الصفحات

أنا آخر أنثى بلوريّـــــة || بقلم الشاعرة التونسيّة : سليمى السرايري

وجهه هناك..
فوق ليالي السنة الباردة
ينشد أغنية من فضّة الجنوب
كم انتظرتُ وجهه صحوا
منذ أسّست مدن العشق
ضحكته الغريبة ، كعصفورة صباحيّة
تؤلّف أغان أبديّة
تعلّمني كيف أفتح المدى للبحر
كيف أصنع من دمعاتي المبلّلة بالضياء ، نجمات
كلّما أحببته أضيء أكثر..
وكيف من أوراقي، أصنع سفنا تحملني اليه
الى الآن، مازلتُ أتساقطُ على كفّه المعطّرة بالعشق والياسمين
كلّما جفّت سُحبي
كلّما توارى ليلي خلف الغيوم

هناك، في عتمة متعبة، ألمحهُ
يعزف لحنا شبقيّا
يفتح أزرار ضياعي
فأعلو..أعلو الى سمائه ليصير وجهي بلون الشفق
وقبلته بطعم الأعشاب الجبليّة
ملامحه المريحة تتسلل بين أصابعي
تتراقص في غفوتي الحالمة به
يا رجلا يهيئ لي أمسيات من حنين
أنصت جيّدا لأهازيجي مليئة بالصدف
بحروف تلمعُ
بطيور من كريستال ، تُضيئ
هناك الأبديّةُ تركض نحو مرافئك
وكلماتُُ تتكوّنُ بإسمك..
إملأ من غربتي كفّك
وخذني اليك
فأنا آخر أنثى بللوريّة
في داخلي حبلُ ضوء يبحثُ عنك
وفيه ترانيمُ عشق لعينيك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.