الصفحات

النداء الأخير | جاد عبدالله

السادة المسافرين على متن طائرة ذهاب بلا عوده الخيالية, ارجو التوجه الى بوابة احلام اليقظة و البدء في الصعود إلى الطائرة.
يا هذا بيدك تذكرة خطوط ذهاب بلا عوده , ما بك ألا تسمع النداء , يصعدون الى الطائرة و ما زلت قابع هنا في مقعدك متخشبة ملامحك كأنها غادرتك الروح الى حيث لن تعود.
يا هذا ألا تسمعني!!!! أم أنك لا تحفل بي وبكلامي !!! كما تشاء فأنا هنا لا حذركم من ضياع
فرصتك الأخيرة, في رحلة الذهاب بلا عوده لن تكون إلا من بوابة احلام اليقظة و ان اقفلت فلن تستطيع اللحاق بالطائرة.
يا سيدي ان جسدي البالي هذا يسمعك بوضوح, فانني عبرت بوابتي و صعدت طائرتي دونه و دون حقائب, فما حاجتي به و ما حاجتي بكل امتعتي, و انا اعلم انني في رحلة الذهاب بلا عوده.
يا سيدي اشكر اهتمامك و اسعدني ان هذا المطار ما زال فيه من يهتم للآخرين, واسعدني اكثر انك ما زلت في المطار لعلك تصبغ غيرك من المسافرين بصبغة الاهتمام هذه.
يا سيدي و قبل أن ينقطع الاتصال بيني وبين جسدي لأن الطائرة بدأت فعلا بالتحرك, اود ان اذكرك بألا تضعف مهما قست عليك أنظمة المطار و مهما تخبطت مشاعر المسافرين , فهم كما نحن في غفلة و غفلتهم تبدو متسعة الأبعاد.
يا سيدي أراني أحلق حيث علمت و لم أر, واتركك حيث لم اعلم و رأيت, و اتمنى لك التوفيق, فأنا أسافر لأني فشلت.
استودعك الله.
*************
جاد عبدالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.