الصفحات

على سبيل الحياة || قصي محمد

قصة قصير
"كن جميلا ترى الوجود جميلا"
"هل قلت لمخيلتك أن تكون جسداَ َ صديقا لجسدك؟
إذا َ َ أنت َ في قلب العالم"
يحاول سعيد إقناع نفسه بأن كل شيء جميل ولكن لا يرى للجمال أثر في الحياة, ولم يستطع أن يضع نفسه في قلب العالم , أكتفى أن يكون ضيفا أو مجرّد عابر سبيل على هذا العالم النهائي.

و ها خيّم الصمت, وأعلن الليلُ السكون.
سعيدُ ُ منهك بعد نهار كامل قضاه يجوب الشوارع والأحياء وهو يبحث عن شيء مفقود . . .
ربما الحب أو الجمال وفي أغلب الإحتمالات أنه يبحث عن ذاته . . .
والآن حان موعد النوم , يتفحص سعيد المكان جيدا وهوى جالس على حافة الرصيف يرى جريدتان و بعض الأوراق, يأتي بها ويفرشها, ثم يرسم بطبشورته مربعا يتسع له فقط "جمهورية سعيد المستقلة" و بحانب المربع يكتب "أنا إنسان" و تصبحون على إنسان ... !
يغط في نوم أظنه عميق وهو يبتسم.
جاء الصباح مسرعا النوم يسقط مفهوم الزمن.
بدأت تدب الحياة في المكان, الإزدحام خانقا هذا الصباح
بين ذاك كله سعيد مستلق ِ ِ في جمهوريته على طرف الرصيف فوق الجريدة و شخيره لا يكاد مسموعا طغت عليه الضجة وفمه تحسبه مغلقا ويداه المفتوحتان المسدولتان كأنهما تستعطفان السماء .
إحدى النساء المارات الجميلات على الرصيف معها كلبها يسير أمامها بتردد و لحسن حظه حظي َ بسعيد نائما, اندفع نحوه و راح يشمشم وجهه, فتح سعيد عينيه منزعجا رأى كلبا أبعده بيده المخدرة
قالت السيدة :
تعالى يا ماكس , دعك منه إنه قذر, هيا سأشتري لك ما تشتهي
تمم سعيد و هو يضحك بشدة :
يا ليتني ماكس أو كلبا آخر.
فتح عينيه جيدا أصيب بخيبة معتادة, ما كتبه بالأمس على وشك أن ينمحي لكثرة الأقدام التي وطئت والأحذية التي دهست عبارته الشخصية "أنا إنسان"
قال في نفسه :
لو كتبت أنا كلبا أو ضفدعا لما دهسوها, و لكن الإنسان عند الإنسان أبدا مدهوس و ضحك.
أخذ الجريدة التي نام عليها و بدأ يطالع فيها بشغف فوقعت عينه على عبارة مكتوبة في أسفل الجريدة :
الإنسان يولد مرتين عندما يحب وعندما يموت
وفي عبارة أخرى :
إن ملكت الحب ملكت العالم
فالحب هو المفتاح وما الحياة سوى صندوق صغير
شعر سعيد بعد قراءته هذا الكلام برجفة هزت كيانه من رأسه إلى أخمص قدمه
أخذ جريدته ومضى إلى الشارع المقابل آملا أن يجد ياسمين الفتاة التي أحبها و لم يسبق له أن سمع صوتها.
كانت ياسمين جالسة على حجر صغير من حافة الشارع و في حضنها علبة ورقية صغيرة و في داخلها أزهار الياسمين البيضاء وبجوارها علبة ثانية أكبر حجما مخصصة للنقود التي يعطيها الناس إياها.
قلب سعيد ينفطر عندما يرى يديها المشبوكتين في بعضيهما كعاشقين وفي عينيها معاني البراءة و الحذر و دائما بصرها محدق في الأرض فهي لا تجرؤو على رفع رأسها ربما استحياءا و خجلا أو مهنتها تتطلب هذا الخبث كله.
أمام هذا المشهد سعيد ليس سعيدا وإنما شخصا آخر تتغير ملامح وجهه و دقات قلبه تتواتر بسرعة غريبة ويتخلى عن بعض رجولته المعروفة و ذكورته العنيفة فيتحول من ديك قوي إلى صوص مذبوح لا حول له ولا قوة.
هذا شيء طبيعيّ "الأنثى التي لا تحولك للحظات إلى رجل ِ ِ من ورق
فهي أنثى من حجر ْ "
*** 2 ***
أخرج سعيد من جيبه قلم رصاص و ورقة رمادية مهترئة وكتب :
لأنك أنتِ . . .ِ
فأنا أولد ُ من جديد
ولأني أنا . . .
