الصفحات

الأقدار والأخطار ــ أقصوصة | بقلم صلاح زكي ـ مصر

يقف بين قضبان قطار أبي قير ...كل بصمات الدهر ومعاناته مرسومة على تجاعيد وجهه...يحدق ببصر ضعيف ..بنفس واه ‘ في أشعة بيديه ...مستغرقا تماما ‘ غافلا عما حوله ..لا يلتفت إليه أحد ...دقات أجراس المزلقان تصرخ معلنة عن وصول القطار ...نظرت إليه ..شارد هو لا يلتفت يمينا أو يسارا ...انتظرت قليلا ريثما أتدبر الأمر ...الثواني تمر ..صوت القطار يصرخ من بعيد ...ارتجفت أوصالي ...وتخيلت ما سيحدث ...الرجل لا يستفيق.. ذلك الاستغراق المخيف ..قلت بصوت عال ...: يا والدي.. مد يديك ..مد الرجل يديه .برفق أسرعت لالتقاط كفه الذي يخبر بكل أوجاعه
...نظرت إلى عينيه ...تجمعت فيها كل أساطير المعاناة ...لا وقت لدي للتريث ...سحبت الرجل من بين القضبان ...حتى صعدت به إلى سلم رصيف المحطة ...وضع قدميه على الرصيف وضممته إلي ....والقطار يمرق خلفنا ..هدأت النفس ..وها هو ذا جالس بجواري ...لا تبدو عليه أي علامات الدهشة ...وعيناه تذرفان .....!!
.....................
 صلاح زكي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.