بقصيدته ( عيد كرادتي ) التي نشرت بالصحف والمجلات وحازت بالاصدار في ديوان العيد الذي اصدرته مجلة الحرافيش سكب ابومهدي صالح مشاعره دموعا ، على الانسان الذي يهدره اخوه من نفس الخلق ، بمجرد اختلف معه في بعض الافكار ، كما ان حزنه الابرياء هم الذين ذهبوا ضحية والموجع جدا ان الاطفال هم من يذهبون الى طريق الموت، بدل المجرمين الحقيقين الذين يشعلون الفتن، كانت صدمة قبل العيد بيومين انفجار الكرادة!
فافتتح القصيدة الاولى ( عيد كرادتي ):
قابلْتُ عِيداً على كــرّادتي بهـــوى
هل ما سـمعْتهُ من نحيـبِ مـوثـوقُ؟
فقال: والدمع في عينيهِ صار دماً:
نعــم، ومن غير ذا بغداد مســروقُ
تركــتُ فيـها صـغيراً ثـمّ قـد نُـثــرَ
أشــلاءُهُ الــورد درٌّ نَـثْــرُ مفــروقُ
مقابلة العيد ، التي صدمته بالنحيب الموثق ، وقد اختار موثوق للدلالتين ، او تحمل معنيين ، وكما هو معروف من ان الشاعر يحمّل المفردة دائما الى اكثر من معنى ، فكانت توثيق ، الخبر وان الجريمة حدثت ، وشد البكاء والحسرة وكتم النحيب ، ثم يؤكد ذلك بان بغداد العاصمة الوحيدة التي طال نزيفها لعقود بين سلطة جائرة سقطت وتركت مخابراتها ومجريمها بقتل كل الحرية، وكأنه يقول لهم ساعود لكم وبطرق مختلفة وستبقى السعادة مسروقة منكم وستبقى اشلاء ابناءكم الصغار منثورة كالورد والدر على الطرقات ، فقد كانت تلك الورود ( الاطفال) ببراءتها كالدرر وكالورد وقد عاد للتشبيه المرادف الذي اختص به لوحده،
شابٌ هنا ينظرُ الدنيا على شغفٍ
ياحسرتي كان في عينيه معشوقُ
غــنّـى لـه الـمـوتُ فـي يومٍ يقـاربه
عيــدٌ ســعيدٌ وعــمرٌ صار مبــروقُ
كالومــض قد كان في أعمارنا أملٌ
رمـش العـــيون يصيرُ القبر منعوقُ
هكذا كان الشاب ينظر الى عينيه فنجد اخر ما وجد صورة المعشوق وان عمره صار كالومض عبر العمر الذي اعتاد اهل العراق ان يصافح بعضهم بعض بقول ( عيد سعيد وعمرمديد) قد صار العيد موتا وحزنا وصار العمر قصيرا كالبرق ، مشبه الرمشه والومض لسرعة الموت التي ليس بحسبانهم بالمقابل جعل مطلع القصيدة الثانية ( بأي ذنب) يبدأ بافكار الارهابيين ومن ثم بدأ بتساؤلات قرانية ، وتعجب من القرآن الذي نهى عن القتل ، وقد ندد بقتل الموءودة هاهي تعود وهو اثار بهذه نقطة رائعة جدلية بان الموءودة سيحاسب الله عليها في ظل قبل الاسلام ظل الشرك فكيف بالاسلام :
قـد صار ذبـح الولـيد دينـهم مـرجــعُ
والــوأدُ صــار لنـا قــرآنــهـم يـتـْبـــعُ
فانظــرْ لـوجه صــغيرتي فلا عـجـــبُ
حـــين العـــيون لــكــل الله قد يتسعُ
دقِّــــقْ مـــلــياً بـــراءة الـوجـــوهِ ترى
لــكــلِّ آيـــات ربّـــي رحـــمــةٌ تــنـبعُ والتي خص بها الاطفال ووضف الايات القرانية وكانت اية في الشعر العربي من الحجاج اللغوي والقاء الحجة ، كما انه استخدم في عيد كرادتي ( اسم المفعول ) وقافية القاف تشير الى القلقة والانفجار والقلق والزم ماقبلها الواو دليلا للصريخ والالم والعلة فانه استخدم في قصيدته ( باي ذنب ) العين دليل على المعاناة والرؤية الضبابية والدمع وكما انه استخدم الفعل المضارع لان ذكراهم والمهم ووجعهم وحزنهم سيبقى مضارعا وحزنا سرمدا وضع البتين الاخرين ( تقذع وتصرع) انفصال العين عن الكلمة وليس التصاقها كمافي بداية القصيدة ايذانا لانفصال الاجساد وتواريها تحت التراب
