صدر كتاب بعنوان ( يوسف عليه الصلاة والسلام القصة الكاملة ) ، فمن يريد الاستزادة حول تلك السيرة فأنصح به ، خصوصا أنه ذكر طريقة للقراءة حول تاريخ الأنبياء ، وأيضا جوانب اقتصادية واجتماعية وتربوية وسياسية بالسيرة المطهرة ، وقد خُتم الكتاب بسؤال مهم : أين نجد السيرة في الآثار اليوم ؟ والموضوع في هذه الصفحة يختلف عن الموجود بالكتاب .يمكنكم الحصول على الكتاب من الدار العربية للعلوم ، أو من خلال مكتبة النيل والفرات ، كما أرجو مراجعة تعليقات القراء حول الكتاب من خلال هذا الموقع المتخصص بالكتب والقراءة .
أهلا وسهلا بكم في رحلة من رحلات شيقة من رحلات القرآن الكريم . جمعت من كل بحر علم ، ففيها الغنى والفقر ، والسجن والشدة والفرج ، والعفاف والفحش والخطأ والسماحة
سورة يوسف قال عنها الله عز وجل (( نحن نقص عليك أحسن القصص بما يوحى إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين )) سورة يوسف التي نزلت عام الحزن ، عام وفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ، ووفاة عم النبي صلى الله عليه وسلم أبي طالب . ليتعلم منها المؤمن الصبر وأن يتذكر أن بعد العسر يسرا ، وبعد هجرة الحبشة جاءت هجرة المدينة المنورة .
وقد طلب الصحابة رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسولَ اللهِ ، لو قصصتَ علَينا ؟ فأنزَل اللهُ تعالى الآيات .
و اليوم هو الثاني عشر 12 من رمضان المبارك 1431 من الهجرة ، وكثير من المسلمين قرأوا هذه السورة في هذا الشهر ، والبارحة قُرئت في المساجد العظمى الثلاثة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف طهره الله من الأرجاس .
قبل أن ننطلق
وضعت آيات سورة يوسف كاملة واعتمدتها بدلا من سرد القصة حرفاً حرفا ، فلا أفضل ولا أكمل من بلاغة وفصاحة القرآن الكريم ، ومع كل مرحلة من مراحل سيرة نبي الله يوسف لنا وقفة وتأملات ، فموضوعنا يستحق أن تؤلف فيه المجلدات لما تحتويه هذه السيرة العطرة من شتى العلوم الشرعية واللغوية والاقتصادية والسياسية والتربوية الاجتماعية والطبية ، وعدد ما شئت، وسنرى معاً شيئاً من ذلك إن شاء الله .
وأنصح كل من يرى الموضوع طويلاً أن يقرأ منه ما يشاء بترتيب أو بدون ترتيب ، وهذا ملخص لسيرته عليه السلام .
وأنصح كل من يرى الموضوع طويلاً أن يقرأ منه ما يشاء بترتيب أو بدون ترتيب ، وهذا ملخص لسيرته عليه السلام .
——– ولننطلق على بركة الله ——–
1 – طفولة
قال الله تعالى :
يروى لنا القرآن الكريم مكاشفة يوسف عليه السلام لأبيه وإخباره بخبر الرؤيا التي رآها وهو صغير دون الثانية عشرة من العمر ، وهنا نتعلم مدى أهمية مكاشفة الوالدين مع الأبناء ، وإبعاد كل خوف ورهبة بينهما ، فكثير من المصائب وقعت للبنات والأبناء جراء هذه المشكلة ، فعندما يلجأ الولد لأبيه ويخبره بأنه يعاني من كذا أو أن كبيراً يكلمه بعبارات سوء ،( والمشاكل كثيرة ) فيكون لجأ للمكان الصحيح ، فيتصرف الأب أو الأم بحكمة ويحمي ابنه وابنته ، وكثير من القضايا في أزمان عديدة وقعت بسبب الحاجز النفسي الرهيب داخل الأسرة . والمصيبة في زماننا أن الابن أو البنت لو جرب واقترب من والده ليخبره ، فسيتهمونه بالخطأ ويعاقبونه !!!!!
وقد حذر نبي الله يعقوب ابنه يوسف عليهما السلام من إفشاء الرؤيا وإخبارها لإخوته حتى لا يحسدوه عليها ، وزاد على ذلك أنه بين عليه السلام أن تلك طبيعة في كثير من الناس وأن الشيطان شاطر ، ونتعلم من هذه النصيحة ألا نتسرع بطلب تأويل الأحلام ولا سردها على الناس ، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نحدث بالرؤيا الصالحة إلا لمن نحب . وأن نكتم الحلم الذي نكره .
وفًسر المنام بأن يوسف عليه السلام سيرث النبوة وسيُؤتى الحكمة وتأويل الأحاديث ، فزاد حب والده له على حب .
ثم شرح يعقوبُ عليه السلام ابنه بأنه سيتعلم تعبير الرؤيا وأنه سيرث النبوة ، فزاد حبه عليه السلام لابنه يوسف أيما حب ، مما أثار حسد إخوته ونقمته
تذكير : الرؤيا تكون في المنام ، والرؤية تعني النظرة المتأملة و النظرة الفاحصة ، تذكروا هذا ، فكثير من الناس يخلط بينها
الحسد ينهك البلد والولد ، وهو الذي قتل ابن آدم عليه السلام وهو الذي أخرج إبليس من الدرجة العالية التي كان فيها ، وعلى الرغم من حسد إخوة يوسف لأخويهما ( يوسف وشقيقه بنيامين ) إلا أن غيظهم كان للأول أشد حتى عميت قلوبهم وفكروا بقتله !!! وعقدوا النيبة على التوبة والإنابة قبل تنفيذ الجريمة !!! إلا أن رأياً منهم اختار رميه بجب البئر ( وهو مثل العتبة في جوف البئر يقف عليها من يجلب الماء إذا قل منسوبه ) لعل قافلة تأتي فتأخذه وترعاه .
