الصفحات

امرأة من ماء || عبدالمعين زيتون

-وجدتني بانتظار الليل يهبط في أرجائي يستولي علي
يحكمني كسيد مفضل في قلبي المرهف الحزين قالها وابتلع تنهيدة عميقة
وأضاف:
-كنت أتعلق بخيوط حلكته
بينما تروح هواجسي تستطلع القدر المقبل
ترى ماذا يختبئ في هول الزمن المتكئ على جدار المسافات؟
ولطالما انتظرت ومضة
أغرتني خمرة رضابها،فتداعي جسدي على جنبات ملأى بالفوضى.

اللحظات الجميلة ترحل مسرعة كففاعات على شفاه كأس محنتي
أو تهب عاصفة كموج أعماقي وتصرخ:
(أنا لست ميادين ضياع وتشتب وصراعات)
سألني بمرارة:
-هل أستسلم أمام مشهد التناقض الصارخ في الأرض
لكن الأماني تغيثني
فأستعيد وهج الشوق والحنين لرعشة قلب مترع بالنقاء والكبرياء
-صمت ،فجأة وابتسم ،وبدا كمن يفكر وحيدا
-كأنها
كأنها ياصديق سمعت نداء استغاثاتي
جأتني تعدو
أدخلتني في أتون عطشها للحب فصرت أقرأ في حضورها رواية خالدة حضورها آسرا مذ طرقت بثقة مدهشة أبواب القلب
سكبت رحيق همسها في روح استسلمت لرقة نسيم يخترق روحي فتشققت فيها دروب المسافات العدمية.
قالت ذات حديث: -(أنا امرأة من ماء)
-هل لك أن تتخيل امرأة من همسات ؟
-سألني وانصرف دون استئذان كمجنون .. ولم ينتظر جواب!.

سؤال المجنون 

ما إن سمع بوجوده حتى هرع عدوا باتجاه المكان
واخترق صفوف الحرس
والمريدين،واهتزت القاعة
وبين أخذ و رد وجدال عنيف
بينه و بين المرافقين الأشداء
فطع السياسي خطابه
: وصاح بحزم
خلوا سبيله -
(وصلت أخيرا) -
قالها فرحا في نفسه وتقدم
: بثقة
(سيدي لا أريد شيئا لي ) -
: وأضاف
(سؤالا واحدا وحسب) -
كان المجنون أشعثا أغبرا رث
الثياب لكنه أحس برباطة
. جأش نادرة
: فسأل
؟(ما كلفة النفق الذي أنشأته
العرب بين الماء والماء ودفنت نفسها فيه) -
ضج الحضور ، وانهال الحرس
ضربا و لكما عليه ، لكنه شق طريقه
بين الجموع وغادر بنجاح
ومايزال الخطيب يفكر في
. جواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.