الصفحات

خلف خطاهم الناعسة | د.هدى قزع

يتعثرون ومن خلف خطاهم الناعسة يسلون خيوط المغيب ، ويغطون وجه الريح بعباءة الشمس الصفراء ، ويتسللون من بين شرفات الهواء ، فيهوون دون أي حواجز إلى أسفل الدرك من العذاب ....
يمدون أياديهم إلى عيون الراحلين ، ويسيرون كالفراش المبتور من الأجنحة ...هو وحده ظل المرايا من يهبهم خفة تعينهم على التحليق خارج الفضاء ، لكن حجرًا ضل الطريق نحوهم وحطم الوهم فتساقطوا ... صفق لهم الغيم ، وتراقصت الأرض فيهم ، وثار من فوقهم رماد الموتى ...

ومن وقتها لا شيء ينبت في أيامهم سوى الصقيع ... وهذا التراب يعقد في كل يوم صفقة رابحة ولا يعرف الخسران ...وحدهم من يتكبل الخسائر الجسيمة والعذابات المريرة ...والناجون اليوم هم الهالكون .
كل المقاعد خاليات ، ومن غياب الأحبة بدت شاحبات ... عصافير تغرد بدمعها ، ولا عيون باكيات ، وأزهار تتفتح من فوق الجيف المتعفنات ، وحياة تودع أهلها وتتدثر بالغياب ، وقبور تسلم على ساكنيها والأحياء موات ...فسيروا في أرضكم ودوسوا على كل ما فيها من الآلام!