قصة قصيرة
إتفقنا ان أزوره في بيته كي يوافيني ببعض التفاصيل عن معرضه الذي سيقام بعد إسبوعين لأنشر له إعلانا في إحدى صفحات جريدتنا،ومن جهتي فقد كنت متشوقة ﻷرى اللوحة المشغول برسمها،كذلك ارى لوحاته الخاصة التي لم يعرضها وأحتفظ بها لنفسه لانها تخصه وحده كما يقول.
ركبت سيارتي وحملت له اشواقي التي تسبقني اليه.....
يعجبني هدوئه وتلك الابتسامة الحزينة التي لا تفارق وجهه وذوقه الرفيع في كل شيء،أشاركه
في كثير من الاشياء التي يحبها وأتمنى أن يشعر بذلك،لايمكن أن انسى ذلك اليوم الذي رأيته فيه عندما طلب مني المدير اجراء لقاء صحفي معه عن تأريخ مسيرته الفنية وطبيعة رسوماته وبعض الدلالات التي تشير لها فقد كانت متقاربة بعض الشيء فهي تنم عن روح حزينة صادقة المشاعر،حاولت يوم التقيت به أن اعرف سبب مسحة الحزن التي تسللت حتى لرسوماته...كان يقول "انني بحثت كثيرا عن السعادة لكنني عجزت في العثور عليها فجرفتني سيول اليأس والحزن ولم استطع الخلاص منها"
رغم حزنه كنت متفائلة أعتقدت انني سأكون قارب نجاته من تلك السيول التي جرفته....
كانت لقاءاتنا قليلة ومتباعدة يوافيني بمعلومات عن معارضه التي يقيمها وانا اعتدت ان انشر لها اعلانات في جريدتنا وكان يقدم لي الدعوات لحضورها....
قطعت سلسلة أفكاري فتحت مسجل السيارة واذا بتلك الاغنية التي احبها(بناديلك حبيبي) رحماك فيروز تطربيني شوقا له،استذكر تفاصيل أوقاتنا معا،أشعر بإحساس غريب يكتنفني كنسمة رقيقة تلامس شغاف قلبي،كيف حدث ذلك لمجرد لقائين وكم اتصال هاتفي، في كل مكان اذهب اليه اجد طيفه امامي،أسير وحدي فلا ارى احد غيره،أشتاقه كلما تجولت بين حروف اسمه،ماسر تلك الابتسامة هل خلقت لي لاذوب فيه عشقا،لا اريد شيئا سوى ان اكون معه فوجوده أراحني أوجدني أعادني الى اوطان روحي فلا غربة بعده اتمنى ان يكون صمته يبادلني نفس احاسيس صمتي....
ها قد وصلت بيته أخيرا، إنه هو نفس المكان الذي ارشدني اليه عندما إتصل بي،نزلت من السيارة والقيت نظرة الى المكان الشارع كان فارغ هادئ لا صوت لا حياة كم هو غريب هذا المكان،طرقت الباب ففتحه لي وابتسم لي تلك الابتسامة الحزينة،كان يحمل بيده فرشاة الرسم وخشبة الالوان التي وضع عليها الالوان الزيتية ويبدو انه كان منشغلا برسم لوحته التي حدثني عنها،دخلت البيت وأرشدني الى صالة الضيوف وطلب مني الجلوس فيها لحين يضع أدوات الرسم ولكنني فضلت أن أدخل غرفة الرسم طلبت منه ان يكمل رسمه فقلت له:لا تشغل نفسك بالضيافة فأنا سأقوم بالواجب،عليك ان تدخل وتكمل لوحتك..
ضحك ولاول مرة أشعر انه يضحك من أعماقه ثم قال:سمعا وطاعة ياضيفتي..
دخلت المطبخ وأعددت كأسين من الشاي ثم عدت الى صالة الرسم قدمت له الشاي وسألته ان كان بإمكاني ان القي نظرة على لوحاته الاخرى فأجابني بالقبول..
بدأت اتجول في أرجاء البيت،اشاهد لوحاته،كانت اغلبها لأمرأة لفت ملامحها نفس ابتسامته الحزينة...