عيد كرادتي قصيدة صادقة بمعنى كلمة صدق ورثاء وصل به بلاغة واجادة وتصورا واخيلة يمكن من خلاله ان ترى الحادثة بعد مئات السنين بنفس رؤى الشاعر والحقيقة ختمها بمختلف عن الصورة في قصيدة ( باي ذنب )) ختم عيد كرادتي بسعادة ان يصافح الانسان الاولياء في الاخرة ومنهم الحسين بن فاطمة الزهراءبنت رسول الله هذا هو الرزق الاكيد الذي يحصل عليه هؤلاء لان جل من فجرهم كان بسبب حبه الى هذا الشخص :
ياايـُّـها الجسـد البالـي أهـنُّــك في:
عـيــدٍ بقــرب الحســين عيــدُ مرزوقُ
قُــلْ : عـظّم اللهُ في الأجـر لكـم ولنا
فـي عــــيــدنا دمّـــنـا للهِ مــهــــروقُ
واصبح الكلام بدل ان يقولوا : عيد سعيد اصبح القول عظم الله لك الاجر ، وذلك لان دم العراقيين دم مهروق لله ! وعندما يكون لله سيعاقب الله من كان وراء ذلك ، لان الجريمة اكبر من ان يهملها الخالق ، مابين قافية تحمل الاسم المفعول في قصيدة( عيد كراتي ) وقافية تحمل الفعل المضارع في قصيدة ( بأي ذنب ) كان هناك توظيفا في اللغة والرموز والقرآن والصور ففي قصيدة (( باي ذنب) ركز على صور القرآن الكريم ووظفها توظيفا بلاغيا ودلاليا ، وقد وضح صورة الحجاج (( وهو مصطلح جديد في الادب، تناوله المغاربة على اكثر من الشرقيين)) حجاجا دينيا وعقليا كما صور الاطفال بلغة رائعة لم يستخدمها الشعراء من قبل حسب علمي بوصف مبكي فالطفلة تطلب من والدتها تسريح شعرها وتجميله للعيد وتبدأ تحاور امها بان لسانها ثقيل ان تنطق الراء لاما وتقول ( سلحي شعلي ) لثقل باللسان كما هو الحال ببعض الحروف التي تعطي انطباعا وذكرى وجمالا لصوت الطفل وتزيد من محبته مما يجعل القصيدة اكثر الما ووجعا:
شـــدّي بمشطي هنا وســرّحي رســلاً
والــراء مـثـــقــلةً باللـــفـــظِ لا تــرفــــعُ
والـقــافُ كــافٌ وســيــنـها بشـنـشــنةٍ
والطــاء قـــافٌ قــما، والاجــمل نعــنعُ
قماقة : طماطة ما اجملها بفم الطفل والسين شنشنة والاجمل نعنع وبها احتمالية المعنين معنى انه يلفظ بعض الحروف عينا كما هو غ = ع غسلت يدي عسلت يدي كثيرا ماتلفظه الاطفال ، والمعنى الاخر ترافة الطفل ونعومته وتغنجه ، وتصور ان هؤلاء يلفظون هكذا ويذكرك الشاعر بها أتستطيع حبس دمعتك؟
بينما يذهب في قصيدته (( عيد كرادتي )) كيف يحترق الطفل وهو يلقم ثدي امه ، ويصبحها فحما :
طفــلاً بكــى عن ثــديَّ أُمّــهُ الفحمُ
والنّـــار راضـعةٌ والجــسم محروقُ
ثـكـلــــى ويـتـْــمٌ وأرْمـــلٌ وأرْمــــلـةٌ
في ســاعةٍ صــارَ فـارقٌ ومـفــروقُ
