موعظة الكلمات || شفيق يوسف

ياخائفة من تلك الولادة ، مخاضك يؤلم ذاكرتي ..ويلفحني بنيران هائجة مشتعلة ،عسر ولادتك جعلني أتمنى العقم ،
أزهارك تذبل من حر الصيف وجفافه ،شتان شتان بين الصيف والشتاء
ربيعك الندي أوشك على الرحيل ،يلملم ما تبقى من فرحات وإبتسامات مبعثرات بين الشرق والغرب ،يحزم أمتعته الملقاة على الأرصفة !
عبثا أيتها الكلمات المنطوية في صحائف جسدي !عبثا أيامي مضت ،عبثا أمضيتها وقضيتها أتمتم في صلواتي
وأهمهم في تعاويذي من أجل أن أصل ..كل محاولتي كان مصرعه الإجهاض
أيتها الكلمات المذعورة ! فلتخرجي من أقفاصك هذه ،من سجونك !أخبر السجان أنك عذرية بريئة ، أنك لم تسمحي لأحد بالتهجم عليك أخبريه بأنك ما زلت بكرا ،فلتخرجي مما أنت فيه ،لا تخشي الليل ..عامليه كما النهار
يا كلماتي المخفية !فلتشرق شمس الحق لديك ،فليعلو صوت المزمار .وليقرع ذاك الطبل ،فلتقرع كل طبول العالم ولتخرج كل حروفي ،فليتهيأ ذاك العالم لاستقبال مولود جديد ظل طويلا في رحم الأم عاش طويلا قبل ولادته ،حان وقت الولادة ...كلي من رطب مريم ولا تخشي قساوة القلم ولا نزيف الحبر لأنك ستولدين في مكان طاهر وفي زمان مبارك ؛عند الفجر قبل بزوغ الشمس ستكون بداية رحلتك
يا كلماتي المتعثرة !لا تستعجلي في مشيك ،كوني رصينة قويمة حليمة ،لساني تلعثم من سرعتك ،فلتسهندي الله قبل ان تخطي في مجرتي ،فالأجرام كثيرة والغبار يسود الأجواء ...تمهلي فالسرعة أودت للموت وكذلك انت أيتها الكلمات

شفيق