الصفحات

خارج فضاء خيَالي | هُدى الجلاّب

إِنْ لَمْ يُكتب لي أنْ أراه يوماً خارج فضاء خيَالي 
لمَنْ سأغتسل بماء الورد؟ وأُمشط خصلات ثائرة 
وألبسُ ثوباً حرّمته على سطوح جسد مُنتظر لحظة دفء؟ 
ها أنا أعلو فوقَ زبد البحور واثقة الخطو
بمنطاد مِسك وبخور أبحث عن حطب مُتوهج يستثيرني
كي أهبط وأسامر نمنمات الصدى.
ها أنا أختلقُ كذبة كلّ ليلة
وأصدّق بياض نواياها وأرسمُ ملامح فرح على أرض مُتخشبة،
تُرى هلْ تستحق لحظة عناء الانتظار؟ 


تجتاحني السنون دفعة واحدة وتختلط وريقات فصول
ويمتزج في كرومي عبق لا يختفي وبين جدائلي نبض لا يزول،
أطبقُ شفتيّ وأبحثُ عنْ منافذ للروح وتهتدي مجاميعي إليه
وتصبُّ جامَ غضبها الروح على جسد قابع تحتَ سطوةِ الكبرياء.
يتأخر كعادته صبح
ثمّ يأتي ويُحدجني بنظرات عاتبة ويضيعُ وقت مُترهلاً كعادته
ويُوشك أنْ ينفجر الصبر.
أصيخُ السمعَ إلى نبضة صارخة بألم أي انهضي.
قاتم حولي كلّ شيء لماذا أقوم؟ أقولُ لي وأحاولُ أنْ أعثر
على سبب يشحن إرادة هابطة
وتتعثر كثيراً خطوات بين وعر ملل وظنون ثمّ يَتَبَدّى أمامي
على ضوءِ وهمي ويأخذني إلى رُبا بَساتين ناهضة،
يستدر وينظر في عينيّ ويتنقل مُتلمظاً إلى شفتيّ
ويأتيني دفءُ صوته مِن خلفِ أكوام خفر:
- آه مِن التوت الشامي المزروع على قطرِ شفتيكِ.
جملة دوّختني لا تزل تتراقص في مساحاتي
وفي الوقت نفسه تسحبني حيث يسكن نبع جنوني.
.. هُدى الجلاّب