الصفحات

بيتُنا .. بَيتُنا ــ قصة قصيرة | محمد رشاد محمود


هجمَ على بيتنا فاتِكٌ لا يَرَى غيرَ حَظِّ نفسِه ، فغَلَّ مالِكَه وقَتَّلَ عُمَّارَهُ وأسالَ على أركانِه وجوانِبِه الدَّمَ ، وأطعمَ في سبيلِه كلابَهُ ؛ فما هرَّتْ وطاعَتْ وأستَنوَقَت ، ورَشا الخَفَرَ فصاروا لهُ إلبًا على قاصدي استِنفاذِهِ ، واستَعدَى المُحَكَّمينَ مِن أزوادِهِ ؛ فسَرَى السُّحتُ في أحكامِهم ، وأعانَ على انتهابِه اللصوصَ فصاروا من جُندِه وحَفَدِه وعِترَتِه ، وأطلَقَ في سوحِه الفَسَقَةَ والعواهِر فأسهَروا ليلَه وطبَّلوا وزَمَّروا ، ثمَّ راحَ يبيعُ من بُستانِه ما لا يملكُ بعدَ أن عسَّرَ سبيلَ الماءِ إلَيه ، والعجيبُ أن أخلَدَ إليه لفيفٌ من الجيران فسَلَّمَهُ رجالُهم أقفِيَتَهم ، وحَكَّمَت أنامِلَه في نهودهِنَّ نساؤهم ، وما درَوا أنَّ الخرقَ في السفينَةِ
وشيكٌ أن يُغرِقَ قُطَّانها ، و لن يرحمَ حينَئِذٍ في اندفاقِ المَدِّ وتوَثُّبِ الأواذِيِّ رُبَّانَها .

(محمد رشاد محمود)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.