الصفحات

تفاحة وحيدة في الإناء بقلم :ريم نجمي

ريم نجمي
جارتي
كل شيء يُوجعني:
فصْل الشِتاء الذي يُكرر نفسه،
الطفل الذي يرفضُ أن يُولد،
السريرُ المُلَطخ بالوَحْشة،
والجارة التي تَنتحِر مرتين في السنة.
هي لا شيء يُوجعها،
سِوى أنها تُشبِهني.
وعد
عندما تعود
لن تكفيني الشمس لأضيء المكان.
سأبحث في زوايا البيت عن ضوء عالق،
أو بقايا قمر قديم.

سأعصر الستائر
حتى يتقَطّر النور منها
وعندما ستدخل الغرفة
لتُقبِّلني
سأطفئ الضوء.
وداع
أضع يدي على شَفتيهِ
أتذكر الحلم الذي قلناه مرة.
ألمس شَعْره للمرة الأخيرة
فتبتسم أصابعي.
مطبخنا الصغير يُلوِّحُ بيديه
وقليل من الحُب يحاول أن يُغلق الباب،
لكن ينبغي أن أخرج الآن
أخشى أن تغرب الشمس
ونحن متعانقان
فأبكي.
بداية الحب
هل يُمكن أن نلتقي في المكان الذي يسمونه البداية؟
هناك لا فرق بين مَلمَسِ الحُب ومَلمَس الشّجرة.
هناك، حيث تكُون السماء ساذجةً بِما يكفي
ليَكُون كُل شيء عَلى ما يُرام.
أما ساعي البريد فيرتدي زيّاً وردياً
ويوزع الأحلام كل صباح.
أنا أيضاً كنتُ هناك،
ولم يَرني أحد.
هاتف
الهاتف لا يرن.
لا شيء يضاهي عزلتي في هذه الليلة
سوى التفاحة الوحيدة في الإناء.
لقاء
سنلتقي عند النقطة التي يتقاطع
فيها فصل الشتاء بفصل الربيع.
هناك، حيث يحلو للغامضين مثلك
أن يشربوا قهوة الصباح.
هناك فقط يمكن أن تكونَ كما أنت-
بريئا كذئب.

*كاتبة من المغرب