ثم أتوا بحيلة ليقعنوا أباهم بإرسال أخيهم معهم الذي خاف ولكنهم عقدوا له الأيمان وأتوه المواثيق أن يعودوا به ،وشددوا فقالوا : كيف يأكله الذئب ونحن عشرة فتيان أشداء ( إنا إذاً لخاسرون ) كأنهم قالوا بذلك : لا رجولة فينا لو أكله الذئب ؟؟
الجريمة
قال الشاعر : وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ….. على المرء من وقع الحسام المهندِ
أن يُظلم الإنسان أمر موجع ، وأن يُظلم من أهله وأقرب الناس إليه أمر مفجع !!!!
هذا ما لاقاه يوسف وهو دون الثانية عشرة من العمر
تخيلوا معي صغير ، وحيد ، أخذه إخوته معهم يشتمونه ويبصقون على وجهه ويكيلون له الإهانات تلو الإهانات !! ثم خلعوا قميصه وألقوه في بئر عميقة مظلمة موحشة وتركوه ورحلوا .
تخيلوا معي ..
لو تحدث هذه مع بشر بمثل عمره وأخرجوه بعد خمس دقائق لسببت له صدمة وعقدة طول حياته ، ولكن لطف رب العالمين ورحمته بعبده ونبيه يوسف ثبته ونجاه من كل كرب وأوحى إليه في خاطرهِ أن الأيام ستدور وسيخبرهم بفعلهم هذا وهو عزيز أمامهم ولا يعرفونه
أن يُظلم الإنسان أمر موجع ، وأن يُظلم من أهله وأقرب الناس إليه أمر مفجع !!!!
هذا ما لاقاه يوسف وهو دون الثانية عشرة من العمر
تخيلوا معي صغير ، وحيد ، أخذه إخوته معهم يشتمونه ويبصقون على وجهه ويكيلون له الإهانات تلو الإهانات !! ثم خلعوا قميصه وألقوه في بئر عميقة مظلمة موحشة وتركوه ورحلوا .
تخيلوا معي ..
لو تحدث هذه مع بشر بمثل عمره وأخرجوه بعد خمس دقائق لسببت له صدمة وعقدة طول حياته ، ولكن لطف رب العالمين ورحمته بعبده ونبيه يوسف ثبته ونجاه من كل كرب وأوحى إليه في خاطرهِ أن الأيام ستدور وسيخبرهم بفعلهم هذا وهو عزيز أمامهم ولا يعرفونه
ثم جاء إخوة السوء إلى أبيهم وقت العِشَاء يخفون فيه جريمتهم . يتباكون على أخيهم ، وهنا قاعدة في التحقيقات والقضاء ، أنه لا تأخذنا العاطفة مع كل باكٍ وشاك .
وقد فضح المجرمون أمرهم وهم لا يشعرون ، أولا قالوا : أنت لن تصدقنا حتى لو كنا صادقين !! وثانيها أنهم جاؤوا بقميص أخيهم ملطخ بدماء مصطنعة ليثبتوا أن الذئب أكله ، فقال عليه السلام : ما أرحم الذئب ، أكل الغلام وترك لنا قميصه سليماً لم يمزقه !! فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ، بإيمانه عليه السلام أوكل الأمر لله عز وجل . صابرا محتسباً وهو الشيخ الكبير في السن عليه السلام .
وقد فضح المجرمون أمرهم وهم لا يشعرون ، أولا قالوا : أنت لن تصدقنا حتى لو كنا صادقين !! وثانيها أنهم جاؤوا بقميص أخيهم ملطخ بدماء مصطنعة ليثبتوا أن الذئب أكله ، فقال عليه السلام : ما أرحم الذئب ، أكل الغلام وترك لنا قميصه سليماً لم يمزقه !! فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ، بإيمانه عليه السلام أوكل الأمر لله عز وجل . صابرا محتسباً وهو الشيخ الكبير في السن عليه السلام .
هنا قال الوارد : يا بشرى !!! يعني أبشرك أنتِ يا بشارة !! بهذا الغلام .
ولم يجدوا أهل القافلة إلا أن يأسروه ليبيعوه بالسوق بثمن بخس زهيد جدا . وكل هذا بأمر الله . ( وللمعلومية كلمة بخس هنا هي نفسها التي انتقلت للإنكليزية باكس bucks ولعلنا سنتلكم عن هذا لاحقاً إن شاء الله في مناسبة أخرى )
ولم يجدوا أهل القافلة إلا أن يأسروه ليبيعوه بالسوق بثمن بخس زهيد جدا . وكل هذا بأمر الله . ( وللمعلومية كلمة بخس هنا هي نفسها التي انتقلت للإنكليزية باكس bucks ولعلنا سنتلكم عن هذا لاحقاً إن شاء الله في مناسبة أخرى )
2 – في بيت عزيز مصر ( طفولته وحتى مبلغ الرجال )
قيل أفرس الناس ثلاثة : عزيز مصر حين قال لامرأته عن يوسف عليه السلام أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا
والمرأة التي قالت لأبيها عن موسى عليه السلام : ( استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )
وأبو بكر الصديق حينما استخلف عمر بن الخطاب رضوان الله عليهما .
والمرأة التي قالت لأبيها عن موسى عليه السلام : ( استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )
وأبو بكر الصديق حينما استخلف عمر بن الخطاب رضوان الله عليهما .
وبعض العلماء قالوا أن هذه المقارنات لا تنطبق – والله أعلم
وقد أنعم الله على عبده ونبيه عليه السلام في بيت عزيز مصر ( وزيرها ) إذ أحسن إليه هو وامرأته ومن في قصره ، فتهيأت له الأجواء لاكتساب مهارات عديدة مع تعلمه لتعبير الرؤى . حتى بلغ أشده وصار عنده من العلم والحكمة الشيء الكثير .
