الحالة ذاتها قبلَ ولادة قصّة جديدة، هذا التوتر والقيام والقعود
على حواف الضجر
لكن هذه المرّة طال الأمر كأنّني سآتي بليلى مُغايرة
وذئب أمكر إلى السطوح الشاحبة..
أنهضُ مُترددة بينَ دفتر يختبئ وقلم يتوارى ليبتعد عن الأنظار ..
أفتح محفظة يدي علّني أجد القلم البديل لأنني قبضت على قطعة كرتون
باستطاعتها أنْ تحمل القصّة المتوقعة على متنها السميك،
يعلق سحّاب محفظتي العتيقة فتنشد أعصاب المكان
الذي بدأ يضيق فاقد الصبر والحيلة.
داخل كركبة فوضويّة تقع عيني على بطاقة هويّة قديمة وجواز سفر جديد،
هذا الدفتر الأزرق الغامق المُرصّع بكلمات ذهبيّة، الجمهورية العربية السوريّة
ونسر شامخ بهيّ،
هذا الدفتر الصغير الذي جلبته الحرب الكبيرة ليسكن لبّ محفظتي الصغيرة
لا أدري لماذا ..
شعرت بقشعريرة عندما قيل لي: ربّما نضطر للمغادرة في أيّة لحظة مُجبرة جهزي أمورك.
صادف أنْ ضعفت كغيري وسكن لبّ محفظتي ليخولني إلى السفر أو الهرب
أو لا أدري ما يحمل القدر في لوحه المجهول.
كثيرون تركوا بلد الياسمين دون وعي أو هدف أو أسباب، أذكر صديقة حاولت
أنْ تأخذني معها إلى ألمانية وباءت أساليبها بالفشل
وصديقة غالية تقطن فرنسا منذ سنين طويلة بين حين
وآخر لا تفتأ تناديني بشغف ..
- تعالي اتركي الفقر والدمار النفسي أنت كاتبة يجب أن تعيشي رفاهية
- لتكتبي لنا رواية مُنعشة مللنا الهراء في زمن كثر فيه العبث.
هي صاحبة فندق تريدني أنْ أشاركَها حسابَاتها كونها لا تثق بأحد حولها
والشرط الوحيد جواز سفر صورته بلا حجاب كون فرنسا
لا تستقبل المحجبات على حدّ قولها ..
أبتسم وأذكر ابتسامة والدي رحمه الله حين يكون في قمّة الامتعاض يبتسم ساخراً
كنت أشعر بأنها تفوق الصفع أو الصراخ ..
تخبرني ابتسامتي هذه كمْ بتّ مقهورة وكمْ صار يقبع دواخلي أسراب ترفرف مُعترضة
تنوي الرحيل عن السطوح المختنقة ..
أحمل مرآتي العابسة وتكمل الأخرى ما فات مِن تفاصيل مُبعثرة بين ثنايا ..
أتناولُ مشط الخيزران وأبدأ بتسريح شَعري لأبدد بعض شجن ..
هذه الجدائل الخجلة المُرتبكة التي يرغب أنْ يراها كثيرون، كلّ شيء مخفي يُحبّ
أنْ يعرفه البشر
يسألني البعض ما لون شَعرك ما طوله ما نوعه وكثيرات سافرات ربّما لا يلتفت
إليهن أحد ..
تعودُ ابتسامة لكن بطعم مُغاير حينَ ألمح في منديل أبيض بضع ياسمينات تبتسمن،
أقربهن مِن أرنبة أنفي المكسور وأسحب بعمق أنفاساً راغبة في الحياة.
لا زالت رائحة زكيّة رغم جفاف التويجات السجينة، هذه الزهيرات أهداها لي
ابني الصغير وهو عائد مِن المدرسة ذات ظهيرة مع دفتر علاماته
كي أغضّ الطرف عن بعضِ خطوط حمراء ..
يا الله كمْ هو جميل ياسمين دمشق حتى وهو يابس يبعث في النفس طمأنينة وصفاء ..
لا وقت اليوم كمَا يبدو لكتابة القصّة التي أريد، أغلقُ المحفظة بهدوء
وأنهضُ إلى شرفة صغيرة أتأمل مدينتي الساحرة الجميلة على ضوء قمر سماء ناظرة مُراقبة لكلّ شيء فألمح على ثغره ابتسامة أجهل كنهها أتغلغل أدغال روح سابحة، أتروحن .... وأدقق النظر تحتَ حجاب فأرى الله يبتسم.
