ريـاح النّوى
هُنَـالِكَ خَلْفَ ضَبابِ الكَلِمَاتِ تَقْبَعُ
و للأمَانِي نَوَافِذُ تُطِلُّ على شُرْفَةِ الرُّوح
تَتَعَرَّى كُلُّ مُفْرَدَاتِكَ
وتَحْتَضِنُ سَخِينَ عَبَرَاتِكَ
فِي لَظَى الظُّنُونِ تَتَفَجّـعُ
كَالبُلْبُلِ الحَيْرَانِ بالشَّجَا تَصْدَحُ
صَدَى أوْهَامِكَ تُـرَجِّعُ
و لاَ مِنْ سَامِعٍ لِشَدْوِكَ يَطْرَبُ
و لاَ لِشَجِيِّ صَوْتِكَ يَمْــدَحُ
تَقْتَفِي آثَـارَ أحْلاَمِكَ
وَرَاءَ سَرَابٍ خُلَّبٍ تَلْهَثُ
و أبَدًا لاَ تهْجَــعُ..
يَـا أيُّهَـا الشَّـارِدُ في بَيْدَاءِ الغَرَامِ
تَلْفَحُكَ رِيَــاحُ النَّوَى
تُلْقِي بِكَ في غَيَابَاتِ الأوْهَــامِ
يُــرَاوِدُكَ الحَنِيــــنُ
فَلِمَ تَجْثُمُ عَلَى صَدْرِ القَصِيـدِ كالكابُوس ؟
و لِمَ تَخْنُقُ الحُلْمَ الجَمِيلَ وهْوَ جَنِيـــنُ ؟
عَيْنَـــاكَ مَيِّهَتَــــانِ
تُبْحِــرَانِ صَوْبَ الرَّدَى
ضِدَّ تَيَّارِ النَّدَى تَجْدِفَـــانِ
ثُمَّ تَغُوصَـانِ فِي بَحْرِ الجَــوَى..
تَوَجُّسَـكَ أ لاَ فَاخْلَعْ
مَا بَيْنَ مَفَـاصِلِ السَّنَــاء
بَوْحَـكَ سَنَــابِلَ فازْرَعْ
امْنَحْ رُوحَكَ وَهِيجَ الصَّهْبَاء
مُعَتَّقَةً مِنْ سِنِيِّ العِشْقِ الخُرَافِيِّ
و انْفُضْ عَنْ حَرْفِكَ غُبَارَ الكِبْرِيــــاء..
مِنْ نَبْضِكَ النَّازِفِ
فَاغْزِلْ هَمْسَكَ قَصِيدًا
عَبَــاءَةً للوَطَــن
تُدَثِّرُهُ مِنْ صَقِيعِ المِحَــن
فالقَصيدُ مَعْبَدُ الرُّوحِ
و الأمَلُ لَحْنٌ جَنينُ الوَتَـر
في الأفْئِدَةِ يَهْمِي كَالمَطَـر
يُزِيلُ جَدْبَ الكَـدَر
يُنْبِتُ عِشْقَ الوَطَـن
يُصَارِعُ خُطُــوبَ الزّمَـن
فَإلاَمَ يَطُولُ بِكَ الصُّدُودُ ؟
مِنْ ذُلّ القُيُودِ تَحَرَّرْ
و مِنْ أشْجَـانِكَ تَطَهَّـرْ
دَرْبًا إلَى مَلَكُوتِ الحَرْفِ فاعْبُـرْ..
بِمِـــدَادِ : محمّـــد الخــــذري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.