الصفحات

حق لي أن أنظم أحزن الأبيات في هذه الليلة نظم: بابلو نيرودا* || ترجمة: الدكتور لحسن الكيري**

حق لي أن أنظم أحزن الأبيات في هذه الليلة.
سأكتب، مثلا: "الليلة مرصعة بالنجوم الزرقاء
التي تخفق بعيدا".
رياح الليل تدور في السماء و تغني.
حق لي أن أنظم أحزن الأبيات في هذه اللية.
إنني أحببتها، و أحيانا هي أحبتني كذلك.
في ليال، مثل هذه الليلة، احتضنتها.
لثمتها كثيرا تحت السماء اللامتناهية.
هي أحبتني، و أنا أحيانا كنت أحبها كذلك.

كيف لي ألا أحب عينيها النجلاوين و الراسختين.
حق لي أن أنظم أحزن الأبيات هذه اللية.
كأن أفكر في أنها ليست معي أو أشعر أني فقدتها.
أسمع الليل الثقيل، الأثقل بدونها.
و ينثال الشعر على الروح كما الندى على المرعى.
ماذا يهم إن يكن حبي عجز عن الاحتفاظ بها.
الليلة مزينة بالنجوم و هي ليست معي.
هذا كل شيء. أحدهم يغني بعيدا. بعيدا.
روحي تأبى كوني فقدتها.
عيناي تبحثان عنها منقبتين.
يهفو إليها قلبي، و هي ليست معي.
في نفس الليلة التي بيضت فيها الأشجار،
لم نعد، الآن، نحن هؤلاء.
لا أحبها، أمر أكيد، و لكن كم أحببتها.
كان صوتي يبحث عن الريح ليلامس أسماعها.
إنها لغيري، ستكون لأحدهم غيري، كما كانت لقبلاتي قبلا.
إنني لم أعد أحبها، أكيد، و لكن ربما أحبها.
الحب قصير جدا و النسيان طويل جدا.
لأني، في ليال كهذه، احتويتها بين ذراعي،
روحي تأبى كوني فقدتها.
حتى و إن كان هذا آخر ألم تسببه لي،
و هذه آخر الأبيات التي أخطها لها.
*القصيدة في الأصل الإسباني:
Puedo escribir los versos más tristes esta noche

Puedo escribir los versos más tristes esta noche.
Escribir, por ejemplo: "La noche esta estrellada,
y tiritan, azules, los astros, a lo lejos".
El viento de la noche gira en el cielo y canta.
Puedo escribir los versos más tristes esta noche.
Yo la quise, y a veces ella también me quiso.
En las noches como ésta la tuve entre mis brazos.
La besé tantas veces bajo el cielo infinito.
Ella me quiso, a veces yo también la quería.
Cómo no haber amado sus grandes ojos fijos.
Puedo escribir los versos más tristes esta noche.
Pensar que no la tengo. Sentir que la he perdido.
Oír la noche inmensa, más inmensa sin ella.
Y el verso cae al alma como al pasto el rocío.
Qué importa que mi amor no pudiera guardarla.
La noche está estrellada y ella no está conmigo.
Eso es todo. A lo lejos alguien canta. A lo lejos.
Mi alma no se contenta con haberla perdido.
Como para acercarla mi mirada la busca.
Mi corazón la busca, y ella no está conmigo.
La misma noche que hace blanquear los mismos árboles.
Nosotros, los de entonces, ya no somos los mismos.
Ya no la quiero, es cierto, pero cuánto la quise.
Mi voz buscaba el viento para tocar su oído.
De otro. Será de otro. Como antes de mis besos.
Su voz, su cuerpo claro. Sus ojos infinitos.
Ya no la quiero, es cierto, pero tal vez la quiero.
Es tan corto el amor, y es tan largo el olvido.
Porque en noches como ésta la tuve entre mis brazos,
mi alma no se contenta con haberla perdido.
Aunque éste sea el último dolor que ella me causa,
y éstos sean los últimos versos que yo le escribo.

*بابلو نيرودا: (1904 - 1974). شاعر ينحدر من الشيلي. حائز على جائزة نوبل للآداب سنة 1971. تقلب في عدة مناصب سياسية. صاحب واحد من أعظم الدواوين الشعرية في القرن العشرين. صدر هذا الديوان سنة 1924تحت عنوان: "مائة قصيدة حب وأغنية يائسة" و الذي أخذت منه هذه القصيدة الغزلية التي قمنا بترجمتها إلى العربية. و هي القصيدة رقم 20 داخله.
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية - الدار البيضاء -المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.