الصفحات

ثيابُ القيامة | وليد.ع.العايش

كم تمنيتُ في تلكَ الأُمسيةِ
والشمسُ تُقاتِلُ على الجبهةِ الأخرى
عرائسُ منْ زمنِ القدماء
سكينٌ يغرزها الزيرُ
في صدرِ الأزمان
الغيمةُ تزورُ شقيقتها
وأنا على ثغرِ مساءْ
أوراقي مازالتْ بيضاء
اللونُ الأحمرُ يُناجيني

والثغرُ الإغريقي يُعانِدُ إعصاري
كمْ تمنيتُ لو كُنتِ هُناكَ
فلدينا ما يكفي منْ زَادٍ منْ كلمات
همساتٌ حَرَّى ... وأُغنيةٌ ثكلى
تُداعِبُ شوقَ النسمات
ناديتُ بصوتٍ
جابَ أرجاء الكونِ في لحظات
آنَ للصمتِ أنْ يلفظَ أنفاسه
ولليلي الطويلِ أنْ يُهاجر
وللسكونِ أنْ يرتعش ... ربما رُعباً
فإنَّ المياهَ الراكدة
لا تبقَ أبداً بِلا جُنحان
والشجرُ العاري ... والمُتَعرَّى
لا بدَّ أنْ يرتدي ثيابَ القيامة
القيامةُ الكُبرى ...
وذاكَ الطيرُ المُهاجرُ إلى ضفافِ الله
يدوِّنُ آخِرَ تغريداته على صفحةِ ثلجٍ بلهاء
ها هو الوداعُ يَدِقُّ أبواقَ الرحيل
والشمسُ تجري مُسرعةً
لتُعلِنَ بزوغَ أسطورةَ الخريف
ونشوة الحياة ...
أيَّا بُنيَّ لا تستكين
فإنَّ رصاصتُك تكفي
لتعديلِ كفّةَ ميزان الخوف
رفاق الدرب مازالوا ينتظرون
قرارَ اِنبجاس المطر
منْ ثغورِ الغيمِ الغائبِ
منذُ سنوات العُمر الأول
وضفيرةُ تلكَ الأُنثى
ذات الشعر العربيّ المُتراخي
فوقَ جدائلِ موتٍ
تترنحُ شوقاً في ظلّ سرير
فكيفَ للصمتِ ألاَّ يموت
وكيفَ للسكونِ ألا يكون
أيَّا بُنيَّ لا تستكين
فنشيدُ الموت تقهرَهُ
صرخاتُ الخلجان
و أمْوَاج الشُطْآن ...
............
وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.