ازدحمت في ذهني أفكار وتساؤلات كثيرة حول مارأيت،جلست امام مكتبه في غرفة الرسم طلب مني ان اناوله علبة السكاير من أحد الادراج فتحت الدرج واذا بصورة المرأة ذاتها التي رسمها وعلق لوحاتها في كل جار وزاوية من زوايا البيت،ذهلت لما رأيت فلم يسبق لي ان شعرت بوجود إمرأة في حياته من قبل،اصبت بدوار شديد تشتت افكاري رافقني الصمت لوقت قليل لكنني لم استطع الصمود اكثر امام بركان حيرتي وتساؤلاتي،فسألته عن صاحبة تلك اللوحات...استعان بالصمت ولم يجبني الا بعد تنهد تطايرت منه احاسيس حزن والالام موجعة
اجابني: انها زوجتي يانور....
ماذا زوجتك؟!!
نعم زوجتي
واين هي؟!
توفيت منذ سنتين، توفيت إثر اعتداء ارهابي جبان،كانت زوجتي كاتبة وشاعرة واستاذة في جامعة بغداد انسانة مثقفة ورقيقة حساسة وجميلة،كنت أعشقها حد الجنون تعرفت عليها صدفة في إحدى زياراتي للجامعة بعد ان تعرفنا على بعض اصبحنا نلتقي بإستمرار،عشنا أجمل قصة حب واتفقنا على الزواج فوافق اهلنا على ذلك وتزوجنا ورزقنا ببنت جميلة تشبه والدتها وقد كنا سعداء سويا، ولكن القدر خبأ لنا مالم يكن بالحسبان فقد بدأت زوجتي تتعرض لتهديدات كثيرة من قبل جماعة مجهولين،طلبوا منها ان تترك التدريس؛لكنها لم ترضخ لتلك التهديدات ولم تولها اهمية على العكس ظلت مواظبة على التدريس والذهاب الى الجامعة كل يوم ولم تأبه لشيء،كنت اطلب منها ان تستقيل وتترك الجامعة ولو لفترة محدودة لكنها كانت تتهمني بالضعف وسيطرة مخاوفي على زمام تفكيري وكانت في كل مرة تقنعني بكلامها فأستجير بالصمت امتثالا لامرها ولكنني كنت خائفا عليها لان حياتي لامعنى لها من دون وجودها،ولم اعرف سبب لتلك التهديدات اهي لان زوجتي انسانة مثقفة واستاذة ناجحة وتمارس حقها في الحياة كأي انسان يحصد ثمرة جهده ام ان الحياة ارادت ان تعاقبني لسعادتي وجاء ذلك اليوم لتصفي حسابها معي..
وبما انني لم استطع التأثير على رأي زوجتي فقد قررت ان اوصلها بنفسي الى الجامعة وانتظر عودتها عند بوابة الجامعة على الجهة الاخرى من الشارع وفي احد الايام وبينما هي تعبر الشارع وتلوح لي بيدها فإذا بسيارة مجهولة تمر من امامها ولم ار شيئا سوى انني سمعت اصوات اطلاق نار وعندما رحلت تلك السيارة وإذا بزوجتي ملقاة على الشارع ولم يترك الرصاص فيها مكانا الا وأخترقه وقد غطت الدماء كل معالمها الجميلة الرقيقة التي تشوهت بالرصاص،ولم يكتفوا بذلك بل قتلوا ابنتي تلك الملاك البريء الذكرى الوحيدة لزوجتي،ماذنب تلك الطفلة حرمت من أمها وتقتل على ايد لا تعرف الرحمة اولئك الذين لايعلمون انهم جبناء بما يكفي لقتلهم إمرأة وطفلة في عمر الزهور...
ودعت أفراحي واحلامي في الحياة منذ رحيلهم عني فلم اعد انا ذلك الانسان الحر بسعادتي ومحال ان اعود سأظل احلم بواقع مناقض لما أعيش اجعل من حلم وجودها حقيقة أشاطرها احزاني واوجاعي وذكرياتي الجميلة،هي لم تتركني بل هي موجودة في كل زاوية من زوايا البيت،كلما يتركني طيفها اشعر انني محطم أسير في شوارع عمري وحيدا مغتربا اشعر ان هذا الوطن ليس وطني لانها ليست موجودة فيه وهذا العالم ليس عالمي لانها رحلت عنه،ثم التفت الي وتقدم نحوي وضع يده على وجنتي يتحسس شفتاي يقول لي"أتعلمين لما اشعر بالحزن والفرح حينما التقيك لان ملامحك ورقتك وابتسامتك تشبهها الى حد كبير حتى طريقة كلامك فيها الكثير منها اشعر بالحنين والحزن حين اراك اشتاق لها حين نلتقي...
