الصفحات

قبل ألالف ... بعد الياء ــ قصة قصيرة || فوز الكلابي

حين وضعت أحدى يديها على بقاياه , , كانت اليد الاخرى تعلو وتهبط معهن بايقاع منتظم , ايقاع توحد مع الطبيعة والكون السرمدي , فمنحها شعورا بالراحة خجلت منه وشعرت بذنب حاولت التملص منه بالخروج على ذلك الايقاع واكتفت بالتفرج على تلك الايادي حين تعلو وحين تهبط , حتى الحزن حين يكون منتظما جماعيا , يمنحك شعورا بالامان , يجعلك تتمسك بالحياة اكثر, تستشعر بهاءها من خلف الدموع ,
تصبح دقائقها وثوانيها اكثر قيمة واثمن ,, لم تكن تدري! , كيف لتلك الافكار الغريبة ان تغزو راسها ؟, وان تستعمرها وتنسيها ما هي فيه , تذهب بها الى الضفة الاخرى , تسرقها حتى مما تحت يديها , احقا تستطيع ان تنسى العالم الذي يسكنها ؟ تنسى الحياة المختبئة فيها ؟ وما هذا الذي بداخلها ؟, هل حقا هي مجرد نبضات ضعيفة منتظمة تخبرها أن للحياة بقية ؟ , حياة مجهولة اخرى تنتظرها على الضفة االمقابلة , لا يشبه اي ّ شعور شعورها حين اختارها من دون نساء الارض ليزرع سر الحياة فيها , ولا سعادة تضاهي سعادتها حين علمت ان جزء منه قد توحد معها , لانها كما اخبرها ذات ليلة , هي روحه في جسد اخر , هل كانت الاقدار لصالحها حين قررت أن تمنحها أبنا سيظل يربطهما معا كما يربط الحبل السري الام بوليدها ؟ , أم لصالحه حين تحدى الموت بالحياة الجديدة ؟ , لو كان يعلم أن خروجه اليوم سيكلفه حياته التي ستنتهي بانفجار ينال جسده , يحوله اشلاء متناثرة , لو كان يعلم أنه سيصبح ذكرى حياة ؟ هل خرج ؟ لو كان ؟ لو كان ؟ لو كان ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.