كلاكيت || ايمان الدرع

اللقطة الأولى:

على أريكة تتصدّر الصالة، وقد جالت في الروح ، ألوان الطيف تسكن الصدور. بين شجن، وضحك، وتبادل الأخبار، والهموم..بينما أصداء الموسيقا العذبة، تصدح في المكان..
اقترح ( مؤمن ) الشقيق الأوسط ـــ المهتم بتوثيق اللحظة، وأرشفتها: كتابة، وتصويراً ـــ التقاط صورة جماعية، لأخوة كان لقاؤهم شبه يوميّ، بتفاصيل متجدّدة، تزيدهم التحاماً.
نادت الصغرى المدلّلة ( بيان ) : ـــ أمووووون ...تعالي خذي مكانك بيننا ( وقد كنت وقتها أشرف على تهيئة طاولة الطعام، العامرة بالخير، ومما لذّ، وطاب.. وقد بدت لي
صبايا العائلة مثل فراشات الحقول: رقة، وجمالاً، ولطف دعابة..وأناقة)..
استعجلوني كلهم بصوت واحد : هياااااااا...بينما كنت أختلس مصادفة، وأنا مفعمة بالبشر: أحاديث الشباب، في غرفة شحروري: ( قتيبة )...وهم يتحدثون عن عوالم الشبكة الفضائية، ومستجداتها، وأفلام الأكشن، والأصدقاء.. ومشاجرات فكاهية، والكثير من الأسرار التي خبأتْها جدران الغرفة..ولم أدرك شيئا منها، لشدة رمزيتها بينهم...بينما...معزوفات (الكيتار) تداعبها أنامل ولدي تارة..وحينا أنامل ( رامي ): ابن أخي...
استعجلوني من جديد: ياللاااااااا أموووون....قلت لهم لحظة..أبدل ثيابي...
قالت لي شقيقتي الكبرى ( مريم ) : ..لا لااا داعي..خليها عفوية..كما أنت..
تململتْ..أختي الوسطى: (وجدان) ...بردت القهوة ياجماعة...بسرعة..
كانت..ابنتي.. تتهيّأ لالتقاط الصورة الجماعية لنا..بعد أن توضّعنا، حسب تسلسل الأعمار..يالللاااا321
ذكّرنا أخي( ملهم) بعبارته المشهورة، حتى تكون ابتسامتنا، على اتساعها: تشييييييييييييييز....
ووثّق الزمن مشهداً...تعلوه ضحكات، ما يزال وقعها مزروعاً في الخاطر، حتى اللحظة..

اللقطة الثانية:

في ذات المكان أجلس وحدي، بعد مرور سنوات عجاف، حارقة...التهمتْ فيها الحرب نبضاتنا.
صارت الأريكة سفينة، عائمة على بحر مالح من عيوني، يغالبها الحنين، فيقذفها الموج، على شواطئ بعيدة، بعيييييييييييييدة..فأبحث عن قلبي، الممزّق في كلّ الاتجاهات...وأغوص في قاع صمت عميق.

اللقطة الثالثة:

ذات إصباح مشرقٍ، أعدّ القهوة، ساخنة هي، ورائحتها منعشة، وأغنية فيروز تداعب السمع، ( وحدن بيبقوا..متل زهر البيلسان...) .. أنفض الغبار عن الأريكة، أرقب الباب، أنتظر عودتهم...متطلعة من النافذة، نحو السماء، فتنبيني بأن غيابهم لن يطول، فأبتسم للأمل.

ايمان الدرع