الصفحات

"" على سبيل الحلم "" 2 | بقلم .. هند بومديان ــ الدار االبيضاء ـ المغرب

هذا خطابي الثاني .....
أكتب الآن على توقيت نبضي ....
حيث تسفح غربتك بأوصالي ......
و تبعثر شتاتي و تعيد ترتيب أنفاسي .....
هنا من الأندلس تماما كما وعدتك ......
ذاك المكان الذي أنتظرك فيه .....
و أنا شاردة فعلا ب أفكاري .....
عبثا أتهجأها و قد استنزفت حروفها وقود كل قنديل للأمل ....

في دياجير الليل الحزين لينطفئ فتيله بغثة ....
لا أرى فيها الآن سوى ذاك الدرويش المتجول في أحلامي ......
يرسم تيهه بعنف ....
و يناشد جنوني ....
هنا يا بعثي الأكبر ....
أبعث لك سلامي مع نسمات القدر ....
لأخبرك بأن الوطن أعلن الخضوع تحت لواء روحك ....
و بأن الثورة للملمة عبق أنفاسك هو حق مشروع في الدفاع عن وحدة المشاعر......
لتظل شرعيتك و ولاؤك وفيا ل تراب الجوارح .......
هنا سأدون خطابي الثاني .....
لأخبرك أنني أطارد عطرك... عساني أباغت حظي لأداعب الثرى ... و ألمس طيفك ....
تارة تفيض أحلامي فأغرق في اللاشعور ....
و أخرى أغرق في الحقيقة المطلقة بتواجد آلاف الفراسخ بيننا .....
فتنتشلني أصابع ضرورة لقياك من الفتور ......
و كلاهما يفاجئني بصوتك المخنوق المقهور .....
يصرخ بصمت ...
أنقديني من العبث ...
أعيدي تأويلي فما شيئا قد حدث ...
أطالع وجهك مرارا من على نوافذ الانتكاسة ...
و لا مارة هناك سوى الغجر ....
بعضهم يراودك عن نفسك ....
و أخريات أصبن بالضجر ....
فأسدل ستار الرؤى بهدوء .....
و قد لامست أشعة العوالم المنسية ملامح وجداني ....
و ساعة الحقيقة سقطت من جدار اليقين ......
فرياح الغدر سامقة ......
ليتهاوى الحب على أرض الخرافة ببطء ......
و يتبادر بغثة إسمك لمسامعي كما السخافة كما اليقين ......
و قهقهات الظروف تحمل شعار الانتكاسة ......
و أنا أهذي الآن على الورق لأبعت خطابا خارج منظومة التكوين ....
و بعيدا عن منطق الادراك و قافية تلج بالحشرجة ...
يتلعثم لسانها مع إحساس مجنون و رتم بوح يحتضر لأمنيات كسيحة ....
ها هي الآن أطلالي تترامى شاحبة ....
..... من إحتراق ل نجم شمس قد أظلمت بغيابك
و اندثار كوكب القمر و قد تبدد في الثقب الأسود من بعدك ...
صرت أؤمن بأن الحروف الصادقة تبعث من الورق ...
و أن زيف المشاعر يسكن العين و لا يروي الحدق .....
أتبع الآن خطى الأشعار الكفيفة لأنساب بهدوء...
وأسألك هل وصلك خطابي ...
فلقد باتت هتافات قلبي تنادي لحظات اللقاء الضنينة .....
و كلما سكبت عليها مشاعري ....
أجدني أطالع أوقات اللقاء الشحيحة ....
و أستفيق من كبوتي و أتعثر بغفوتي ....
و أقع من جديد في خطيئة الحلم ....
ف يأخدني حبك على بساط الريح الى بلاد الجمال .....
حيث أنا و أنت كنا نلتقي في أروقة الظروف ....
نسارع رياح القهر و ننتشي رغم كل شيء طربا .....
أجري و إياك و راء الوقت ....
نسابق الحقيقة ....
و نرشق الحزن برمال اللهفة ....
فتعمى عيون القهر .....
ونسقط من جديد مرحا على أرض الجنون ....
وصوت أحلامنا يتعالى للسماء هل من مزيد ...
فتمسك بيدي لنمضي معا في شوارع الدهشة ....
نجمع اليوم بالغد و نطرح الأمس الذي لم نلتقي فيه ...
فتولد تلك اللحظة ....
لحظة اللقاء التي جمعتنا ....
و اختزلت العالم في انقباضات تستبسل النبض .....
هاك اليوم كلماتي من محاجر الوقت .....
لأبلغك آخر أخباري .....
ان حبك لازال زندا في روحي ......
لقد سبق السيف الزبى ......
و اصلب اسمك بين اضلعي ......
و سقطت أنا في كنف الحب شهيدة يوم اللقاء .....
ف يا مالك القلب .....
لك النبض من الوريد الى الوريد تدفق.....
و لك سرائر الحروف من كينونتي تأسرك على جدار الورق حتى لا تخفق ....
و ان ما بيننا وحدته الاقدار و على ضفاف السماء توثق ....
فبيدك مفاتيح الحلم ضعه في جيب الامال ....
و اعلم يقينا ان الوعد مني روحه لا تراق و انفاسه لا تزهق .....
فلك عهدي بك يتنفس و بظلالك تعشق ....
ـــــــــــــــــــ
رسالة 2 "" على سبيل الحلم ""
من ديوان ..رسائل فى الزمن صفر
بقلم .. هند بومديان.....
الدار االبيضاء ..........
المغرب.............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.