فتنة
لما دخل يوسف عليه السلام قصر عزيز مصر كان طفلا صغيراً ، وليست مشكلة فإن الأطفال أينما تأخذهم فسيبحثون عن اللعب واللهو مهما نبغوا ، ولكن ما إن تبدأ مرحلة بلوغ التكاليف حتى تحدث انقلابات نفسية وجسدية يجب أن تُراعى .
ويروى لنا كتابنا المحفوظ مدى افتتان التي صاحبة القصر بالنبي الكريم ، وسبحان الله القرآن الكريم دقيق المعاني واضح الكلمات ، إذ لم تأتِ الآية بعبارة وراودته امرأة العزيز ولم يقل راودته فلانة ، بل التي هو بيتها ، إشارة للتستر وعدم فضح الناس والتشنيع بهم إن أخطؤوا ، فلكنا نخطئ . ( طبعا لا ينطبق التستر هذا على المفسدين في الأرض كالمستشفيات الأهلية والاستشاريين بمجال الأخطاء الطبية ، وتجار الغش وأمثالهم ممن برعوا بدس السم بالعسل وما أكثرهم بكل مكان )
وتسألون .. طيب ، كيف في آية أخرى ذُكرت امرأة العزيز ؟؟ سيأتي الجواب إن شاء الله فلا تستعجلوا
ويروى لنا كتابنا المحفوظ مدى افتتان التي صاحبة القصر بالنبي الكريم ، وسبحان الله القرآن الكريم دقيق المعاني واضح الكلمات ، إذ لم تأتِ الآية بعبارة وراودته امرأة العزيز ولم يقل راودته فلانة ، بل التي هو بيتها ، إشارة للتستر وعدم فضح الناس والتشنيع بهم إن أخطؤوا ، فلكنا نخطئ . ( طبعا لا ينطبق التستر هذا على المفسدين في الأرض كالمستشفيات الأهلية والاستشاريين بمجال الأخطاء الطبية ، وتجار الغش وأمثالهم ممن برعوا بدس السم بالعسل وما أكثرهم بكل مكان )
وتسألون .. طيب ، كيف في آية أخرى ذُكرت امرأة العزيز ؟؟ سيأتي الجواب إن شاء الله فلا تستعجلوا
نبي الله يوسف عليه السلام معصوم كريم من سلالة أنبياء لا يكون له خيانة الأعراض مع توفر كل المغريات والأسباب التي تدعوه ، فأمامه امرأة ذات منصب وجمال والأبواب مغلقة ، وهو أشد جمالاً منها ، والذي خلقه سبحانه عصمه ونجاه ، فرآى برهان ربه ، آية وعلامة ذكّرت يوسف عليه السلام بأنه ابن يعقوب عليه السلام . واختلف العلماء فيما رآى .
إنه من عبادنا المخلصين
. لو لم يكن في سورة يوسف إلا هذه العبرة لكفت !! الإخلاص ، ما أجملها من كلمة !! لما يخلص العبد حياته لله في علمه وعمله ، يأتيه النصر والمدد من الله جل جلاله ، فإخلاص أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام سبب في نجاته من نار الدنيا . والشواهد كثيرة وكثيرة في قصص الأولين والآخرين . (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ))
ركض يوسف باتجاه الباب يريد النجاة من جريمة الفحشاء ، ولحقته المرأة لتحكم الباب وتمسكت به حتى شقت قميصه من الخلف ، وفجأة دخل زوجها ليرى المنظر ، فحاولت رمي التهمة على البريء ، وكادت أن يثبتوها عليه لولا لطف رب العالمين ورحمته إذ شهد شاهد من نفس أسرة المرأة وقال بفراسة المحقق أو بمعجزة ربانية ( بعض العلماء قالوا أنه طفل رضيع تكلم في المهد ) : إن كان ثوبه مشقوقاً من الخلف فهو البريء ويريد الهروب منها وإن كان العكس فهو المنذب لأنها تريد الدفاع عن نفسها ، فبان الحق لدى الجميع وتم التستر على الأمر وأمروا يوسف بألا يحدث أحداً بهذا . وكأن شيئا لم يحدث .
شماتة ومكر وانتقام
وسبحان الله ، هذه الأخبار تنتشر حتى وإن كُتمت ، فالخدم والحاشية بالقصر لا بد أن يشتموا رائحة للحادثة ، وينشرونها ويزيدون وينقصون منها . حتى وصلت لنساء الأكابر وبنتاتهن اللاتي وجدنها فرصة للتشنيع والسخرية والشماتة بهذه المرأة في مجالسهن مجالس القيل والقال والكلام في الناس وأعراضهم ، الذي وصفه الله سبحانه بالمكر !!
ولاحظوا معي : [ امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه ] . كأنه عنوان صحافة صفراء . صح ؟؟؟ ( شغلها الشاغل أخبار الفضائح ) وكنا تكلمنا أعلاه بإشارة القرآن الكريم للستر ، ثم وصلنا لهذه الآيات التي وردت على لسان النسوة !!! فالنسوة هن من تكلمن وقلن امرأة العزيز وأخذوا بالنشر والتشنيع بها !!!
ولاحظوا معي : [ امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه ] . كأنه عنوان صحافة صفراء . صح ؟؟؟ ( شغلها الشاغل أخبار الفضائح ) وكنا تكلمنا أعلاه بإشارة القرآن الكريم للستر ، ثم وصلنا لهذه الآيات التي وردت على لسان النسوة !!! فالنسوة هن من تكلمن وقلن امرأة العزيز وأخذوا بالنشر والتشنيع بها !!!
مثلما جاء وصف القرآن الكريم للحوت في سورة الكهف : (( فاتخذ سبيله في البحر سربا )) ، أي أنه مضى كالسراب داخل البحر ، ثم بعده جاء الوصف على لسان فتى موسى عليهما السلام فقال : (( واتخذ سبيله في البحرعجباً )) وصفه بالعجب العجاب لأنه إنسان مخلوق وهنا الفرق بين وصف القرآن الكريم ، ووصفه على لسان المخلوقين .