شعرت بدوامة تأخذني الى عالم اخر،لم اكن املك مايواسي نفسي لاواسيه،يبدو انني طرقت الباب الخطأ فلم يكن هو ذلك الشخص الذي بحثت عنه..
نهضت من مكاني لاودعه؛ولكنه لايعلم انه الوداع الاخير فتحججت بانني على موعد مهم،طلب مني ان ابقى لحين اكماله اللوحة فقلت له"اسفة لا احب ان اكون نسخة مزورة لشخص اخر فأنا احب ان اكون انا وليس هي......
ودعته وخرجت وكن بداخلي الف جرح ينزف كلامه كسكين تحز جسدي،تلاشت أحلامي فجأة ماتت تلك الغابة التي زرعها بداخلي وباتت مجرد اوراق يابسة تتطاير على ارصفة اليأس كخريف حل في نفسي..
لم يكن سوى البحر مسكني حين تولتني الهموم وتزاحمت الاحزان في قلبي،لقد تركت ذلك الوهم خلفي كإعصار اجتاح زورقي..ساستعد للرحيل من حيث اتيت بسفينة بلا ربان او اشرعة سأسافر ولن اقف عند محطة فنحن أغراب عن هذا العالم،سامسي بليل طويل اتأوه من ندمي،ولكن حياتي لن تقف على حلم ضاع في ليل استغنى عن أحلامه،مجرد حلم حواني في يوم ما وسأكتفي بذلك وأدعه يعيش في عالم الذكريات...
بعد ذلك قررت ان انتقل للعمل في جريدة اخرى ثم اغلقت هاتفي وخلدت للنوم....
إتفقنا ان أزوره في بيته كي يوافيني ببعض التفاصيل عن معرضه الذي سيقام بعد إسبوعين لأنشر له إعلانا في إحدى صفحات جريدتنا،ومن جهتي فقد كنت متشوقة ﻷرى اللوحة المشغول برسمها،كذلك ارى لوحاته الخاصة التي لم يعرضها وأحتفظ بها لنفسه لانها تخصه وحده كما يقول.
ركبت سيارتي وحملت له اشواقي التي تسبقني اليه.....
يعجبني هدوئه وتلك الابتسامة الحزينة التي لا تفارق وجهه وذوقه الرفيع في كل شيء،أشاركه
في كثير من الاشياء التي يحبها وأتمنى أن يشعر بذلك،لايمكن أن انسى ذلك اليوم الذي رأيته فيه عندما طلب مني المدير اجراء لقاء صحفي معه عن تأريخ مسيرته الفنية وطبيعة رسوماته وبعض الدلالات التي تشير لها فقد كانت متقاربة بعض الشيء فهي تنم عن روح حزينة صادقة المشاعر،حاولت يوم التقيت به أن اعرف سبب مسحة الحزن التي تسللت حتى لرسوماته...كان يقول "انني بحثت كثيرا عن السعادة لكنني عجزت في العثور عليها فجرفتني سيول اليأس والحزن ولم استطع الخلاص منها"
رغم حزنه كنت متفائلة أعتقدت انني سأكون قارب نجاته من تلك السيول التي جرفته....
كانت لقاءاتنا قليلة ومتباعدة يوافيني بمعلومات عن معارضه التي يقيمها وانا اعتدت ان انشر لها اعلانات في جريدتنا وكان يقدم لي الدعوات لحضورها....