ثم يوظف القتلى عل اشكالهم بين ام تفقد ابنها وهناك ابن يفقد امه وزوج يفقد زوجته وهناك زوجة تفقد زوجها وهكذا لم يسلم طرف ، وبساعة وبرمشة عين تفرقوا الجميع بلاسبب ، او ذنب يجنوه! اختلفوا معهم في عقيدة ، ليعود الى الحجاج مرة اخرى في هذه القصيدة ليشير ان داعش لم تأت هذه الفتوى الا من تاريخ عميق باخطاء كانت عملتها علماء او صحابة النبي ص عد فيما بعد سنة ! هذه الوراثة هي التي اخرجت لنا القصيدة الثانية (( بأي ذنب )) اعتمادا على سورة التكوير في القرآن ليحجاج بها وكما صور هذا الحدث المؤلم عاد ليصور لنا في ( باي ذنب):
ذكــــراك في كــــل لـــوحٍ يا صــغيرتنا
والنّـــار قد صـــيّرت ابـــداننا تقـشــعُ
محـــروقة الوجـــه والجــدائل الذهـــبُ
والعــين في النـــار والدمـــوع لا تـنفـعُ
أمَّــاه يا أنــت يا أبي .. أبي .. تعــبت
والنار تطـــوي بصــــوتها ولا يســـــمعُ
راحـــت تغـــيب الـرياح ترســـل الظمأَ
واللــهبُ يســقي بها حرقاً ولا تخــضعُ
ماتــت وانفاس روحــها تلــــوع جــوى
تصــيحُ للنـاس صــيّاحاً ولا تقــطــــعُ
مستضحكٌ جاءها من داعشَ الوحـشِ
مــوءودةٌ حـــين لا تـدري بمــن تشــفعُ
الان بدأ تصوير تلك الاطفال وهي تصرغ مرتعبة من النار تصيح (( اماه ابي ابي اماه اماه)) الاتلك الصيحات لا تاتي لها بشفيع غير اللهب والصوت الذي تاكله النار كما تأكل الجسد واللون الجدائل الذهبية التي سرحتها ومشطتها للعيد يختلط مع لون النار وتذوب وتذوب الاعين الجميلة والدمعة لاتطفيء النار والصراخ لا يحد من لهبها مآساة يصورها لنا بدقة عالية وكأنه فيلم سينمائي امامك ، لتكون انت تلك الطفلة او تدخل الى عالمها البريء الذي تصيح النار وهي لاتحسن لفظ الراء ، والحريق وهي لا تحسن لفظ القاف والراء، هكذا حال الاطفال وهكذا اقدمت داعش على انها قدمت لمؤيديها انتصار في ساحة المعركة ، هكذا هي تقدم تقريرا في تلفازها وبثها الاليكتروني تمجد بالمنتحر انه قتل ٢٠٠ من الرافضة ، اطفال لا تحسن ان تلفظ ، موءودات فتاوى شيوخ الفتنة ، ليلقي حجة بالغة ، ان الله سيحاسب المشركين قبل الاسلام لا على الشرك بل (( اذا الموءودة سئلت ، بأي ذنب قتلت)) اذا كان سيسأل المشركين فمابالك في السؤال كم طويل لمن يدعوا أنفسهم مسلمين!؟
(( ضاقت بهم )) أهلها((ذرعاً)) (( وماوهنوا))
ماخـاب من كان عند الله مَنْ يخْـشــعُ
تـنـبـتْ كُليـماتنا كالـورد على الـمحـل
والخَــلـق يــدري بهـم ارواحـهم تـيـنـعُ
نـامــي كنـومةِ أخــدودالعــراق عُــــــلا
مســتنـظــرٌ مـا بها ابهـام من يـوكـــعُ
يـبكـيـك دهـــــري علــى مــرٍّ أراه بــه
تستطعم العين دمعي بالعُمَى تـقـــذعُ
نـامـــي نــيام صــــغــيـرةً وحــالـمـــةً
قـومـــي قــيام كــبـيرةً إذا تصـــــــرعُ
لقد فصل اروع وكعة عندما يتقدم الابهام على باقي الاصابع فأطفال الكرادة في العليين كما هم الانبياء اصحاب الاخدود نفس الحرق ، لذا ماتوا بحلم الطفولة وسيبعثوا قياما بحلم الانبياء
----------------
١- ديوان العيد اصدار مجلة الحرافيش
