الصفحات

لم يعد للموت خيار | ريم باندك

(إلى مدينتي التي لايملها الموت)
لم يعد للموت خيار!!
فهو يتسكع كل ليلة مرغماً
بشوارعنا يبكي ويندب أولئك
الذين يرمَون في طريقه بغير ذنب
يحاذر ويقفز فوق الجثث
يحاول جاهداً أن يمر بمحاذاة البعض
فلا يلمسهم ..
أن يتركهم كشظايا
ميتة في جسد حي..
معطوبي حرب بذاكرة ممزقة

بصور الذين مروا نحو السماء..

وبالقرب منهم حانةٌ مسكونةٌ بالضجيج
والأجساد والأكتاف العارية
تتلوى لتُخرج الحياة
من صلب الأرض المغمسة بالدماء..
كانت الضحكات تعلو وتعلو
ونبيذ الموت لم يجف بعد على الطرقات..
الموت يبكي جثته الملقاة
على حافة منسية
والريح لاتزال تصفر
ولاشي سوى نورٌ خافتٌ
يندس كوجه القمر الباكي
بين الظلمات..
والموسيقى تعلو،
والأجساد الهزيلة لاتزال تهزي وترقص
معفرةً برائحةٍ تشي بالحياة..

دعوا الموتى يحصون موتاهم !!
صاحت البنادق وبضع طلقاتٍ
لاتزال تصرخ في الأزقة الخلفية
كوحش يغادر منتصراً خلف الخراب..

ايتها المدينة المجنونة
أحاطتك النيران من كل صوب
ونساءك مازلن يحكن ثياب الأعياد
و يمارسن الحب في العلن كفرض الصلاة
من سكنك عرف جيداً كيف تولد
البراعم مغمسة بدماء الصغار..

وأنا على السرير
أكاد ألتصق بخوفي
أسد أذنيّ التي ملأها الصراخ
و عيناي مشدوهتان نحو السقف البارد
تمنيت لو ملكت وجهاً غير وجهي
وعينان لاتشبهانك
حتى في خرابك الاخير..

Reem>>>

(إلى مدينتي التي لايملها الموت)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.