سأصنع لك بحجم أنوثتك
بيتاَ َ من الياسمين ْ .
طوى الورقة بطريقة فوضوية بعد أن وضع فيها ثلاث زهرات ياسمين سرقها من إحدى شرفات البيوت.
وخطا عشر خطوات إلى ياسمين كلها زهاءا وثقة بالنفس وكأنه ملكا
في الخطوة التاسعة تحول سعيد من ملكا إلى عبدا ربما عبدا للحب أو عبدا للجمال, "أقسىءأنواع العبودية تلك التي تحررك من كل شيء و تتركك سجين الجمال حبيس الحب".
عاد سعيد في صبيحة اليوم التالي بعد ليل لم يغمض له فيه جفن وهو يفكر ويقلب كل الإحتمالات و يتساءل هل الحب قدرا؟
وإن كان كذلك . . هل قدري أنا وتلك الفتاة أن نكون مرميان في الشارع؟
أم عرشنا أو وجودنا يكون أكمل في الشوارع؟
علينا أن نشكر قطار السماء أملا أن يسافر فينا إلى محطة الأبد.
ويمضي إلى الفتاة عازما كسر كل القيود التي كبل بها نفسه, سيكون هذه المرة جريئا على غير العادة. يلمح فتاته عن بعد لم يتغير شيء كانت أشبه بصنم قدره أن لا يتحرك في وسط كل هذا الزحام أو تمثال لا يعرف كيف يتحرر من طينته أو ناحته.
وجد سعيد ورقته هي ذاتها الورقة التي ألقاها في العلبة بالأمس ولكنها مطوية بطريقة مختلفة أخذ الورقة ولم تلتفت إليه أو تعيره أي اهتمام هذا ما يجعل الرجل يشتعل نارا "أنثى لا مبالية حقا تليق بها الحياة"
فتح سعيد الورقة المطوية بأناقة فائحة منها رائحة الياسمين
وردد في نفسه الرجال يحتاجون إلى ألف سنة ضوئية حتى يصلون إلى أناقة ولطافة النساء, وقرأ بصوت عميق ماكتبت له تلك الفتاة:
من أي شارع مولود ..
أو من رحم أي حاوية أتيت
يا ذكي
قبل أن تصنع لي بيتا من الياسمين
اصنع لنفسك بيتا من خشب
وإن لم تستطع بيتا من ورق
وإن لم تستطع فأنت مغفل.
أشعلت هذه الكلمات ثورة الغضب في داخله , كيف لمرأة لا تجرؤ على النظر في عيون الآخرين فهي أضعف من هرة أو فأرا أن تكلمني بهذا الأسلوب ؟ !
سعيد رجلا خارقا قادر على قتلها و قتل آلاف الناس , ولكن قتلته هذه المرة , "وأعنفُ قتلِ ِ و أدهش موت ذلك الذي يأتي على هيئة كلماتْ . . يقتلك ويتركك على قيد الحياة".
في تلك اللحظة سعيد يتجلى بصورة غير صورته الحقيقية, يتقمص دور القوي البطل الذي لا يقهر حتى بدا وكأنه هتلر العصر الحديث , وراح يردد عبارات نيتشة الفيلسوف رغم كرهه له تلك العبارات التي تقدس القوة المطلقة.
لفورته لم يعد يرى وجوه الناس في الشارع المزدحم فهو فوقهم كلهم , لم يعد يهمه أحد "ليس زيوس بأفضل مني كلانا نحيا على سبيل الحياة"
كان كافيا تلك الشعور ليذهب إلى ياسمين ويمسكها في يدها بقوة و فعلا أخذها واندثر الياسمين على الأرض وتبعثرت النقود , كانت ياسمين تتمنع الذهاب معه من الناحية الظاهرية,
"لا تكتمل الأنوثة إلا إذا عارضت وتمنعت وتمردت أحيانا فلا أنوثة بلا عناد".
كانت ياسمين جميلة وصارت أجمل عندما تدلت كطفل رضيع على ذراعي سعيد , ذلك المشهد بكل تفاصيله الدقيقة غدا ملفتا للأنظار , توقفت الناس عن الحركة وكأنها دقيقة صمت و العيون محدقة في رجل كل ما يملك فتاة تبكي في حضنه, و فتاة لاتملك سوى ذراعي رجل تمسك فيهما بقوة , كغريقة في بحر تمسك بقطعتي خشب على سبيل النجاة, إنه بحر الحياة. . .
ارتميا على مقعد خشبي يكاد منسيا في حديقة صغير يسألها سعيد ما اسمك ؟
,,تجيب بصوت منخفض,, اسمي ليلى , يتلقى سعيد صدمة قوية فقد خانه حدثه كان متأكدا بأن اسمها ياسمين, وهذا دليل آخر على عجز البشر بعلم الغيب "إننا محكومون بسلاسل كبلنا بها الوجود هذا هو قانون الحياة".