٢-مجلة دروب ادبية ٢٠١٦/٧/٦
٣- مجلة تذكرة حب ٢٠١٦/٧/٦
٤-مجلة انها كلماتي انا ٢٠١٦/٧/٦
٥- جريدة اقلام ٢٠١٦/٧/٦
٦- مجموعة مؤسسة اضواء مصر : ٢٠١٦/٧/٦
٧- بيت الادباء والشعراء : ٢٠١٦/٧/
فافتتح القصيدة الاولى ( عيد كرادتي ):
قابلْتُ عِيداً على كــرّادتي بهـــوى
هل ما سـمعْتهُ من نحيـبِ مـوثـوقُ؟
فقال: والدمع في عينيهِ صار دماً:
نعــم، ومن غير ذا بغداد مســروقُ
تركــتُ فيـها صـغيراً ثـمّ قـد نُـثــرَ
أشــلاءُهُ الــورد درٌّ نَـثْــرُ مفــروقُ
مقابلة العيد ، التي صدمته بالنحيب الموثق ، وقد اختار موثوق للدلالتين ، او تحمل معنيين ، وكما هو معروف من ان الشاعر يحمّل المفردة دائما الى اكثر من معنى ، فكانت توثيق ، الخبر وان الجريمة حدثت ، وشد البكاء والحسرة وكتم النحيب ، ثم يؤكد ذلك بان بغداد العاصمة الوحيدة التي طال نزيفها لعقود بين سلطة جائرة سقطت وتركت مخابراتها ومجريمها بقتل كل الحرية، وكأنه يقول لهم ساعود لكم وبطرق مختلفة وستبقى السعادة مسروقة منكم وستبقى اشلاء ابناءكم الصغار منثورة كالورد والدر على الطرقات ، فقد كانت تلك الورود ( الاطفال) ببراءتها كالدرر وكالورد وقد عاد للتشبيه المرادف الذي اختص به لوحده،
شابٌ هنا ينظرُ الدنيا على شغفٍ
ياحسرتي كان في عينيه معشوقُ
غــنّـى لـه الـمـوتُ فـي يومٍ يقـاربه
عيــدٌ ســعيدٌ وعــمرٌ صار مبــروقُ
كالومــض قد كان في أعمارنا أملٌ
رمـش العـــيون يصيرُ القبر منعوقُ
هكذا كان الشاب ينظر الى عينيه فنجد اخر ما وجد صورة المعشوق وان عمره صار كالومض عبر العمر الذي اعتاد اهل العراق ان يصافح بعضهم بعض بقول ( عيد سعيد وعمرمديد) قد صار العيد موتا وحزنا وصار العمر قصيرا كالبرق ، مشبه الرمشه والومض لسرعة الموت التي ليس بحسبانهم بالمقابل جعل مطلع القصيدة الثانية ( بأي ذنب) يبدأ بافكار الارهابيين ومن ثم بدأ بتساؤلات قرانية ، وتعجب من القرآن الذي نهى عن القتل ، وقد ندد بقتل الموءودة هاهي تعود وهو اثار بهذه نقطة رائعة جدلية بان الموءودة سيحاسب الله عليها في ظل قبل الاسلام ظل الشرك فكيف بالاسلام :
قـد صار ذبـح الولـيد دينـهم مـرجــعُ
والــوأدُ صــار لنـا قــرآنــهـم يـتـْبـــعُ
فانظــرْ لـوجه صــغيرتي فلا عـجـــبُ
حـــين العـــيون لــكــل الله قد يتسعُ
دقِّــــقْ مـــلــياً بـــراءة الـوجـــوهِ ترى
لــكــلِّ آيـــات ربّـــي رحـــمــةٌ تــنـبعُ والتي خص بها الاطفال ووضف الايات القرانية وكانت اية في الشعر العربي من الحجاج اللغوي والقاء الحجة ، كما انه استخدم في عيد كرادتي ( اسم المفعول ) وقافية القاف تشير الى القلقة والانفجار والقلق والزم ماقبلها الواو دليلا للصريخ والالم والعلة فانه استخدم في قصيدته ( باي ذنب ) العين دليل على المعاناة والرؤية الضبابية والدمع وكما انه استخدم الفعل المضارع لان ذكراهم والمهم ووجعهم وحزنهم سيبقى مضارعا وحزنا سرمدا وضع البتين الاخرين ( تقذع وتصرع) انفصال العين عن الكلمة وليس التصاقها كمافي بداية القصيدة ايذانا لانفصال الاجساد وتواريها تحت التراب