وزادوا بالسخرية بقولهن : شكلها تحبه موووووت
ولا خير أبداً في مجالس القيل والقال ، نساء أو رجال ، كلها غيبة أو سخرية واكتساب للآثام .
وكامرأة لها كرامتها ووجاهتها بالمجتمع قررت الثأر من الشامتات فدعتهن لزيارتها بعدما جهزت المكان والسكاكين والفاكهة فهي سيدة مجتمع وتعرف فن الاتيكيت بل وذكية جداً ، والغريب في الأمر أن النسوة أجبن الدعوة !! ولم يقلن لا نحن تكلمنا فيك لا نستحق !!
فتمت الحيلة وانخدعن وابتلين بما ابتليت به امرأة العزيز لدرجة أن السكاكين وصلت لأصابعهن دون شعور !!!! وهذه نتيجة الشماتة !! فإنهن لما رأينه دهشوا بما رأوا من جماله عليه السلام ، كيف ولا وهو أوتي كنصف جمال أهل الأرض !!
سخرت منهن وقالت : ذلك الشيء الذي لمتنني فيه ، الآن أنتن وقعتن به ، أنا راودته من قبل (( فاستعصم )) ، وهذا دليل آخر واضح على براءة نبي الله يوسف من كل تهمة باعتراف المرأة ، فطلبته مرة أخرى أمامهن ، حتى النسوة كذلك أيدنها وأوقفن لومها !!! ثم هددته بالسجن .
وكامرأة لها كرامتها ووجاهتها بالمجتمع قررت الثأر من الشامتات فدعتهن لزيارتها بعدما جهزت المكان والسكاكين والفاكهة فهي سيدة مجتمع وتعرف فن الاتيكيت بل وذكية جداً ، والغريب في الأمر أن النسوة أجبن الدعوة !! ولم يقلن لا نحن تكلمنا فيك لا نستحق !!
فتمت الحيلة وانخدعن وابتلين بما ابتليت به امرأة العزيز لدرجة أن السكاكين وصلت لأصابعهن دون شعور !!!! وهذه نتيجة الشماتة !! فإنهن لما رأينه دهشوا بما رأوا من جماله عليه السلام ، كيف ولا وهو أوتي كنصف جمال أهل الأرض !!
سخرت منهن وقالت : ذلك الشيء الذي لمتنني فيه ، الآن أنتن وقعتن به ، أنا راودته من قبل (( فاستعصم )) ، وهذا دليل آخر واضح على براءة نبي الله يوسف من كل تهمة باعتراف المرأة ، فطلبته مرة أخرى أمامهن ، حتى النسوة كذلك أيدنها وأوقفن لومها !!! ثم هددته بالسجن .
وكأن هذا التهديد مفتاح فرج لهذه البلوى والفتنة فدعا يوسف ربه : قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه !!
ودائما الحق على الضعيف ، سجنوه بعد كل الأدلة والبراهين التي رأوها ، ليظهروا بمظهر البراءة أمام الشعب ، والله المستعان .
3- الـســجـــن
طالما كان يوسف الصديق عليه السلام أعظم سجين في تاريخ البشرية ، منذ طفولته يُبتلى ويرمى ثم يؤسر ويُباع ، ثم يُظلم ويسجن . وكل شيء بقضاء وقدر والحمد لله .
وسجْن يوم وليلة بلية عظيمة ، فما بالكم بأعوام !! الذي لم يذق طعم السجن منكم فليحمد الله حمداً كثيراً .
علامات الصلاح على الكريم يوسف عليه السلام واضحة جلية ، فعرفوا منه حسن الخلق والتواضع وسعة العلم فأحبوه ووثقوا به ، حتى إذا جاءت ليلة من الليالي رأى صاحبان من السجن رؤيتين وطلبا تأويلها منه . فقال لهما أنه يعرف بنوع الطعام وصنفه الذي سيأتي ، ليؤكد لهما عليه السلام أنه إنسان صادق وليبعد أي شك بأنه ساحر أو مشعوذ أو مخادع ، ثم ذكر عقيدته ودينه ، ونسبه وهويته ، وهنا أمر مهم جدا جدا جدا ، أننا لا نطلب تعبير الرؤى إلا ممن نعرف دينه واسمه وهويته ، وألا نلجأ إطلاقاً للمجهولين ، وما أكثرهم في الانترنت !!
واستمر عليه السلام بكلامه تلطيفاً وتهدئة لصاحبيه الذيْن كانا فزعين ، ثم بدأ بالدعوة إلى الله وحده لا شريك له ، مبيناً لهم بالعقل عظمته وقدرته عز وجل وقارن بين الوحدانية وبين الشتات بين الآلهة ، لأنهما كانا مهيئين لسماع الدعوة إلى الحق .
ثم أخبرهما بالتعبير . فالأول سيُعفى عنه ويخرج ويعود ساقياً لملك مصر لأنه تهمته بسيطة ، وأما الثاني فسيُحكم عليه بالصلب والإعدام لأن تهمته شنيعة ( محاولة اغتيال ) والله أعلم .
(( قضي الأمر الذي فيه تستفيان )) ، أي لا مجال للمراجعة الاعتراض ، فهذا قضاء الله وهذا قدره ولا أملك تغيير أي شيء .
ثم أخبرهما بالتعبير . فالأول سيُعفى عنه ويخرج ويعود ساقياً لملك مصر لأنه تهمته بسيطة ، وأما الثاني فسيُحكم عليه بالصلب والإعدام لأن تهمته شنيعة ( محاولة اغتيال ) والله أعلم .
(( قضي الأمر الذي فيه تستفيان )) ، أي لا مجال للمراجعة الاعتراض ، فهذا قضاء الله وهذا قدره ولا أملك تغيير أي شيء .