على كل حال أنا سأسميكي ياسمين , هكذا أشعر بحريتي وتمردي على أسماء وضعت لنا بلا رأينا أو اختيارنا.
ابتسمت ورددت بصوت أكثر خفوتا ياسمين. . ياسمين أجل ياسمين
سعيد : كيف وصلت إلى الشارع ماهي قصتك ؟
ياسمين: ,,ابتسمت ثانية ولكن هذه المرة بحزن خفي,, ثم فضلت الصمت على الكلام.
سعيد : تظاهر بالغضب ورسم على وجهه عبسة مخيفة كانت كافية لتثير شهوة ياسمين على الكلام.
ياسمين : باختصار لم أكن قتاة مطيعة وصالحة وقفت عكس التيار فجرفني إلى الشارع كان التيار أقوى مني ولكن لا يهمني ,,أنا سعيدة الآن,,
سعيد : أحدث هذا الكلام في دخيلته هدوءا وسكينة كأنه وجد نصفه الثالث
تساءل بغباء . . لم أفهم شيئا !
ياسمين : أبي رجل دين
سعيد : ,,باندفاع شديد,, إسلامي أو مسيحي أو ... أو .... !
ياسمين : لا فرق بينهم كلهم يدعون أنهم يملكون مفتاح الفردوس , و من يقبل أيديهم أكثر يحظى بالمفتاح إلى الخلود المزعوم إلى الله و الله هو الله.
أما أنا لا أجيد تقبيل الأيادي ولا الركوع والسجود أمامهم رفضت كل شيء تمردت على أبي فلم أحظى بمفتاح السماء إلى الجنة فدخلت إلى الشارع ولكن ,,أنا سعيدة,,
سعيد : أنت سعيدة وأنا سعيد ضحكا الإثنان
اهتز كيان سعيد وتحول بلحظة إلى ثلاث سعيدات سعيد الجسد, سعيد العقل, سعيد الروح, يولد في داخله إنسان آخر يصرخ تحرك كطفل يقف على على قدميه لأول مرة بعد أن قضى منذ ولادته جاثيا على ركبتيه .. عندما تكبر ستكون ذاتك هي الحد الفاصل بين الأرض والسماء.
عاد سعيد إلى حالته الطبيعية ابتسم ببلاهة وتظاهر بأن كل ما يحدث عاديا وطبيعيا
تنظر ياسمين إلى الشمس ترى أنها انتصفت السماء تماما ,,حان الموعد,, تذهب راكضة ملهوفة ينظر سعيد بجانبه يرى نفسه وحيدا يموت ضحكا يتقفى أثر ياسمين عن بعد وهي راكضة وسط الزحام يرى سيارة فخمة تخرج منها امرأة تفتح الباب لياسمين وتصعد في السيارة وتذهب . . .
كل شيء بدا متناقضا بالنسبة لسعيد ولكن هذه التناقضات في أشد اختلافها هي التي تكون كل هذا الترابط الكوني
فسعيد هو صورة أخرى لياسمين, أبوه رجل سياسة مشهور, ورجال السياسة والدين وجهان لاستغلال واحد, كان سعيد يحب أباه كثيرا إلى أنه لم يكن يطيق أفكاره ونشاطه السياسي الذي حول العائلة إلى قاعة مؤتمرات كاذبة يبحثون فيها قضية الشعب والإنسان فما كان منه إلا أعلن إنفصاله عن واقعه بحثا عن واقعا يحقق فيه ذاته وحريته و شخصيته الخارقة إنه واقع الشارع.
في اليوم التالي يلتقيان سعيد وياسمين على نفس المقعد وفي ذات الحديقة كان الحديث بسيطا خاليا من التعقيد هذه المرة, لعب سعيد دور العاشق الهائم و كأنه قيسا , قبلة واحدة كانت كافية لإخراجه من عزلته الذاتية والدخول إلى عزلة أو سجن آخر هو سجن الحب, هكذا يكون قد حقق كماله الأسطوري "الإتحاد بين قلبه وعقله في حين أنه نسي أن من الكمال ألا يكتمل الإنسان" وياسمين هي أذكى وأجمل أنثى
قبل أن تنتصف الشمس السماء بربع ساعة أو أقل تركن سيارة سوداء بجانبيهما يخرج منها رجلان عملاقان وامرأة وسيمة تردد النظر إلى ياسمين وتبتسم كأنها تعرفها, سعيد لم يتلفظ بحرف واحد, لا شيء قادرا على صدمه ولم يطلب شيئا سوى أن يأخذ معه ياسمين لترافقه إلى مصيره المجهول يرفضان, بعد التوسل يعطيها الشاب رقم هاتف لزيارته عندما ترغب كانت كافية تلك اللحظة لبث الحياة في روح سعيد.