عيد كرادتي قصيدة صادقة بمعنى كلمة صدق ورثاء وصل به بلاغة واجادة وتصورا واخيلة يمكن من خلاله ان ترى الحادثة بعد مئات السنين بنفس رؤى الشاعر والحقيقة ختمها بمختلف عن الصورة في قصيدة ( باي ذنب )) ختم عيد كرادتي بسعادة ان يصافح الانسان الاولياء في الاخرة ومنهم الحسين بن فاطمة الزهراءبنت رسول الله هذا هو الرزق الاكيد الذي يحصل عليه هؤلاء لان جل من فجرهم كان بسبب حبه الى هذا الشخص :
ياايـُّـها الجسـد البالـي أهـنُّــك في:
عـيــدٍ بقــرب الحســين عيــدُ مرزوقُ
قُــلْ : عـظّم اللهُ في الأجـر لكـم ولنا
فـي عــــيــدنا دمّـــنـا للهِ مــهــــروقُ
واصبح الكلام بدل ان يقولوا : عيد سعيد اصبح القول عظم الله لك الاجر ، وذلك لان دم العراقيين دم مهروق لله ! وعندما يكون لله سيعاقب الله من كان وراء ذلك ، لان الجريمة اكبر من ان يهملها الخالق ، مابين قافية تحمل الاسم المفعول في قصيدة( عيد كراتي ) وقافية تحمل الفعل المضارع في قصيدة ( بأي ذنب ) كان هناك توظيفا في اللغة والرموز والقرآن والصور ففي قصيدة (( باي ذنب) ركز على صور القرآن الكريم ووظفها توظيفا بلاغيا ودلاليا ، وقد وضح صورة الحجاج (( وهو مصطلح جديد في الادب، تناوله المغاربة على اكثر من الشرقيين)) حجاجا دينيا وعقليا كما صور الاطفال بلغة رائعة لم يستخدمها الشعراء من قبل حسب علمي بوصف مبكي فالطفلة تطلب من والدتها تسريح شعرها وتجميله للعيد وتبدأ تحاور امها بان لسانها ثقيل ان تنطق الراء لاما وتقول ( سلحي شعلي ) لثقل باللسان كما هو الحال ببعض الحروف التي تعطي انطباعا وذكرى وجمالا لصوت الطفل وتزيد من محبته مما يجعل القصيدة اكثر الما ووجعا:
شـــدّي بمشطي هنا وســرّحي رســلاً
والــراء مـثـــقــلةً باللـــفـــظِ لا تــرفــــعُ
والـقــافُ كــافٌ وســيــنـها بشـنـشــنةٍ
والطــاء قـــافٌ قــما، والاجــمل نعــنعُ
قماقة : طماطة ما اجملها بفم الطفل والسين شنشنة والاجمل نعنع وبها احتمالية المعنين معنى انه يلفظ بعض الحروف عينا كما هو غ = ع غسلت يدي عسلت يدي كثيرا ماتلفظه الاطفال ، والمعنى الاخر ترافة الطفل ونعومته وتغنجه ، وتصور ان هؤلاء يلفظون هكذا ويذكرك الشاعر بها أتستطيع حبس دمعتك؟
بينما يذهب في قصيدته (( عيد كرادتي )) كيف يحترق الطفل وهو يلقم ثدي امه ، ويصبحها فحما :
طفــلاً بكــى عن ثــديَّ أُمّــهُ الفحمُ
والنّـــار راضـعةٌ والجــسم محروقُ
ثـكـلــــى ويـتـْــمٌ وأرْمـــلٌ وأرْمــــلـةٌ
في ســاعةٍ صــارَ فـارقٌ ومـفــروقُ
ثم يوظف القتلى عل اشكالهم بين ام تفقد ابنها وهناك ابن يفقد امه وزوج يفقد زوجته وهناك زوجة تفقد زوجها وهكذا لم يسلم طرف ، وبساعة وبرمشة عين تفرقوا الجميع بلاسبب ، او ذنب يجنوه! اختلفوا معهم في عقيدة ، ليعود الى الحجاج مرة اخرى في هذه القصيدة ليشير ان داعش لم تأت هذه الفتوى الا من تاريخ عميق باخطاء كانت عملتها علماء او صحابة النبي ص عد فيما بعد سنة ! هذه الوراثة هي التي اخرجت لنا القصيدة الثانية (( بأي ذنب )) اعتمادا على سورة التكوير في القرآن ليحجاج بها وكما صور هذا الحدث المؤلم عاد ليصور لنا في ( باي ذنب):
