الصفحات

الهَروبُ في سلّةِ المُهمَلات ــ قصة قصيرة | مجيد الزبيدي - بغداد

امتصَّ نفساً سريعا ًمن سيجارته ، وفتح الورقةَ المعطّرةَ التي وُضِعتْ على منضدته قبل قليل. راح يقرأ بسرعةٍ سطورها المكتوبة على ظهر رسالته :
(ﺻﺪِّﻗﻨﻲ ﻓﻴﻚَ ﻛﻞَّ ﻣﺎ ﺗﺘﻤﻨﺎﻩ ﻓﺘﺎﺓٌ ﻓﻲ ﻓﺎﺭﺱ ﺃﺣﻼﻣﻬﺎ . ﺃﻣّﺎ ﺃﻧﺎ ،ﻓﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ﻭﻫﻲ
ﻋﻨﺪﻙ ﻻ ﺃﻃﻴﻘﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍً. ﺳﺘﻘﻮﻝ ﻟﻲ : ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﺳﺄﺗﺮﻛﻬﺎ ، ﻧﻌﻢ ، أنا متأكدة أنك ﺳﺘﻘﺪﻡُ ﻋﻠﻰ ذلك ، ﻭﻟﻜﻦْ عند حدوث ﺃﻭّﻝِ سوء تفاهم ﻗﺪ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺳﺘﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭﻻﺕ ﺣﻴﻦ ﻣﻨﺎﺹ . ﻟﻬﺬﺍ ﺃﻋﺘﺬﺭُ ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﻋﺮﺿﻚ .‏) ...

دَعَكَ الورقةَ ﻭ سَرَحَ ﻳﺮﺍﻗﺐ دخّانَ سيجارتِه ﺍﻟﻤﺘﺼﺎﻋﺪَ . فجأةً امتدّتْ يدُه إلى علبةِ سجائره ...سحقتها أصابعُه ﺑﺤﻨﻖ، وهو يَصُرُّ على أسنانه:
-ﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﺫﺍ ﻃﻠّﻘﺖُ ﺍﻟﺘﺪﺧﻴﻦ ﺛﻼﺛﺎً ، ﻭﻟﻮﺟﺌﺘﻨﻲ ﻳﺎ (ﻧﻮﺭ) ﺯﺣﻔﺎً ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺭﻱ، ﻟﻤﺎ ﺭﺿﻴﺖُ ﺑﻚِ
ﺑﻌﺪ ﺍﻵﻥ . وأﺳﺮﻉَ ﺑﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ِﻋﻤﻠِﻪ .
ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ،عَلِمَ أنّ ﺇﻟﺘﻤﺎﺳﺎً ﺗﻘﺪّﻣﺖ ﺑﻪ زميلته (ﻧﻮﺭ) ﻟﻠﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺩﺍﺋﺮﺓ
ﺃﺧﺮﻯ.... أطرَقَ للحظات . لكنّه وجد نفسه يستأذن للدخول إلى مكتب السيد المدير العام.
لم يخرج من عنده إلاّ وطلبُ (نور ) قد صار قطعا صغيرة في سلة المهملات،وحصوله على الموافقة بنقله إلى وظيفة في دائرة بعيدة... بعيدة جدا.
__________
مجيد الزبيدي - بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.