وقال أيضاً للساقي : اذكرني عند سيدك . اذكر أن لك صاحباً بالسجن مظلوماً .
وكل ذلك من هول السجون ومشقاتها ، جعله يتمنى الخروج منها . إلا أن الساقي نسي ذلك وانشغل بالعمل والنعيم ( كل أمر بعد الخروج من السجن يعتبر نعيماً ، واسألوا من جرب )
فلبثت نبي الله يوسف عليه السلام سنوات أخرى .
وكل ذلك من هول السجون ومشقاتها ، جعله يتمنى الخروج منها . إلا أن الساقي نسي ذلك وانشغل بالعمل والنعيم ( كل أمر بعد الخروج من السجن يعتبر نعيماً ، واسألوا من جرب )
فلبثت نبي الله يوسف عليه السلام سنوات أخرى .
وما أعظم هذا الابتلاء !!!
رؤيا الملك
رأى الملك سبع بقرات سمينة خرجت من نهر النيل وخرجت وراءها سبع أخرى هزيلات ، فأكلت الهزيلاتُ السميناتَ ، ورأى أيضاً سبع سنابل خضر بجوارها سبع سنابل يابسة ، وطلب تأويلها ، فتذكر الساقي صاحبه في السجن ، فانطلق إليه فأجابه بجواب كاملٍ وزاد عليه بعض الوصايا أظهرت قدرة اقتصادية سياسية عظيمة لدى نبي الله عليه السلام !! وصارت هذه الوصايا أساس لكثير من الدول . جاء جواب يوسف عليه السلام :
ستمر عليكم سبع سنين خصبة يكثر فيها ، وأوصاهم أن يزرعوها باستمرار ، سنة وراء سنة بلا توقف ( دأباً ) وأوصاهم ألا يستهلكوه كله ، وأن يُبقوا أكثر الحب مخزوناً في السنابل ، لأنها لا تتأثر مع الزمن ولا ولا تتلف إن بقيت كذلك . ( وهذا يعرفه أهل الزراعة )
ثم ستأتي بعدها سبعة أعوام عجاف ستضطرون لاستهلاك ما خزنتموه من قبل وأوصاهم أيضا بأن يبقوا ويوفروا للمستقبل
ثم يأتي عام مجاعة في العالم . عندها ستبيعون ما خزنتم لهم وتفيدوا وتستفيدوا .
ستمر عليكم سبع سنين خصبة يكثر فيها ، وأوصاهم أن يزرعوها باستمرار ، سنة وراء سنة بلا توقف ( دأباً ) وأوصاهم ألا يستهلكوه كله ، وأن يُبقوا أكثر الحب مخزوناً في السنابل ، لأنها لا تتأثر مع الزمن ولا ولا تتلف إن بقيت كذلك . ( وهذا يعرفه أهل الزراعة )
ثم ستأتي بعدها سبعة أعوام عجاف ستضطرون لاستهلاك ما خزنتموه من قبل وأوصاهم أيضا بأن يبقوا ويوفروا للمستقبل
ثم يأتي عام مجاعة في العالم . عندها ستبيعون ما خزنتم لهم وتفيدوا وتستفيدوا .
سبحان من علم الإنسان ما لم يعلم !! أعطاهم ما يريدون وزاد عليهم ، واليوم هذه تدرس في الجامعات وتطبقها كثير من الدول ، وأقرب مثال لنا هو دولة الكويت ، كانت تحتفظ بجزء من مزانيتها الفائضة للطوارئ فلما جاء الغزو البعثي الظالم ودمر وأفسد ، استفادت حكومة الكويتوقتها فأنفقت على الكويتيين في الداخل والخارج منه بل وأعادت الإعمار بعدما عادوا يحكمونها .
وبعدما جاء الجواب للملك . صدر قرار بتحضيره عنده ، فلما جاء أمر الخروج رفض النبي الكريم ، وسبحان الله ، لو كنا مكانه لقفزنا وانطلقنا للخروج بعد هذه السنوات كلها ، إلا أن حرصه عليه السلام على براءته وتثبيتاً لها رفض حتى تتبين الأمور كلها وقال : ( ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن ) لم يقل امرأة العزيز مع أنها أساس البلاء ولعل هنا مغزى ، الله أعلم به. المهم جمع الملك أطراف القضية وسأل النسوة فاعترفن واعترفت معهن امرأة العزيز بالحق ، فصدر القرار الملكي العام ببراءة يوسف عليه السلام وتعيينه مستشاراً خاصاً بديوان الحكم ، أي أيها الحرس أنتم تتعاملون مع مرتبة رفيعة بالدولة منذ الآن .
فلما التقى به الملك ، احتفى به ورحب وقال اليوم يومك . فأنت موثوق به . عندها أجابه النبي الكريم عليه السلام : اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم
وهنا نتنبه دائماً إلى أننا عندما نولي الأمور المالية والاقتصادية نبحث عن أهل الأمانة كشرط أول والعلم كشرط ثاني . فلا ينفع أن نعين اقتصادياً غير أمين ، فيختلس ويتلاعب بالحسابات ، ولا ينفع أن نعين أميناً لا يملك الدراية بالأمور الاقتصادية والمحاسبية .
تم ليوسف عليه السلام ما طلب ، وصار عزيز مصر ، مكنه الله من هذا المنصب يتصرف كيف يشاء ، (( إنا لا نضيع أجر المحسنين )) جزاء إخلاصه وإحسانه وصبره . فإن بعد العسر يسرا ، إن بعد العسر يسرا .
تم ليوسف عليه السلام ما طلب ، وصار عزيز مصر ، مكنه الله من هذا المنصب يتصرف كيف يشاء ، (( إنا لا نضيع أجر المحسنين )) جزاء إخلاصه وإحسانه وصبره . فإن بعد العسر يسرا ، إن بعد العسر يسرا .
