الصفحات

الجنون | أدونيس حسن

الجنونُ شرفُ العقولِ حينَ يقولُ
فرسانُ القلوبِ حينَ تصولُ وتجولُ
دقةُ النصلِ من الغمدِ لمَّا يحول
لا ذنبَ له إذ عن كلماتِه تاهتْ العقولُ
لا إثمَ عليه إذ من سفورهِ للبصائرِ ذهولُ
لا المجنونُ اسمه إلا من عنه كان كليلُ
ليسَ القصدُ أنْ أكونَ مجنونا
لكنَّه أتى معقولاً فوقَ المعقول

نطقتْ جوانحي المقصوصةُ به نبياً
ورسولا
وكنتُ وجدَ الدورةِ والفلكِ والقانونا
حتَّى تبسمتْ حروفُك عن لؤلؤٍ
فيه القلوبُ تصيرُ عقولا
أريدُ معناي أريدُ خلعَ أسمائي
مللتُ سجناً بينَ الحروفِ والصفات
مللتُ كأساً لا تعي أنَّها تُثملُ فيا الترابا
أريدُ من راحتيكِ شراباً ,,إلى سماءٍ
تظللُ النخيلَ والأعنابا
تجعلُ السرابَ محضَ وهمٍ
أقطفُ من أغصانِه الشمسَ
وعليه أغلقُ الأبوابا
لأستحم كلَّ ساعةٍ وكلَّ دقيقة
منْ أوهامِ اليقينِ والحقيقة
أريدُ أنْ أعودَ طفلاً كما
أولَ الخلقِ قبلَ الفتقِ
حتَّى أراكِ عنقودَ خمرٍ
وأنا الخابيةُ العتيقة
فبي الوجدُ مقيمُ
قبلَ السماءِ قبلَ الأرضِ
مذ حولَ الجدائل أحومُ
كلَّما غبتُ فيها
منْ رمادي
أعودُ فراشةً تدورُ
وتدورُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.