..
على حواف الضجر
لكن هذه المرّة طال الأمر كأنّني سآتي بليلى مُغايرة
وذئب أمكر إلى السطوح الشاحبة..
أنهضُ مُترددة بينَ دفتر يختبئ وقلم يتوارى ليبتعد عن الأنظار ..
أفتح محفظة يدي علّني أجد القلم البديل لأنني قبضت على قطعة كرتون
باستطاعتها أنْ تحمل القصّة المتوقعة على متنها السميك،
يعلق سحّاب محفظتي العتيقة فتنشد أعصاب المكان
الذي بدأ يضيق فاقد الصبر والحيلة.
داخل كركبة فوضويّة تقع عيني على بطاقة هويّة قديمة وجواز سفر جديد،
هذا الدفتر الأزرق الغامق المُرصّع بكلمات ذهبيّة، الجمهورية العربية السوريّة
ونسر شامخ بهيّ،
هذا الدفتر الصغير الذي جلبته الحرب الكبيرة ليسكن لبّ محفظتي الصغيرة
لا أدري لماذا ..
شعرت بقشعريرة عندما قيل لي: ربّما نضطر للمغادرة في أيّة لحظة مُجبرة جهزي أمورك.
صادف أنْ ضعفت كغيري وسكن لبّ محفظتي ليخولني إلى السفر أو الهرب
أو لا أدري ما يحمل القدر في لوحه المجهول.
كثيرون تركوا بلد الياسمين دون وعي أو هدف أو أسباب، أذكر صديقة حاولت
أنْ تأخذني معها إلى ألمانية وباءت أساليبها بالفشل
وصديقة غالية تقطن فرنسا منذ سنين طويلة بين حين
وآخر لا تفتأ تناديني بشغف ..
- تعالي اتركي الفقر والدمار النفسي أنت كاتبة يجب أن تعيشي رفاهية
- لتكتبي لنا رواية مُنعشة مللنا الهراء في زمن كثر فيه العبث.
هي صاحبة فندق تريدني أنْ أشاركَها حسابَاتها كونها لا تثق بأحد حولها
والشرط الوحيد جواز سفر صورته بلا حجاب كون فرنسا
لا تستقبل المحجبات على حدّ قولها ..
أبتسم وأذكر ابتسامة والدي رحمه الله حين يكون في قمّة الامتعاض يبتسم ساخراً
كنت أشعر بأنها تفوق الصفع أو الصراخ ..
تخبرني ابتسامتي هذه كمْ بتّ مقهورة وكمْ صار يقبع دواخلي أسراب ترفرف مُعترضة
تنوي الرحيل عن السطوح المختنقة ..
أحمل مرآتي العابسة وتكمل الأخرى ما فات مِن تفاصيل مُبعثرة بين ثنايا ..
أتناولُ مشط الخيزران وأبدأ بتسريح شَعري لأبدد بعض شجن ..
هذه الجدائل الخجلة المُرتبكة التي يرغب أنْ يراها كثيرون، كلّ شيء مخفي يُحبّ
أنْ يعرفه البشر
يسألني البعض ما لون شَعرك ما طوله ما نوعه وكثيرات سافرات ربّما لا يلتفت
إليهن أحد ..
تعودُ ابتسامة لكن بطعم مُغاير حينَ ألمح في منديل أبيض بضع ياسمينات تبتسمن،
أقربهن مِن أرنبة أنفي المكسور وأسحب بعمق أنفاساً راغبة في الحياة.
لا زالت رائحة زكيّة رغم جفاف التويجات السجينة، هذه الزهيرات أهداها لي
ابني الصغير وهو عائد مِن المدرسة ذات ظهيرة مع دفتر علاماته
كي أغضّ الطرف عن بعضِ خطوط حمراء ..
يا الله كمْ هو جميل ياسمين دمشق حتى وهو يابس يبعث في النفس طمأنينة وصفاء ..
لا وقت اليوم كمَا يبدو لكتابة القصّة التي أريد، أغلقُ المحفظة بهدوء
وأنهضُ إلى شرفة صغيرة أتأمل مدينتي الساحرة الجميلة على ضوء قمر سماء ناظرة مُراقبة لكلّ شيء فألمح على ثغره ابتسامة أجهل كنهها أتغلغل أدغال روح سابحة، أتروحن .... وأدقق النظر تحتَ حجاب فأرى الله يبتسم.
..
*هُدى محمد وجيه الجلاّب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق