الصفحات

ظلّي || نزار سرطاوي

كم ترهقني يا ظلّي
يا هذا الشبحُ الشائِهُ
للوجعِ الساكنِ بين ضلوعي..
كم تدفعني أن أتوارى في العتمة فَزَعاً منكْ...!
حين تلاحقُني
صورتُكَ الناحلةُالسوداءُ
المشؤومةُ
أو تسبقُني هيأتكُ الخرقاءُ
المرسومةُ

فوق طريقي
أشعرُأني أعدو
قُدّامَكَ
أو خلفَكَ
رغمًاعني
أنّك تنخزُني في عنقي
أو تسحبُني من أنفي
وإذا بمحاذاتي سرتَ
أحسُّب أنّك وحشٌ يتربّص بي

يوشكُ
أنْ
ينهضَ
منتصبًا
كالغولِ
وينقَضَّ
عليَّ
ويُزهقَ
روحي

طوالَ اليومِ أحدّث
نفسي:
حين يحينُ الحَيْنُ غدًا
أو بعد غدٍ
حتماً سيجيءُ ملاكُ الموتِ
إليّ أنا وحدي
وسينساكَ...
وأنّكَ سوف تُشَيّع جثماني
وتشارك في دفني

أنّك حين أُوارى في بطن الأرض
ويرحلُ كلُّ الأصحاب
ستمكثُ فوق القبرِ قليلًا
كي تشمتَ بي
وتقهقهَ سخريةًمني
ثم تغادرُ مبتعدًا

مَنْ يدري مَنْ ستُرافقُ
من بعدي!
مَنْ سَيؤولُ إليه الحظُّ العاثرُ
إنسانٌ مثلي مسكونٌ بهواجسه
أم  وحشٌ كاسر...؟

* أديب من الأردن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.