4- مليك مصر الجديد
وبدأت مرحلة جديدة في حياة مصر كلها بتولي النبي الكريم يوسف بن يعقوب عليهما السلام حكم مصر كلها ، مع تدبيره لشؤون الاقتصاد والمالية ، صار حاكما عاماً لمصر بوجود الملك ( تقريبا مثل رئيس الوزراء ورئيس الدولة )
فهذا هو العلم الذي ترتفع به الأمم ، (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ))
مرت سبع سنوات رخاء تلتها سبعة أعوام عجاف ، ويوسف الصديق عليه السلام يدير مصر بتوفيق من الله على أتم حال، ثم جاءت المجاعة في الأرض ، ومصر في ذلك العام هي المركز للغذائي للعالم ، فأقبلت الوفود تلو الوفود ومن بينها ، إخوة يوسف .
عرفهم !! من بعد ربع قرن من الزمان – زادت أو نقصت – سبحان الله من يصدق أن غلاماً ألقي في بئر ظلماء وسط الصحراء صار عزيز مصر وحاكمها ؟؟؟ إنما هي الأمور هي دول يقلبها كيف يشاء .
كان العزيز يوسف عليه السلام مشهوراً بعدالته وكرمه بين الشعوب الأخرى ولكن لا أحد يعلم أنه ابن يعقوب عليه السلام !!
كان العزيز يوسف عليه السلام مشهوراً بعدالته وكرمه بين الشعوب الأخرى ولكن لا أحد يعلم أنه ابن يعقوب عليه السلام !!
فسألهم عن حالهم ومن أين جاؤوا ، وهو يعرف كل شيء عنهم ، فأجابوه أنهم جاؤوا من فلسطين وأن أباهم شيخ كبير وأن عددهم اثني عشر ابناً ذهب أحدهم صغيراً (يعني مات أو ضاع ) وبقي واحد عند أبينا ( بنيامين شقيق يوسف ) ، فقال لهم يوسف : في المرة القادمة ائتوني بأخيكم هذا وإلا لن تنالوا شيئاً .
ورد إليهم بضاعتهم الزهيدة دون أن ينتبه أحد لذلك كي لا يحرجهم أمام الناس وليزيد في إكرامهم ويطّمعهم بالعودة إليه مرة أخرى ;)
ورد إليهم بضاعتهم الزهيدة دون أن ينتبه أحد لذلك كي لا يحرجهم أمام الناس وليزيد في إكرامهم ويطّمعهم بالعودة إليه مرة أخرى ;)
طبعاً لن يثق بهم أبوهم بعدما فعلوا بيوسف وقال (( والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين )) سبحانه لا زال إحساسه بأن ابنه الحبيب يوسف ما زال حياً فلتك إنسانية الأبوة وعلم النبوة ، حاولوا معه أن يوافق بإرسال بنيامين معهم فرفض ، فقالوا : بضاعتنا الزهيدة ردت إلينا ، ما قبلوها منا ، فأرسله معنا نحفظه منها نكمل التموين ونزداد زيادة .
وتمت الموافقة بعد المواثيق المؤكدة والأيمان المغلظة أنهم سيأتون به إلا إذا أصابهم جميعاً مكروه أو حادثة .
فأمرهم أبوهم هذه المرة ألا يدخلوا من باب واحد وليدخلوا من أبواب متفرقة وأن يتوكلوا على الله وحده . اتقاءً للحسد ، فهم أحد عشر أخاً ومعهم قافلة ، وهذا يشد الانتباه ، فإن نجو من الحاسدين فلن ينجو من لفت الانتباه ، قد يتعرض لهم قطاع طرق أو أي شيء شك فيه أبوهم عليه السلام . الله أعلم ما هو .
وتمت الموافقة بعد المواثيق المؤكدة والأيمان المغلظة أنهم سيأتون به إلا إذا أصابهم جميعاً مكروه أو حادثة .
فأمرهم أبوهم هذه المرة ألا يدخلوا من باب واحد وليدخلوا من أبواب متفرقة وأن يتوكلوا على الله وحده . اتقاءً للحسد ، فهم أحد عشر أخاً ومعهم قافلة ، وهذا يشد الانتباه ، فإن نجو من الحاسدين فلن ينجو من لفت الانتباه ، قد يتعرض لهم قطاع طرق أو أي شيء شك فيه أبوهم عليه السلام . الله أعلم ما هو .
فلما دخلوا مصر مطبقين وصية والدهم ودخلوا على يوسف عليه السلام متفرقين ، سَهُل عليه الانفراد بأخيه بنيامين فعانقه وذكره بأخيه يوسف وأخبره بأنه هو ، شقيقه الذي ألقي بالبئر !
يااه بعد كل هذه السنين الطوال !! تخيلوا !! أنا أخوك … أنا يوسف … هل تذكرني يا بنيامين ؟؟؟ هل تذكر أيام الطفولة والصبا ؟؟؟؟ اشتقت إليك
واشتقت لأمي …اشتقت أبي !! كيف حالهما ؟؟؟؟؟؟؟
واشتقت لأمي …اشتقت أبي !! كيف حالهما ؟؟؟؟؟؟؟
يا الله !! هل تخيلتم هذا المنظر ؟؟؟ هل شعرتم بالدموع ؟؟؟
إلى كل من له غائب بعيد ، أو حبيب مفقود ، وكلوا أمركم لله ، فيسجمعكم به إن شاء الله فهو أرحم الراحمين .
إلى كل من له غائب بعيد ، أو حبيب مفقود ، وكلوا أمركم لله ، فيسجمعكم به إن شاء الله فهو أرحم الراحمين .