ذكــــراك في كــــل لـــوحٍ يا صــغيرتنا
والنّـــار قد صـــيّرت ابـــداننا تقـشــعُ
محـــروقة الوجـــه والجــدائل الذهـــبُ
والعــين في النـــار والدمـــوع لا تـنفـعُ
أمَّــاه يا أنــت يا أبي .. أبي .. تعــبت
والنار تطـــوي بصــــوتها ولا يســـــمعُ
راحـــت تغـــيب الـرياح ترســـل الظمأَ
واللــهبُ يســقي بها حرقاً ولا تخــضعُ
ماتــت وانفاس روحــها تلــــوع جــوى
تصــيحُ للنـاس صــيّاحاً ولا تقــطــــعُ
مستضحكٌ جاءها من داعشَ الوحـشِ
مــوءودةٌ حـــين لا تـدري بمــن تشــفعُ
الان بدأ تصوير تلك الاطفال وهي تصرغ مرتعبة من النار تصيح (( اماه ابي ابي اماه اماه)) الاتلك الصيحات لا تاتي لها بشفيع غير اللهب والصوت الذي تاكله النار كما تأكل الجسد واللون الجدائل الذهبية التي سرحتها ومشطتها للعيد يختلط مع لون النار وتذوب وتذوب الاعين الجميلة والدمعة لاتطفيء النار والصراخ لا يحد من لهبها مآساة يصورها لنا بدقة عالية وكأنه فيلم سينمائي امامك ، لتكون انت تلك الطفلة او تدخل الى عالمها البريء الذي تصيح النار وهي لاتحسن لفظ الراء ، والحريق وهي لا تحسن لفظ القاف والراء، هكذا حال الاطفال وهكذا اقدمت داعش على انها قدمت لمؤيديها انتصار في ساحة المعركة ، هكذا هي تقدم تقريرا في تلفازها وبثها الاليكتروني تمجد بالمنتحر انه قتل ٢٠٠ من الرافضة ، اطفال لا تحسن ان تلفظ ، موءودات فتاوى شيوخ الفتنة ، ليلقي حجة بالغة ، ان الله سيحاسب المشركين قبل الاسلام لا على الشرك بل (( اذا الموءودة سئلت ، بأي ذنب قتلت)) اذا كان سيسأل المشركين فمابالك في السؤال كم طويل لمن يدعوا أنفسهم مسلمين!؟
(( ضاقت بهم )) أهلها((ذرعاً)) (( وماوهنوا))
ماخـاب من كان عند الله مَنْ يخْـشــعُ
تـنـبـتْ كُليـماتنا كالـورد على الـمحـل
والخَــلـق يــدري بهـم ارواحـهم تـيـنـعُ
نـامــي كنـومةِ أخــدودالعــراق عُــــــلا
مســتنـظــرٌ مـا بها ابهـام من يـوكـــعُ
يـبكـيـك دهـــــري علــى مــرٍّ أراه بــه
تستطعم العين دمعي بالعُمَى تـقـــذعُ
نـامـــي نــيام صــــغــيـرةً وحــالـمـــةً
قـومـــي قــيام كــبـيرةً إذا تصـــــــرعُ
لقد فصل اروع وكعة عندما يتقدم الابهام على باقي الاصابع فأطفال الكرادة في العليين كما هم الانبياء اصحاب الاخدود نفس الحرق ، لذا ماتوا بحلم الطفولة وسيبعثوا قياما بحلم الانبياء
----------------
١- ديوان العيد اصدار مجلة الحرافيش
٢-مجلة دروب ادبية ٢٠١٦/٧/٦
٣- مجلة تذكرة حب ٢٠١٦/٧/٦
٤-مجلة انها كلماتي انا ٢٠١٦/٧/٦
٥- جريدة اقلام ٢٠١٦/٧/٦
٦- مجموعة مؤسسة اضواء مصر : ٢٠١٦/٧/٦
٧- بيت الادباء والشعراء : ٢٠١٦/٧/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.