لكن السيارة ليست غريبة, هل هي ذات السيارة التي صعدت إليها ياسمين بالأمس ..! بدا أنه لا يثق بياسمين, أم أنها سيارة من سيارات أبيه؟ !
الشك هو بداية الحقيقة إلى اليقين.
***3**
كل شيء كان لطيفا في السجن وألطفهم سجانوه, فضل سعيد أن يضعوه في غرفة منفردة لا يوجد فيها سوى ذاته, كتب على جدار غرفته وهو يرقص فرحا
"أقسى السجون تلك التي لا جدران لها(أدونيس)"
و السجن هو اعتزال هموم الحياة وتحريض على التفكير وإعمال العقل.
وسعيد يمارس الكتابة لأنها العالم الوحيد والممكن التي تصنعه وتعيشه كما تشاء في وحدتك المصطنعة.
ياسمين عالقة في الذهن صورتها ترتسم على جدران الغرفة لا تغيب أبدا, رغم زيارتها بين الحين والآخر لسعيد, وبعد كل زيارة كان سعيد يزداد حبا وولعا بياسمين التي تركت حياة الشارع بعد أن أقنعها سعيد بصعوبة, وبدأت العمل في مكتبة كبيرة كان فيما مضى يدمن سعيد زيارتها واقتناء الكتب منها, لم تكن ياسمين تبخل في إحضار الكتب لسعيد و الأمر الذي أزعجها أنه يرفض قراءة الكتب الدينية, هو أكثر ولعا بكتاب ,,المدينة الفاضلة,, لأفلاطون وما شابه من الكتب, تلك المدينة السعيدة الخالية من الظلم والعبودية الممتلئة بالعدالة الإنسانية.
"تخيلو مدينة السعادة والفضيلة مرسومة من حبر على ورق ما أعظمه الإنسان وما أوضعه إن شاء"
إن سعيد ذكيا وحساسا أكثر مما ينبغي , بالرغم من ذلك لم يرى نفسه سوى إنسانا فاشلا, هذا الإحساس العارم مكنه من إنهاء كتابه (الرحلة الإنسانية) الذي ينشد فيه عالما إنسانيا أفضل و ثائرا متمردا على العالم الحالي.
لم يأت هذا الكتاب من فراغ فسعيد هو الرجل الذي رفض كل شيء إحياءا لفكره فضل الحياة في الشارع رغبة منه في اكتشاف الحياة و إشباع شهوة متقدة في داخله لا تهدأ فقد حقق ذاته من خلال رحلته في الحياة.
الساعة الثانية عشر ليلا , وسعيد كله يقين بأنه سيخرج غدا من السجن إلى الحرية.
في الصباح ستأتي ياسمين الجميلة و يطلعها على كتابه الذي سيحوله من عالم حبري ّ ِ ِ ورقيّ إلى عالم حقيقي يحياه وتحياه الناس بعد طباعته و سيقول لها :
"أنا لم أكن لولا أنت ِ . . الحب هو نصف الحياة والنصف الآخر أنا"
الشك هو العذاب الوحيد الذي يتلذذ به سعيد ثمة شيء يهذو في داخله ,, ياسمين مجندة أو تعمل لدى منظمة سرّية,,
نام سعيد بضع دقائق .. استيقظ على صوت يناديه خاله حلما, ياسمين تدخل إلى زنزانته .. باب السجن مفتوح والمكان خالي تماما, يكون سعيد أسعد لو يقفل عليهما باب السجن وإلى الأبد في قفص الحياة.
لابدّ من الخروج . . أمسك سعيد في يمناه يد َ ياسمين و في يسراه حاملا كتابه (الرحلة الإنسانية) ومضيا . . .
كل شيء جميل السماء ضاحكة الوجوه باسمة الشوارع ينسكب منها الفرح, سعيد وياسمين يرقصون سرورا وهم يغنون وسط الزحام بين الوجه الكثيرة :
"كن جميلا ترى الوجود جميلا. (إيليا أبو ماضي)
"نحن الآن في قلب العالم"
يتجهون بخطى َ َ زاهية إلى المكتبة
و قبل أن يصعدوا الحافلة يحدث ُ انفجار ُ ُ ضخم "إلا الحرب ليست جميلة"
كتاب سعيد (الرحلة الإنسانية) خير شاهد على الحياة الجميلة و معاناتها ولكن في النهاية سينتصر الإنسان الفضيل لأنّ شريعة الحياة أركانها وثالوثها المقدس
"الخير .. الحب .. الإنسانية"

***انتهت****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.