كتم بنيامين السر عن إخوته الباقين ، ثم استعدوا للعودة لفلسطين بعدما حملوا الميرة ( المؤونة ) واكتالوا ، فجعل يوسف عليه السلام الصاع الملكي في أمتعة أخيه بنيامين ، وبعد أيام من انطلاق القافلة جاء النداء من الحرس وأمرهم بالتوقف .. وتولى نبي الله التحقيق بنفسه ، فأقسموا له أنهم لم يسرقوا شيئاً ودفعوا التهمة ، سألهم : ما جزاء السارق ؟ قالوا : جزاء السارق أن يكون مملوكاً لمن سرق منه ، وهذا الحكم كان في شريعة يعقوب عليه السلام
وبعد التفتيش واحداً واحداً ، وجدوا الصاع بين أمتعة شقيقه ، فثبت التهمة عليه أمام الناس . فكانت المفاجأة والصدمة !!
تلك فكرة ليحفظ أخاه عنده ويبقيه ، فأعلنها أمام الناس والرأي العام ، فأبقى أخاه عنده مدة أطول ، وكل ذلك بتقدير من الله العليم سبحانه .
ووسط هذا الموقف العصيب ، تدافعوا التهمة عنهم وعاد شيئاً من الغل القديم على يوسف وبنيامين فقالوا :إن يسرق فقد سرق أخوه يوسف من قبل !!!والله أعلم أنه رأى صنماً يُعبد وهو طفل ، فأخذه وأخفاه ، فذكروها الآن . وما كان من ردة الفعل إلا أن كتمها النبي عليه السلام في نفسه ، وهذه من الحكمة ألا يستفزه الكلام خصوصا وهو مسؤول رفيع المستوى ، وقال : أنتم قوم سوء !!
تذكر الأخوة الميثاق واليمين التي عليهم ، فاشتد عليهم الكرب !! فحاولوا وطلبوا واستعطفوا عزيز مصر بأن يعيد أخيهم إليهم وأن يأخذ أي واحد غيره , فأبى وقال الحكم أنتم أخترتموه ولن نظلم أحداً ولن نأخذ إلا من وجدنا غرضنا عنده ( ولم يقل السارق ، ولم يقل الذي أخذ متاعنا )
تذكر الأخوة الميثاق واليمين التي عليهم ، فاشتد عليهم الكرب !! فحاولوا وطلبوا واستعطفوا عزيز مصر بأن يعيد أخيهم إليهم وأن يأخذ أي واحد غيره , فأبى وقال الحكم أنتم أخترتموه ولن نظلم أحداً ولن نأخذ إلا من وجدنا غرضنا عنده ( ولم يقل السارق ، ولم يقل الذي أخذ متاعنا )
يا مصيبة !! تخيلوا المنظر الآن ، الإخوة العشرة اجتمعوا لوحدهم بعد محاولات حب الخشوم والترجي ، يبحثون عن حل للمصيبة التي وقعوا فيها ، الجالس مطئطئ رأسه والواقف ويديه على خصره ومثلما يفعل الناس بمثل هذا الموقف .
قال أخوهم الكبير : يا سواد وجيهنا عند أبينا أعطيناه المواثيق والتأكيدات . وبالأمس فرطنا بيوسف ، والآن ببنيامين ، خلاااص أنا جالس هنا ولن أبعد أبداً ، وأنتم ارجعوا لأبيكم واخبروه بالحقيقة . الشكوى لله .
فعادوا إليه بدون بينامين . وأخبروه بالخبر وقالوا : ما نعلم قدر الله ولا أموره سبحانه ، ولو ندري كان لما أخذناه ، اسأل الناس في المكان الذي قبضوا عليه فيه واسأل من كان معنا بالقافلة ، وإنا لصادقون . في حادثة يوسف قالوا ولو كنا صادقين . هل لاحظتم هذا ؟؟
طبعا لم يصدقهم أبوهم ، فهم أصحاب سابقة ، فصبر جميل عسى الله يأتيني بهم جميعاً ، يوسف وبنيامين وأخاهم الكبير ، فخرج من عندهم واختلا بنفسه وقال ( يا أسفا على يوسف ) ، الجرح الجديد ينكأ الجرح القديم ومن شدة الحزن بكى وبكى حتى فقد بصره ، وصار كظيماً ( حزن مكظوم مكبوت في أعمــــــــاق القلب )
وقفة : البعض يقول أن الماء البيضاء أصابت عينه والتي من من أسبابها تقدم العمر ، وبعض الأمراض المزمنة كالسكري وغيرها ، فاسألوا أهل الاختصاص في ذلك
حاول الأهل أن يواسوا يعقوب عليه السلام ، إلا أنهم لم يحسنوا المقال فقالوا : إلى الآن تذكر يوسف !! سيصيبك الوهن والضعف ( والخرف ) ، فلم يلتفت إليهم وقال قولته الشهيرة :إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ، وهذا هو المؤمن الحق .
وأمر أبناءه وطلب منهم أن يتحسسوا لأي خبر عن يوسف وعن أخيه ، دون أن يوضحوا ذلك لأحد .
عاد الإخوة لمصر طالبين للمؤونة مرة أخرى يشكون الحال ومنكسرين ، ولمحوا له بطلب رد بنيامين لهم .
عندها أيقن يوسف عليه السلام أنها اللحظة المناسبة التي أوحى الله له ، بأنهم سيخبرهم بصنيعهم قبل أكثر من ربع قرن ، الحقيقة الكبرى فأحب أن تجري على لسانهم أولا ، فذكرهم بنفسه وفعلتهم به قائلا : اتركوكم الآن من البضاعة والمؤونة ، هل تذكرون ما فعلتم بيوسف وشقيقه من قبل ؟؟ هل تذكرون البئر ؟؟؟ أم نسيتم فعالكم السود ؟؟؟ فصدموا وقالوا : أنت يوسف !!! مستغربين مستعجبين ، فقطع عليهم الشك باليقين وأكد لهم : أنا يوسف ، وهذا أخي شقيقي ، من الله علينا بفضله .
