الصفحات

هديل حمامة || ابتهال الخياط

قصة شعرية ..مع أخي الشهيد ناظم الخياط استشهد سنة ٢٠٠٦ على يد الأرهابيين في محل رزقه..بطلقة واحدة تحت عينه اليمنى ،
أبكى الجميع ووحد الدموع لأنه أنسان عراقي شريف يرفض الحقد والظلم ويحب قول الحق ومناصرته...كتبت عنه القصص والاشعار وهذه اقربها في مناجاته .
( من كتابي احداث وانفعالات)



بالقرب من نافذتي تبكي حمامة..
همست لروحي دربا في الذكريات .
تتبعته ..
زورقا حملك ياأخي نحو سفرك البعيد.
كنت انتظر الحمامة كل يوم تأتيني بالخبر اليقين..
انك عدت سالما من طرق الرصاص ,
ودوي القنابل في شرق البلاد حيث الحصاد.
كنت انتظر الحمامة ..لا انام .
وكأنها مرسلة منك تدعوني ان استريح ..
ان ليس اليوم يومه.. فتمهلي بطرح الدموع..
انه أمسى وسط الجموع...
وأصبح ولم يبق منهم الا البعض القليل.
موتٌ مؤجل؟
والحمامة قرب نافذتي تهدؤني في عتمة الليل الطويل
شيء غريب!
يتقطر الدمع من عيني في سكون.
سفرك بعيد لكنني أأمل منك الرجوع.
وترجع..وتنساب روحي في استراحة المحارب..
وخوفي مطمور في قلبي..من قرب الرحيل.
وقبلتي الحائرة على خدك المهدول..من تعب الحروب.
وترحل بثقل متاعك..ومن كثر الجروح.
واعود فأنتظر الحمامة قرب نافذتي ..
كي أنام.
واحتدمت الاخبار ذات يوم..
ولا خبر ولا جواب.
ووالدنا تأبط قبره..وحلَّ عن ظهره ثقل المصاب.
وجاءت حمامتي تلهث..انه قريب.
وقدِّمتَ ملطخا من أُم رأسك حتى قدميك.
تبكي من قطعة سوداء شُدت على طرف الطريق
ان الموت لفَّ اباك..
والحسرة اشتدت عليه فقرر مجبرا على الرحيل.
دون الوداع .
ربما ظن انه سيلقاك على الطريق.
..وافترشتَ خلف البيت خندقا للحزن..
وسكبتَ من روحك الدموع .
آه..يا أبي الحبيب؟
وانتهت السنين .
ولم نرَ من الحرب غير صوت النهيق.
والزورق يرسو بانتظارك..وانا انظر اليه..لم يزل هناك.
ومابال الحمامة تنظر من بعيد..وقد توقفت عن الهديل؟
وجاءت الحرب الضروس..حرب قابيل وهابيل من جديد..
وتناثر الدم كامطار السموم ..من براكين الحقد..
ونزالات عجاف السنين..على كل الرؤوس..
ماعادت الحمامة قرب نافذتي..ولا اسمعتني ماقد قيل.
بل لمحت روحا أُدميت تنظر من قريب..حيث امي تنام..
ايتها الام..اصبح الصبح على ابنك فهو قتيل..
فأنهضي..وصبي دموعا وعويل..
وقفتُ ولوحت للروح..اتركي امي..فأنا لها بديل.
وصببت دمعي وآهاتي وكل قبضات الكروب.
ياويلي ولدي ..اخي قتيل ..مرميٌّ هناك وسط بركة الدماء!
وانا هنا مغروسة قرب سرير ..يحوي امي تصرخ ولا تعي ممَّ العويل!
ورحلتَ في سفرك البعيد ..حيث ابوك.
وتنافستْ سنين العدم على امّك..وتلقف الموت صاحبة الرحم الحزين..
وبقيت انا بالانتظار ..
ان يعود القارب واسلك اليكم حر الطريق..
حيث السلام.
واليوم اصبحتُ على الحمامة وهي تعود الى الهديل!
هل تزورني..؟
ام هل تنبؤني بخبر جميل ؟
ام هي دعوة منك اليَّ الى الرحيل..حيث انتم؟
كلها حبٌّ فليس لروحك الا كل ماهو جميل..ياأخي العزيز.
................................................
ابتهال الخياط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.