاء إليهما أناسٌ لا أعرفهم.. كنتُ لحظتها أشاهدُ الطفلتين تلهوان وتضحكان بكلّ حبّ، وفجأة شاهدتهما تتشاجران وصارتا تركلان بعضيهما وكأنّهما عدوتين، حتى أنّ إحدى الطفلتيْن صارتْ تصرخُ بصوتٍ عالٍ، لكنّ المشهد تحولَ فجأة
أمام عيني، حينما رأيتُ الطفلتيْن ابتعدتا عن بعضهما لبرهةٍ من الزمن، وأتتْ إحداهما وعانقتْ صديقتها الطّفلة الأخرى، التي كانتْ تبكي في مشهدٍ مؤثر، لكنه بدا لي عاديا، وقلتُ في ذاتي: عادة ما يحدث هذا بين الأصدقاء والصّديقات، وقررتُ حينها أن أرى ماذا سيحدث بينهما؟ لكنني رأيتُ الطفلتيْن بعد لحظاتٍ راحتا تلعبان سويةً مرة أخرى، وكأنّهما لمْ تتشاجرا، وبعد قليل ذهبتا سويةً إلى حيث تسكنان، ودخلتْ إحدى الطفلتين إلى بنايةٍ بدا لي ديكورها الخارجي أجمل من البناية الأخرى، أما الطفلة الأخرى فوقفتْ على مدخل البناية الأخرى، وانتظرتْ صديقتها بعدما نادتها، فأتتْ تلك الطّفلة وتعانقتْ مع صديقتِها الواقفة عند مدخلِ البناية، وتأسفتا على ما بدا لي، لكنّ المشهدَ المؤثّر لهما كان حزيناً بعض الشيء، لكنّه عاديّ، فبعد عناقهما عادتا صديقتيْن كما كنّ، هكذا توقعتْ حينما رأيتهما تسلّمان على بعضيهما وقت الوداع..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.