الصفحات

يرحل وتبكي كثيراً صفحاتي بقلم : هُدى الجلاّب

تهرب دقائق 
وتختنق حنجرة مواربة 
تتعرّق جدران أوصال ويقتربُ نهار مَشحوناً بوجع قديم. 
رُبَّمَا مُشفقاً يطفقُ يمدّ بساط آمال يُضاحكُ الروح 
وتهطلُ أناشيد حرماني.
يرحل وتبكي كثيراً صفحاتي ..
يأخذ القلق المتأرجح معه لمعة حياة وتبحث سكينة
بفتيل عن أجزاء الروح.
تعجز أنفاس مُتعبة، كسولة تلك الساعات تتهالك معها أيّام
ويتسرب ضوء ناعس مِن ثقب مُفتاح صغير
ويشدّ ذراع إيقاع مُشتعل ليبعث روحاً جديدة. 


كيف تعلّمتْ أنْ تبتسم تلك الأصابع؟
تعانقُ الآمال بارتياح
وكلّما ازداد الظلام ظلماً تجلّى الهوى كقمر سماء صيفية
كيف يرتشف السكون تعابير ملامح ويثمل مِن عمق نظرات
تطوف وتتوزع حالمة ناعسة؟
في زمن مُومياء وأمكنة ميتة
ثمّة عطر وثمّة دموع وثمّة أوراق مُجعلكة في زاوية مهملة
جانب سرير وضحكات شامتة لا تميّز الحلم مِن أرض
مُتسلحفة.
يُدركني واقع عجول ويتضاءل حجم الأمل
وينكمش بصيص ولا تجدني عين الروح.
لملمني بينَ ذراعيك
واحضنْ شغف فؤادي لعمر الله لا شيء يستحقّ
إلاّ لحظة مُخضبة بنبض الحنين.
يا مَنْ استوطنَ رصيفَ أحلامي ونهض وسط مُحيطي
منارة عشق تُحاكي نجمات سابحة،
لله درّه هوى يسحبني عند الغسق مِن أطناب ذاتي
ويُبعثرني ويُلملمني ويعجن المسام
لأنساب مخضوضرة مموسقة دافئة.
ويسألني صبح غافل عن سرّ متخبط فأقفُ مُتلعثمة.
.. هُدى الجلاّب