الصفحات

فسحةٌ في بُرج الرّايسْ || بقلم: لبنى بن دعيمة الجزائر

مٙن يدّعي فهمٙ حقيقة الدّنيا
فليُخبرني؟...
مازلتُ أسيرُ فيها تائها
مازلتُ أسيرُ فيها حائرا
مازلتُ أبحثُ عن أشياءٍ لا أعرفُها
خرجتُ لأرفّهٙ عن نفسي
 من الوحدة
من سحر الخُلوة
من سطوة نفسي عليا
وأبحثُ عن إجاباتٍ

 لأسئلةٍ دوّختني
فمشيتُ..ومشيتُ..ومشيت
حتى وصلتُ برج الرايس
رأيتهُ من بعيدٍ
 يعجُ بالوافدينٙ والوافدات
فابتسمتْ نفسي وقالتْ:
هٙيّا..هيا بنا...هيا ندخل
وجٙذبتْني من ذراعي بقوّة
حتى وجدتُني داخل البرج
فقد كنتُ شاردةٙ الذهن
ولم أدري بالتحديد
في أي موضوعٍ كنت أفكّر
 مشيتُ في الأروقة المزينة
بالأضواء الملونة والمعروضات
من ملابسٍ وحُليٍ و أفرشةٍ و..
وصعدتُ إلى الطابق الثالث
كنت أتفرجُ فقط على المحلات
ثم نزلتُ إلى الطابق الأرضي
لم أدري بالتحديد ماذا سأشتري
حتى جٙذبتْني نفسي مرة أخرى
و وجدتُني في محل للحلويات
وقفتُ تائهةً ولم أعرف
كيف دخلتُ...ولماذا دخلت
حتى رأيتُ البائعٙ يُعطيني كيساً
من المعجنات الشهية..مُبتسماً
فكان عليا دفع ثمنها
عرفتُ أن نفسي اشتهتْها..فاشترتْها
ولم تسألني حتى عن محفظة نقودي
إن حملتُها معي..أم تركتُها في بيتي
حينها أدركتُ بعضاً
من حقيقة الدنيا
فنفسي اشترتْ ما طابٙ لها
  ولم تسألْني حاجتي
شكوتُها لكم يا أصدقائي
ولم أخبرها كم كانت أنانيّة
لأنيّ أعرفُ ميزاجٙها جيّدا
وأعرفُ كيفٙ ستنقلبُ عليّا
لو أخبرتُها بأنّها...أنانيّة
ثم سٙحبتْني مرّةً أخرى خارجٙ البرج
ومازلتُ لم أدري بماذا كنتُ أفكّر
فعدتُ أدْراجي إلى البيت
فمشيتُ...ومشيت...ومشيت
حتّى وصلت.
       
 بقلم: لبنى بن دعيمة     الجزائر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.