تحليل قصيدة الكوليرا للشاعرة نازك الملائكة ... *بقلم: سهام بن لمدق

الشاعرة نازك الملائكة من العراق من عائلة افرادها يكتبون الشعر كانت من رواد الشعر الحر سمعت ذات مرة عبر المذياع الذي كان الوسيلةالوحيدة لتقصي الاخبار نبأ اصابت الشعب المصري بداء الكوليرا القاتل فحزنت وحملت قلمها وكتبت شعرا الا انه لم يعجبها لانه لا يعبر بشكل تستطيع ايصال حزنها والمها لما. اصاب المصريين وكان ذلك في حقبة كان العراق يعاني من تظاهرات ضد الحكام الذين كانوا يسقطون المتظاهرين قتلى بالعشرات لان تلك الفترة كانت فترة مناهضة ضد قوى الاحتلال والمطالبة بالتحرر
فاعادت كتابةالشعر مرة اخرى الا انها كانت كالمرة الاولى كانت تريد تغير اسلوبها وتنظيم ابياتها.وذات يوم استيقظت وهي تكرر الموت الموت الموت فانتابها شعور انها ستكتب قصيدة فيها نظم جديدة معبرة وتوصل المعنى الحقيقي لما تعيشه مصر نظمت لاول مرة شعرا حرا قراته ا ولا اختها احسان ثم والدتها ولما قراه والدها لم يعجبه تكرار الكلمات فقال لها انه ليس بشعر وانها لن تنجح الا ان اصرارها على ما تيقنت منه جعل شعرها اول شعر ياخذ مسراه في مجال الابداع الادبي وانتقد بشكل بناء و بالتالي اصبح الشعر له صدى مختلف عن سابقه

في شعر نازك نرى انها بدأت قصيدتها بسكن الليل و هذا تبيانا للخوف من الغد حين لا تسمع الاصوات حين يكون كل شيئ صامتا وكانه الموت قد حل ليلا يان فيه المتالم كتألمها عبرت بطريقة فيها بلاغة حين قالت
حزن يتدفق يلتهب يتبعثر فيه صدى الاهات
شبهت الحزن بالدم يتدفق وكانها تريد القول ان الحزين يعيش كالقلب الذي مركزه الحزن والذي يحترق ويتشتت لسماعه اهات التعساء من شدة المهم نازك كانت تعيش هذا الشعور وكانها مصابة مثلهم
برعت في استخدامها للمتضادات حين قالت

سكَن الليلُ
أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ
في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ
صَرخَاتٌ تعلو, تضطرب

نجد في سكون الليل الظلمة التي تشبهها بعمق كالكهف له صدى تسمع فيه الاناتوالصرخات اقوى جمعت الشاعرة الارعة بين الصمت على الموتى والصدى بجملةواحدة كانها تريد ان نتعمق في ما تشعر به وهي بعيدة عن موقع المرض صامتة تريد ان تجعل لقلمها صوتا له صدى من اعماقها يتالم ويحكي وجعه على الموتى

في هذه الابيات :

طَلَع الفجرُ
أصغِ إلى وَقْع خُطَى الماشينْ
في صمتِ الفجْر, أصِخْ, انظُرْ ركبَ الباكين
عشرةُ أمواتٍ, عشرونا
لا تُحْصِ أصِخْ للباكينا
اسمعْ صوتَ الطِّفْل المسكين

ابدعت الشاعرة نازك الملائكة حين اتبعت سكون الليل بطلوع الفجر الذي تنشب فيه الحياة الجميع يتالم بشدة يعني كل الاحياء الذين لم تتخطفهم الموت من اطفال وشباب وشيوخ وكبار السن تسمع لخطاهم صوتا لثقلها كثقل جسد الميت. ابدعت وهي تظهر صورة الاحياء و كأن موعدهم للحاق بالسابقين سيحين وذلك في تعبيرهاعندما يبكي الجميع الموتى الذين تعددوا في صمت لعدم قدرتهم على البكاء من شدة تغلب المرض عليهم.
نازك في هذا البيت من قصيدتها :

تشكو البشرية تشكو من يرتكب الموت

نستخلص من كلماتها هذه انها تتكلم عن الموت بالمرض وكانها تريد التعبير عن مفهوم اخر كالموت الناتج عن قتل الابرياء في مضاهرات التي كانت انذاك بالعراق بلدها نستقرا من عبارة من يرتكب الموت انها تريد اتهام الحكام بارتكابهم القتل ونستوعب ا ذكاءها حين شبهت الموت في العراق بالموت بالكوليرا
الكوليرا التي قضت على الاخضر واليابس من البشر قضت على الجميع في صمت حيث تخمد اصوات الارواح بالمقابر
الشاعرة عبرت بالصمت والموت بكلمات متكررة من بداية القصيدة الى نهايتها وهذا حتى توصل للقارئ انه لا توجد مقاومة ضد هذا المرض .

الشاعرة اثبتت نجاحها بجدارة وتمكنت من الظفر بلقب اول شاعرة تكتب الشعر الحر بكامل معاني الاحساس الشجي وكانت مبدعة بما يقراما بين السطور بكلمات بسيطة وعميقة ..