قطعت سلسلة أفكاري فتحت مسجل السيارة واذا بتلك الاغنية التي احبها(بناديلك حبيبي) رحماك فيروز تطربيني شوقا له،استذكر تفاصيل أوقاتنا معا،أشعر بإحساس غريب يكتنفني كنسمة رقيقة تلامس شغاف قلبي،كيف حدث ذلك لمجرد لقائين وكم اتصال هاتفي، في كل مكان اذهب اليه اجد طيفه امامي،أسير وحدي فلا ارى احد غيره،أشتاقه كلما تجولت بين حروف اسمه،ماسر تلك الابتسامة هل خلقت لي لاذوب فيه عشقا،لا اريد شيئا سوى ان اكون معه فوجوده أراحني أوجدني أعادني الى اوطان روحي فلا غربة بعده اتمنى ان يكون صمته يبادلني نفس احاسيس صمتي....
ها قد وصلت بيته أخيرا، إنه هو نفس المكان الذي ارشدني اليه عندما إتصل بي،نزلت من السيارة والقيت نظرة الى المكان الشارع كان فارغ هادئ لا صوت لا حياة كم هو غريب هذا المكان،طرقت الباب ففتحه لي وابتسم لي تلك الابتسامة الحزينة،كان يحمل بيده فرشاة الرسم وخشبة الالوان التي وضع عليها الالوان الزيتية ويبدو انه كان منشغلا برسم لوحته التي حدثني عنها،دخلت البيت وأرشدني الى صالة الضيوف وطلب مني الجلوس فيها لحين يضع أدوات الرسم ولكنني فضلت أن أدخل غرفة الرسم طلبت منه ان يكمل رسمه فقلت له:لا تشغل نفسك بالضيافة فأنا سأقوم بالواجب،عليك ان تدخل وتكمل لوحتك..
ضحك ولاول مرة أشعر انه يضحك من أعماقه ثم قال:سمعا وطاعة ياضيفتي..
دخلت المطبخ وأعددت كأسين من الشاي ثم عدت الى صالة الرسم قدمت له الشاي وسألته ان كان بإمكاني ان القي نظرة على لوحاته الاخرى فأجابني بالقبول..
بدأت اتجول في أرجاء البيت،اشاهد لوحاته،كانت اغلبها لأمرأة لفت ملامحها نفس ابتسامته الحزينة...
ازدحمت في ذهني أفكار وتساؤلات كثيرة حول مارأيت،جلست امام مكتبه في غرفة الرسم طلب مني ان اناوله علبة السكاير من أحد الادراج فتحت الدرج واذا بصورة المرأة ذاتها التي رسمها وعلق لوحاتها في كل جار وزاوية من زوايا البيت،ذهلت لما رأيت فلم يسبق لي ان شعرت بوجود إمرأة في حياته من قبل،اصبت بدوار شديد تشتت افكاري رافقني الصمت لوقت قليل لكنني لم استطع الصمود اكثر امام بركان حيرتي وتساؤلاتي،فسألته عن صاحبة تلك اللوحات...استعان بالصمت ولم يجبني الا بعد تنهد تطايرت منه احاسيس حزن والالام موجعة
اجابني: انها زوجتي يانور....
ماذا زوجتك؟!!
نعم زوجتي
واين هي؟!
توفيت منذ سنتين، توفيت إثر اعتداء ارهابي جبان،كانت زوجتي كاتبة وشاعرة واستاذة في جامعة بغداد انسانة مثقفة ورقيقة حساسة وجميلة،كنت أعشقها حد الجنون تعرفت عليها صدفة في إحدى زياراتي للجامعة بعد ان تعرفنا على بعض اصبحنا نلتقي بإستمرار،عشنا أجمل قصة حب واتفقنا على الزواج فوافق اهلنا على ذلك وتزوجنا ورزقنا ببنت جميلة تشبه والدتها وقد كنا سعداء سويا، ولكن القدر خبأ لنا مالم يكن بالحسبان فقد بدأت زوجتي تتعرض لتهديدات كثيرة من قبل جماعة مجهولين،طلبوا منها ان تترك التدريس؛لكنها لم ترضخ لتلك التهديدات ولم تولها اهمية على العكس ظلت مواظبة على التدريس والذهاب الى الجامعة كل يوم ولم تأبه لشيء،كنت اطلب منها ان تستقيل وتترك الجامعة ولو لفترة محدودة لكنها كانت تتهمني بالضعف وسيطرة مخاوفي على زمام تفكيري وكانت في كل مرة تقنعني بكلامها فأستجير بالصمت امتثالا لامرها ولكنني كنت خائفا عليها لان حياتي لامعنى لها من دون وجودها،ولم اعرف سبب لتلك التهديدات اهي لان زوجتي انسانة مثقفة واستاذة ناجحة وتمارس حقها في الحياة كأي انسان يحصد ثمرة جهده ام ان الحياة ارادت ان تعاقبني لسعادتي وجاء ذلك اليوم لتصفي حسابها معي..