عندها أيقن يوسف عليه السلام أنها اللحظة المناسبة التي أوحى الله له ، بأنهم سيخبرهم بصنيعهم قبل أكثر من ربع قرن ، الحقيقة الكبرى فأحب أن تجري على لسانهم أولا ، فذكرهم بنفسه وفعلتهم به قائلا : اتركوكم الآن من البضاعة والمؤونة ، هل تذكرون ما فعلتم بيوسف وشقيقه من قبل ؟؟ هل تذكرون البئر ؟؟؟ أم نسيتم فعالكم السود ؟؟؟ فصدموا وقالوا : أنت يوسف !!! مستغربين مستعجبين ، فقطع عليهم الشك باليقين وأكد لهم : أنا يوسف ، وهذا أخي شقيقي ، من الله علينا بفضله .
فاعترفوا بذنبهم الآن وأقروا واعتذروا صاغرين ، فما كان من نبي كريم من سلالة أنبياء كرام إلا أنه وقف ليعلنها ولتكون درساً وعبرة لمن بعده : لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين .
لا إله إلا الله ، الله أكبر !! ما أعظم هذه السماحة وما أعظم الصفح والمغفرة عند القدرة !! بعد كل هذا !! بعد الظلم والضرب والإهانات ، بعد الاعتداءات و و و تأتي نقاء السماحة ونورها لتجلي ظلام الحسد والبغضاء ، فهذا خلق الأنبياء المعصومين والعباد الصالحين .
ثم صدر الأمر بأن تنتهي هذه المآسي وأن يجتمع الشمل من جديد هذه المرة ، في أرض مصر ، وقد علم نبي الله الكريم أن أباه أصابه العمى ، فأعطاهم قميصه دواءً له ومعجزة ، فما إن خرجت القافلة من البلاد وبقي على فلسطين مسافات طويلة ، قال يعقوب : إني لأجد ريح يوسف !!
سبحان الله ، هل هي معجزة نبوية أم روح أبوية ؟؟؟ كل هذا الحب كامن بين الأب وابنه ، أي علاقة إنسانية هذه ؟؟؟ يقف الإنسان أمامها حائراً قائلا سبحانك يا رب . أودعت القلوب أسراراً والروح ، ولكن من حوله شكك بها ، وقالوا إنك في هذيانك المعتاد .
إلا أن الحقيقة ظهرت ، وعاد بصيراً بعدما عانق القميص وجهه عليه السلام . والحمد لله رب العالمين .
سبحان الله ، هل هي معجزة نبوية أم روح أبوية ؟؟؟ كل هذا الحب كامن بين الأب وابنه ، أي علاقة إنسانية هذه ؟؟؟ يقف الإنسان أمامها حائراً قائلا سبحانك يا رب . أودعت القلوب أسراراً والروح ، ولكن من حوله شكك بها ، وقالوا إنك في هذيانك المعتاد .
إلا أن الحقيقة ظهرت ، وعاد بصيراً بعدما عانق القميص وجهه عليه السلام . والحمد لله رب العالمين .
قال الكريم يعقوب عليه السلام : ألم أقل لكم أني أعلم من الله مالا تعلمون ؟؟؟ أم أقل لكم لا تيأسوا من روح الله ؟ أم أقل لكم أن يوسف حي يرزق ؟؟ ألم أقل لكم ؟؟؟
قالوا : خلاص يا أبتاه .. تبنا إلى الله وأنبنا ، فقال : سوف استغفر لكم ربي .
وقفة : يوسف عليه السلام سامحهم وصفح عنهم مباشرة ، وأما يعقوب عليه السلام فأجل استغفاره لهم ، لذلك قالوا إن كنت تريد أن تطلب شيئاً فاطلبه من الشباب فإنهم نادراً ما يتأخرون ، أما الشيوخ فيتمهلون ، وقال بعض المفسرين أنه انتظر ساعة إجابة ليدعو لهم ويستغفر .
5 – تحقق وعد الله
استقبل العزيز يوسف عليه السلام أهله خارج العاصمة ، كما يستقبل الملوكُ الملوكَ ، فهو بار حسن الخلق مع الناس ، فكيف مع والديه ؟؟ أكيد بره أعظم وأكبر .
تم اللقاء ، وسط أنهار من دموع الفرح تضاهي نهر النيل ،
تم اللقاء ، وسط أنهار من دموع الفرح تضاهي نهر النيل ،
نعم ، إنها اللقيا بعد الشتات ، إنه الحنين والشوق الأصيل ، لا يفتر ولا يتوقف مع تقادم السنين .
فتحت أبواب العاصمة وقال يوسف : ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ، فكان استقبالا حافلاً
ورفع أباه وأمه عنده على العرش ، فخر الجميع سجوداً ليوسف عليه السلام ، سجود تكريم لا سجود عبادة ، وقال يوسف : يا أبتاه ،صدقت الرؤيا وهذا تأويلها .
فرحت مصر كلها ، بهذا الاجتماع كيف ولا ، فهم يحبون حاكمهم يوسف عليه السلام ، النبي المتواضع الكريم صاحب الخلق الحسن .
وأما نبي الله يعقوب عليه السلام فصار شيخ مصر يبجله ويوقره الجميع .
وأما نبي الله يعقوب عليه السلام فصار شيخ مصر يبجله ويوقره الجميع .
وكعبد من عباد الله الصالحين ، يتذكر نبي الله يوسف عليه السلام فضل الله عليه ورحمته
وما تبقى من الآيات تبيان لكفار قريش الذين سألوا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن الغلام الضائع ، بأنهم يسيرون في الأرض ولا يعتبرون من الأمم السابقة
نعم إنها العبرة ، يأتي مدد الله عز وجل فينصر المؤمنين
نعم ، قصة يوسف عليه السلام ، عبرة لأصحاب العقول ، عبرة لأهل القلوب السليمة ، ليست أسطورة خيالية من الأساطير ، وليست سيناريو لفيلم، بل هيأحسن القصص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.