وبما انني لم استطع التأثير على رأي زوجتي فقد قررت ان اوصلها بنفسي الى الجامعة وانتظر عودتها عند بوابة الجامعة على الجهة الاخرى من الشارع وفي احد الايام وبينما هي تعبر الشارع وتلوح لي بيدها فإذا بسيارة مجهولة تمر من امامها ولم ار شيئا سوى انني سمعت اصوات اطلاق نار وعندما رحلت تلك السيارة وإذا بزوجتي ملقاة على الشارع ولم يترك الرصاص فيها مكانا الا وأخترقه وقد غطت الدماء كل معالمها الجميلة الرقيقة التي تشوهت بالرصاص،ولم يكتفوا بذلك بل قتلوا ابنتي تلك الملاك البريء الذكرى الوحيدة لزوجتي،ماذنب تلك الطفلة حرمت من أمها وتقتل على ايد لا تعرف الرحمة اولئك الذين لايعلمون انهم جبناء بما يكفي لقتلهم إمرأة وطفلة في عمر الزهور...
ودعت أفراحي واحلامي في الحياة منذ رحيلهم عني فلم اعد انا ذلك الانسان الحر بسعادتي ومحال ان اعود سأظل احلم بواقع مناقض لما أعيش اجعل من حلم وجودها حقيقة أشاطرها احزاني واوجاعي وذكرياتي الجميلة،هي لم تتركني بل هي موجودة في كل زاوية من زوايا البيت،كلما يتركني طيفها اشعر انني محطم أسير في شوارع عمري وحيدا مغتربا اشعر ان هذا الوطن ليس وطني لانها ليست موجودة فيه وهذا العالم ليس عالمي لانها رحلت عنه،ثم التفت الي وتقدم نحوي وضع يده على وجنتي يتحسس شفتاي يقول لي"أتعلمين لما اشعر بالحزن والفرح حينما التقيك لان ملامحك ورقتك وابتسامتك تشبهها الى حد كبير حتى طريقة كلامك فيها الكثير منها اشعر بالحنين والحزن حين اراك اشتاق لها حين نلتقي...
شعرت بدوامة تأخذني الى عالم اخر،لم اكن املك مايواسي نفسي لاواسيه،يبدو انني طرقت الباب الخطأ فلم يكن هو ذلك الشخص الذي بحثت عنه..
نهضت من مكاني لاودعه؛ولكنه لايعلم انه الوداع الاخير فتحججت بانني على موعد مهم،طلب مني ان ابقى لحين اكماله اللوحة فقلت له"اسفة لا احب ان اكون نسخة مزورة لشخص اخر فأنا احب ان اكون انا وليس هي......
ودعته وخرجت وكن بداخلي الف جرح ينزف كلامه كسكين تحز جسدي،تلاشت أحلامي فجأة ماتت تلك الغابة التي زرعها بداخلي وباتت مجرد اوراق يابسة تتطاير على ارصفة اليأس كخريف حل في نفسي..
لم يكن سوى البحر مسكني حين تولتني الهموم وتزاحمت الاحزان في قلبي،لقد تركت ذلك الوهم خلفي كإعصار اجتاح زورقي..ساستعد للرحيل من حيث اتيت بسفينة بلا ربان او اشرعة سأسافر ولن اقف عند محطة فنحن أغراب عن هذا العالم،سامسي بليل طويل اتأوه من ندمي،ولكن حياتي لن تقف على حلم ضاع في ليل استغنى عن أحلامه،مجرد حلم حواني في يوم ما وسأكتفي بذلك وأدعه يعيش في عالم الذكريات...
بعد ذلك قررت ان انتقل للعمل في جريدة اخرى ثم اغلقت هاتفي وخلدت للنوم....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.